من تواضع أسيادنا : (17)
1️⃣ من تواضع سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ، أنه كان يسمع لمشاكل أحبابه من الصغار والكباروهذا كان يستهلك من وقته الغالي المبارك الكثير، و يتعاطف معهم
2️⃣ فقد كان رحمه الله تعالى كما وصف ربنا حبيبه (...قل أُذُنُ خير لكم ..) ولنعم هذه الأذن و ذلك القلب ،و ذلك العقل الذي أشرق عليه ذلك القلب المنور بنور الوحي الإلهي.
3️⃣ فمن المذكرات العجيبة الغريبة ،أن صاحبها ذهب لبيت سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى وانتظر أمام زقاق حيه، فلما حضر رحمه الله تعالى و جد أن هناك شابين بانتظاره و كانت وقتها السيارة التي يذهب فيها بانتظاره،فطلب من الأخوين الصعود ،و في الطريق ذاكر أحدهم وأنهى حديثه معه ..
فلما نزل وكان هناك ممر طويل ،طلب من الأخ الآخر أن يتكلم ،فقال ذلك الأخ مذاكرتي طويلة تحتاج لوقت أطول ..فقال له : " تكلم !"
4️⃣ ولما بدأ ذلك الأخ بسرد ما عنده ،راح الشيخ يبطئ من مشيته ،حتى وصلا إلى القبلية و بدل الدخول إليها انعطف رحمه الله تعالى إلى باحة المسجد و هو يسمع ،فلما بدا له أن هذا الأمر يحتاج لوقت أطول ، قال : "ندخل و نصلي السنة البعدية .."
و بعد صلاةالعصروالتسبيحات ،عاد ليسمع من ذلك الأخ ثم قال له : " الجو بارد ،فما رأيك أن ندخل إلى الغرفة ،و طلب إشعال المدفأة، و هو يصغي لهذا الشاب و يسمع مشكلته التي لها تعلق في كل فترات حياته منذ أن كان رضيعاً و حتى تلك الساعة ...
4️⃣ و هذا الأخ يعلم أن مشكلته ليس لها حل ،وليس لها من دون الله كاشفة ، و لكن اعتقاده بأن لشيخه جاهاًعريضاً عند سيده و مولاه ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ،فذاكر شيخه ..
5️⃣ و لكن كان جواب سيدنا رحمه الله تعالى ،عجيباً غريباً فقد قال له : " أذهب و تدبر أمرك،ايش اعمل لك."فلما خرج هذا الشاب من المسجد شعر و كأن جبلاً أزيح عن صدره و عن كاهله ، و رأى أنه هائماً على و جهه، وكأن رجليه لا تخطا الأرض بل هو يمشي كما لم يكن يمشي من قبل .
و بعد أيام وجد أن هذا الأمر الذي ذاكر به ، قد انطوى بساطه،و أصبح في طي النسيان و كأنه رفعت الأقلام و جفت الصحف،و لم يعد أحد يتعرض له بذلك .
6️⃣ و عاد هذا الأخ بعد سنوات يذاكر في موضوع زواجه الذي له علاقة بالموضوع الأول و بسيرة حياته ،و وأيضاً انفرد مع سيادته رحمه الله تعالى لكن هذه المرة في غرفته ، وتيسر هذا الأمر أيضاً بجاه و بركة سيدنا رحمه الله تعالى .