الموضوع: في رثاء هر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2008
  #1
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
في رثاء هر

مما مرعلي من الطرائف وأنا أقرا في الموسوعة الشعرية (الشعر ديوان العرب) شاعر اسمه ابن العلاف
(218 - 318 هـ / 833 - 930 م)
وهو الحسن بن عليّ بن أحمد النهرواني، أبو بكر، ابن العلاف.
شاعر عاش في بغداد، ونادم بعض الخلفاء، وكف بصره.
وهو صاحب قصيدة في رثاء هرّ عاش في بيته زمنا فجاد بقصيدة طويلة (من البحر المنسرح ) أنقل لكم بعضا منها لطرافتها :


يا هر فارقتنا ولم تعد = وكنت منا بمنزل الولدِ
وكيف ننفك عن هواك وقد= كنت لنا عدة من العددِ
تمنع عنا الاذى وتحرسنا = بالغيب من حية ومن جرد
وتخرج الفأر من مكامنها = ما بين مفتوحها الى السدد
يلقاك في البيت منهم عدد = وانت تلقاهم بلا عدد
لا ترهب الصيف عند هاجرة = ولا تهاب الشتاء في الجمد
وكان يجري ولا سداد لهم = امرك في بيتنا على سدد
حتى اعتقدت الاذى لجيرتنا = ولم تكن للاذى بمعتقد
وحمت حول الردى بظلمهم = ومن يحم حول حوضه يرد
وكان قلبي عليك مرتعدا = وانت تنساب غير مرتعد
تدخل برج الحمام متئد = وتخرج الفرخ غير متئد
وتطرح الريش في الطريق لهم = وتبلع اللحم بلع مزدرد
كادوك دهرا فما وقعت وكم = افلت من كيدهم كيد مجتهد
حتى اذا خاتلوك واجتهدوا = وساعد النفس كيد مجتهد
صادوك غيظا عليك وانتقموا = منك وزادوا ومن يصد يُصد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما = لم ترث منها لصوتها الغرد
اذاقك الموت من اذاق كما = اذقت اطياره يدا بيد
كأنهم يقتلون طاغية = كان لطاغوته من العبُد
يامن لذيذ الفراخ اوقعه = ويحك هلا قنعت بالقدد
لا بارك الله في الطعام اذا = كان هلاك النفوس في المعد
كم اكلة داخلت حشا شرهٍٍ = فأخرجت روحه من الجسد
كأن عيني تراك مضطربا = فيه وفي فيك رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاص منه فلم = تقدر على حيلة ولم تجد
عشنا بخير وكنت تكلؤنا = ومات جيراننا من الحسد
قد كنت في نعمة وفي سعة = من المليك الميهمن الصمد
قد كنت بددت شملهم زمنا = فاجتمعوا بعد ذلك البدد
وفتتوا الخبز في السلال فكم = تفتت للعيال من كبد
ومزقوا من ثيابنا جددا = فكلنا في مصائب جدد
فاذهب من البيت خير مفتقد = واذهب من البرج شر مفتقد
الم تخف وثبة الزمان وقد = وثبت في البرج وثبة الاسد
عاقبة البغي لا تسأم وان = تأخرت مدة من المدد
من لم يمت يومه يمت غده = او لا يمت في غد فبعد غد
والحمد لله لا شريك له = فكل شيء يرى الى امد

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 10-31-2008 الساعة 02:57 AM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس