عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2008
  #39
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 119 } الاستقرار والاطمئنان لا يكون إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، لأن الاستقرار والاطمئنان من الله عزوجل ، وليس من الإنسان ، لذا إذا حاول أن يوجد العبد هذا الاسقرار من نفسه بنفسه ، فإنه يكون عاجزاً عن ذلك ، أما من الله فهو ممكن ، والله رتب هذا الاستقرار والاطمئنان على الاستقامة الشرعية .
{ 120 } كلما أدرك الإنسان ضعفه وعجزه وجهله أدرك عظمة ربه تبارك وتعالى فإذا أدرك عظمة ربه عزوجل فإن قلبه لا يرضى إلا بمولاه ولا يتعلق إلا به ، ولا يتعلق بالفاني لأن من تعلق بالفاني فهو إلى فناء قال تعالى : { لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } سورة القصص / 88

{ 121 } إذا كان القلب صافياً فإن الجوارح لاتخون ، لأن القلب هو السلطان على الجوارح كلها ، فإذا فسد فسدت الجوارح كلها ووقعت في المعصية ، وإذا صلح صلحت الجوارح ، وصلاحه بذكر الله عزوجل وإذا استشعر القلب معية الله تعالى فإنه لا يأنس إلا به ، فإذا حصلت منه الغفلة فإنه يتألم ، فلابد من كثرة الذكر
ــــــــــــــــــــــــ ص 99 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع الحضور . اللهم ارزقنا الحضور التام الدائم .
{ 122 } عظمة الله عزوجل وقربه من العبد لا يمكن إنكارها إلا من غافل ، فإذا استشعر العبد عظمة الله وقربه منه ، فإن قلبه لا يسكن إلا له ، ويتذوق طعم الإيمان ، وهذا لايكون إلا لأهل السير والسلوك ، وحديث هؤلاء عن هذا المقام تجد فيه الحيوية ، لأنهم يتكلمون عن ذلك ذوقاً وشهوداً . جعلنا الله منهم آمين .
{ 123 } إذا باشر الإيمان بشاشة القلوب ، وتيقن العبد قربه من ربه ، وقرب ربه منه ، حين ذاك تفرح روح الإنسان بخلاصها من شر النفس الأمارة بالسوء ، وبوصولها وقربها من ربها عزوجل . أما إذا ضعف الإيمان ولم يصل إلى بشاشة القلوب ، عندها تتغلب النفس الأمارة بالسوء على صاحبها ، وتغلبه الطبيعة البشرية ، ويكون في حال قبض وحزن . وفي كلا الحالين على العبد أن لا يغتر بالفرح ولا يقنط بالحزن ، فإن الله تبارك وتعالى يقول : { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } سورة غافر / 3
{ 124 } النفس من طبيعتها أنها أمارة بالسوء لقوله تعالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 100 ــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ } سورة يوسف / 53
هذه النفس لا تخرج عن طبيعتها وخبثها بالكلية ، ما دامت الروح في الجسد { إِلَّا مَا رَحِمَ ربَّي } فالرحمة من الله عزوجل ، والإرادة بيد العبد ، فإذا استعمل العبد إرادته ،

بسجن نفسه تحت مراقبة الله عزوجل ، ووقف عليها تناله رحمة الله عزوجل ويترقى حتى يصل إلى النفس المطمئنة ولا يغفل عن نفسه الأمارة . أما الإنسان إذا كان غافلاً عنها ، وجاهلاً بمكرها وخداعها فإنها تتكبر وتتعالى وهو لايشعر ، كمثل الإنسان إذا غفل عن قص أضافره فإنها تنمو من حيث لا يشعر ، لذلك يجب على المؤمن أن يراقب نفسه ويبقيها مسجونة تحت مراقبة الله الذي لا يغفل قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء / 1



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-03-2008 الساعة 09:08 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس