بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كانت امرأة الأعمش من أجمل نساء الكوفة، فجرى بينهما كلامٌ فنشزت عليه، وكان يأتيه رجل يقال له: أبو البلاد فصيح يتكلم بالعربية يطلب منه الحديث، فقال له: يا أبا البلاد: إن امرأتي قد نشزت علي وغمتني، فادخل عليها وأخبرها بمكاني من الناس وموضعي عندهم، فدخل عليها فقال: إن الله قد أحسن قِسمَك، هذا شيخنا وسيدنا، وعنه نأخذ ديننا وحلالنا وحرامنا، لا يغرك عموشة عينيه ولا خموشة ساقيه، فغضب الأعمش عليه وقال: أعمى الله قلبك، قد أخبرتها بعيوبي كلها، اخرج من بيتي، فأخرجه.
خرج الأعمش يوماً إلى أصحابه وهو يضحك، فقالوا له: ما ذاك يا أبا محمد؟ قال: طلبت بنتي مني حاجة، فحجبتها بالرد، فقالت: والله ما أعجبُ منك، ولكني أعجب من قوم زوجوك، ثم قالت لأمّها: يا أمّه، لم تجدي أحداً تزوّجينه إلا هذا الأعمش؟!
خرج الأعمش يوماً وهو يضحك، فقال لأصحابه: أتدرون مم أضحك؟ قالوا: لا. قال: إني كنت قاعداً في بيتي، فجعلت ابنتي تنظر في وجهي، فقلت: يا بنية، ما تنظرين في وجهي؟ قالت: أتعجّب من رضا أمي بك!
جاء رجل إلى الأعمش يطلبه فقيل له: خرج مع امرأة إلى المسجد؛ فجاءه ووجدهما في الطريق، فقال: أيكما الأعمش؟ فقال الأعمش: هذه؛ وأشار إلى المرأة
وعاده أقوام في مرضه، فأطالوا الجلوس عنده، فأخذ وسادته وقام، ثم قال: شفى الله مريضكم فانصرفوا.
الأعمش، تابعي جليل اسمه سليمان بن مهران كان لطيف الخلق مزّاحاً، وعلى جلالة قدر في العلم والعبادة،