عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2008
  #6
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 18
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: حديث الهجرة من سيرة ابن هشام

الرد على الرافضة فيما بهتوا به أبا بكر

فصل وزعمت الرافضة أن في قوله عليه السلام لأبي بكر لا تحزن غضا من أبي بكر وذما له فإن حزنه ذلك إن كان طاعة فالرسول عليه السلام لا ينهى عن الطاعة فلم يبق إلا أنه معصية فيقال لهم على جهة الجدل قد قال الله لمحمد عليه السلام فلا يحزنك قولهم [ يس : 76 ] وقال ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر [ آل عمران : 176 ] وقال لموسى : خذها ولا تخف [ طه : 21 ] وقالت الملائكة للوط لا تخف ولا تحزن فإن زعمتم أن الأنبياء حين قيل لهم هذا كانوا في حال معصية فقد كفرتم ونقضتم أصلكم في وجوب العصمة للإمام المعصوم في زعمكم فإن الأنبياء هم الأئمة المعصومون بإجماع وإنما قوله لا تحزن وقول الله لمحمد لا يحزنك ، وقوله لأنبيائه مثل هذا تسكين لجأشهم وتبشير لهم وتأنيس على جهة النهي الذي زعموا ، ولكن كما قال سبحانه تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا [ فصلت 30 ] وهذا القول إنما يقال لهم عند المعاينة وليس إذ ذاك أمر بطاعة ولا نهي عن معصية . ووجه آخر من التحقيق وهو أن النهي عن الفعل لا يقتضي كون المنهي فيه فقد نهى الله نبيه عن أشياء ونهى عباده المؤمنين فلم يقتض ذلك أنهم كانوا فاعلين لتلك الأشياء في حال النهي لأن فعل النهي فعل مستقبل فكذلك قوله لأبي بكر لا تحزن لو كان الحزن كما زعموا لم يكن فيه على أبي بكر - رضي الله عنه - ما ادعوا من الغض وأما ما ذكرناه نحن من حزنه على النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان طاعة فلم ينهه عنه الرسول عليه السلام إلا رفقا به وتبشيرا له لا كراهية لعمل وإذا نظرت المعاني بعين الإنصاف لا بعين الشهوة والتعصب للمذاهب لاحت الحقائق واتضحت الطرائق والله الموفق للصواب .
معية الله مع رسوله وصاحبه
وانتبه أيها العبد المأمور بتدبر كتاب الله تعالى لقوله إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [ التوبة 40 ] كيف كان معهما بالمعنى ، وباللفظ أما المعنى فكان معهما بالنصر والإرفاد والهداية والإرشاد وأما اللفظ فإن اسم الله تعالى كان يذكر إذا ذكر رسوله وإذا دعي فقيل يا رسول الله أو فعل رسول الله ثم كان لصاحبه كذلك يقال يا خليفة رسول الله وفعل خليفة رسول الله فكان يذكر معهما ، بالرسالة وبالخلافة ثم ارتفع ذلك فلم يكن لأحد من الخلفاء ولا يكون .

أبو جهل يضرب أسماء بنت أبي بكر

قال ابن إسحاق : فحدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه أتانا نفر من قريش ، فيهم أبو جهل بن هشام ، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر ؟ قالت قلت : لا أدري والله أين أبي . قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا ، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي .

خبر الجني الذي تغنى بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم

قالت ثم انصرفوا . فمكثنا ثلاث ليال وما ندري أي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم تروحا
فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد

نسب أم معبد

قال ابن هشام : أم معبد بنت كعب ، امرأة من بني كعب ، من خزاعة . وقوله " حلا خيمتي " و " هما نزلا بالبر ثم تروحا " عن غير ابن إسحاق .
قال ابن إسحاق : قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وجهه إلى المدينة وكانوا أربعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، وعبد الله بن أرقط دليلهما . قال ابن هشام : ويقال عبد الله بن أريقط .

آل أبي بكر بعد هجرته

قال ابن إسحاق : فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه عبادا حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر ، قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف فانطلق بها معه . قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه .
قالت قلت : كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا . قالت فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها ، ثم وضعت عليها ثوبا ، ثم أخذت بيده فقلت : يا أبت ضع يدك على هذا المال . قالت فوضع يده عليه فقال لا بأس إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا بلاغ لكم . ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك .

خبر سراقة بن مالك

قال ابن إسحاق : وحدثني الزهري أن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه عن أبيه عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة ، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم .
قال فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا ، حتى وقف علينا ، فقال والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا ، إني لأراهم محمدا وأصحابه قال فأومأت إليه بعيني : أن اسكت ثم قلت : قليلا ، إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم قال لعله ثم سكت . قال ثم مكثت ثم قمت فدخلت بيتي ، ثم أمرت بفرسي ، فقيد لي إلى بطن الوادي ، وأمرت بسلاحي ، فأخرج لي من دبر حجرتي ، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ، ثم انطلقت ، فلبست لامتي ثم أخرجت قداحي ، فاستقسمت بها ; فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " قال وكنت أرجو أن أرده على قريش ، فآخذ المائة الناقة . قال فركبت على أثره فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ، فسقطت عنه .
قال فقلت : ما هذا ؟ قال ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " . قال فأبيت إلا أن أتبعه . قال فركبت في أثره فبينا فرسي يشتد بي ، عثر بي ، فسقطت عنه . قال فقلت : ما هذا ؟ ، قال ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره " لا يضره " قال فأبيت إلا أن أتبعه فركبت في أثره . فلما بدا لي القوم ورأيتهم عثر بي فرسي ، فذهبت يداه في الأرض وسقطت عنه ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان كالإعصار .
قال فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني ، وأنه ظاهر . قال فناديت القوم فقلت : أنا سراقة بن جعشم : أنظروني أكلمكم فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم معي شيء تكرهونه . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : قل له وما تبتغي منا ؟ قال فقال ذلك أبو بكر ، قال قلت : تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك . قال اكتب له يا أبا بكر فكتب لي كتابا في عظم أو في رقعة أو في خزفة ثم ألقاه إلي فأخذته ، فجعلته في كنانتي ، ثم رجعت ، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرغ من حنين والطائف ، خرجت ومعي الكتاب لألقاه فلقيته بالجعرانة .
قال فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار . قال فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون إليك إليك ، ماذا تريد ؟ قال فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة . قال فرفعت يدي بالكتاب ثم قلت يا رسول الله هذا كتابك لي ، أنا سراقة بن جعشم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفاء وبر ادنه قال فدنوت منه فأسلم .
ثم تذكرت شيئا أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أذكره إلا أني قلت : يا رسول الله الضالة من الإبل تغشى حياضي ، وقد ملأتها لإبلي ، هل لي من أجر في أن أسقيها ؟ قال نعم في كل ذات كبد رطبة أجر . قال ثم رجعت إلى قومي ، فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي .
قال ابن هشام : عبد الرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم .

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعبدالله ; 12-26-2008 الساعة 02:57 AM
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس