رد: دعوة مفتوحة لكافة الأعضاء لتسجيل أفكارهم وخواطرهم
جزاك الله خيرا أخى الحبيب أبا عبد الله على هذا الموضوع,
وبعد
هذا الرابط فيه مقال للكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك والمتخصص فى شئون الشرق الأوسط يتحدث فيه عن أسباب عجز مصر عن إتخاذ أى رد فعل إيجابى. للأسف المقال ليس فيه أى بارقة أمل وهو وإن كان سُطر بقلم أجنبى إلا أن الفقير يرى فيه توصيف دقيق للوضع الراهن فى مصر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد حاولت ترجمته للأحبابالذين لا يتقنون الإنجليزية بمساعدة مستر جوجل حيث أننى إستخدمت خدمة مترجم جوجل ثم أدخلت بعض التعديلات لأنه يبدو أن مترجم مستر جوجل ما زال يتعلم اللغة العربية :extra155:, فعذرا على رداءة الترجمة.
"
كان هناك يوما فى الماضى حينما كنا نشعر بقلق ازاء "الجماهير العربية" -- الملايين من "المواطنين العاديين" في شوارع القاهرة ، الكويت ، عمان ، بيروت -- ورد فعلهم المحتمل على سفك الدماء المستمر في الشرق الأوسط. هل يستطيع أنور السادات كبح غضب شعبه؟ والآن -- بعد ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك -- هل يستطيع مبارك أو "البقرة الضاحكة" ، كما يدعى في القاهرة (هذا تعبير الكاتب وليس تعبيرى) كبح جماح غضب شعبه؟ الجواب ، بالطبع ، هو أن المصريين والكويتيين والاردنيين سوف يسمح لهم بالصراخ فى شوارع عواصمهم ولكن بعد ذلك سيتم اسكاتهم بمساعدة عشرات الآلاف من رجال الشرطة السرية والميليشيات الحكومية الذين يعملون في خدمة الأمراء والملوك والحكام المسنين فى العالم العربي.
المصريون يطالبون مبارك فتح معبر رفح نقطة العبور الى غزة ، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، بل وإرسال الأسلحة إلى حركة حماس. وهناك نوع من المتعة الخبيثة في الاستماع الى ردود الحكومة المصرية:
* لماذا الشكوى فقط من عدم فتح معبر رفح وعدم الشكوى من عدم فتح إسرائيل البوابات الثلاث الأُخر؟
أو
* إن معبر رفح هو نقطة العبور التي تسيطر عليها سياسيا القوى الأربع التي أنتجت "خريطة الطريق" للسلام ، بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة. فلماذا نلوم مبارك وحده؟
أن نعترف بأن مصر لا يمكن حتى تفتح الحدود الخاضعة لسيادتها بدون إذن خاص من واشنطن يقول لكم كل ما تحتاجون لمعرفته عن عجز العملاء الذين يحركون دفة الأمور فى الشرق الأوسط نيابة عنا.
فتح بوابة رفح -- أو قطع العلاقات مع اسرائيل -- يعنى إنهيار مؤكد فى الاقتصاد المصرى وإنهيار محتم للمؤسسة الحاكمة. أي زعيم عربي يأخذ هذه الخطوة سوف يجد أن الدعم الإقتصادى والعسكرى الغربى قد تم سحبه على الفور. وبدون دعم مالى فإن مصر بكل بساطة ستعلن إفلاسها. وبطبيعة الحال ، الأمور تسير فى كلا الإتجاهين ولن يقدم أحد من القادة العرب على أخذ خطوات أو مواقف عاطفية لمصلحة أى فريق. فعندما ذهب السادات الى القدس وقال فى أحد خطبه "أنا متعب من الأقزام" قاصدا بها زملائه القادة العرب, دفع الثمن من دمه في القاهرة عندما نعته واحد من جنوده "بالفرعون" قبل اطلاق النار عليه وقتله.
إن العار الحقيقى فى موقف مصر، ليس في ردها على المجزرة في غزة وإنما من الفساد الذي أصبح متأصلا في المجتمع المصري حيث أن أفكار ومبادئ مثل الخدمة, الصحة ، والتعليم ، والأمن الحقيقي للناس العاديين,... أصبحت ببساطة ليس لها معنى أو ووجود. لقد أصبح الواجب الأساسى للشرطة هو حماية النظام ، وذلك عن طريق ضرب وسحل وإهانة المتظاهرين على أيدي شرطة الأمن ، حيث يكون مصير المتظاهرات الشابات المعترضات على نظام الحكم الأبدى للرئيس وتوريثه لابنه وخليفته رغم كل المزاعم بعكس ذلك, يكون مصيرهن التعرض للتحرش الجنسى من رجال أمن فى ملابس مدنية, وحيث يكون مصير السجناء السياسيون بالإضافة إلى التعذيب إجبارهم على اغتصاب بعضهم البعض بأوامر من الحراس.
لقد ظهر في مصر تدين جديد, واجهة براقة من التمسك بالتعاليم والمظاهر الخارجية للدين ويتم القضاء من الداخل على المعنى الحقيقى من الدين. فالمواطن المصرى البسيط والمسؤولين الحكوميين غالبا ما يكونوا شديدى التمسك للشعائر الإسلام ومع ذلك لا يجدون حرج على التواطئ في تزوير الانتخابات و مخالفة القانون والسجن والتعذيب. شاب طبيب أمريكي وصف لي مؤخرا كيف أن فى مستشفى مزدحم فى القاهرة سد الأطباء الأبواب بمقاعد بلاستيكية لمنع الوصول إلى المرضى. وكتبت جريدة المصري فى أحد أعدادها فى نوفمبر عن إهمال الاطباء مرضاهم وتركهم لحضور الصلاة خلال شهر رمضان.
ووسط كل هذا ، يتحتم على المواطن المصرى أن يجاهد لنفسه ويشقطريقه ليكفل نفسه وعائلته وسط بنية تحتية متهالكة. علاء الأسوانى (كاتب وأديب مصرى) كتب ببلاغة في جريدة الدستور أن "شهداء" النظام يفوقون بكثير عدد القتلى فى جميع الحروب التي خاضتها مصر ضد اسرائيل. هؤلاء الشهداء هم ضحايا حوادث السكك الحديدية ، وحوادث غرق العبارات ، انهيار مباني المدينة ، والمرض ، والسرطان والتسمم الناجم عن مبيدات الآفات, أو كما قال الأسوانى جميعهم ضحايا الفساد المستشرى وإساءة استخدام السلطة. فتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين الجرحى ومن ثم إجبار الفلسطينيين العاملين فى الإغاثة الطبية على العودة الى "سجن غزة" بعد نقل ضحايا الغارات الجوية إلى الاراضي المصرية لن يؤدي الى تغيير في المستنقع الآسن الذي يعيش فيه المصريون أنفسهم.
سيد حسن نصر الله ، الامين العام لحزب الله في لبنان ، شعربالقدرة على دعوة المصريين الى "الخروج بالملايين" لفتح الحدود مع غزة و لكنهم لن يفعلوا ذلك. أحمد أبو الغيط ، وزير الخارجية المصري الضعيف لم يتمكن إلا من السخرية من قادة حزب الله باتهامهم بمحاولة اثارة "فوضى مماثلة للتى أحدثوها في بلدهم."
لكنه فى حماية جيدة و كذلك الرئيس حسني مبارك.
الواقع المصرى من نواح عديدة يماثل الواقع الفلسطينى المظلم. والعجز في مواجهة المعاناة في غزة هو رمز لمرض نظامها السياسي نفسه.
"
منقول
المصدر: جريدة الإندبندنت الإنجليزية