الموضوع: ثنائيات لغوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ثنائيات لغوية

إسماعيل ديب

لا يستطيع الإنسـان إدراك معنى كثير من الأمور إدراكـاً حقيقياً إلا بمعـرفة الأضداد، فلا نعرف معنى اللون الأبيض دون معرفة اللون الأسود، فالليل والنهار ثنائية متلازمة لا يدرك معنى أحدهما دون معرفة معنى الآخر.

ولا قيمة للخير بلا معرفة معنى الشر.

وكما يقال “والحسن يظهر حسنه الضدّ”، ولأن الإنسان وحياته قائمة على مجموعة من الثنائيات، فقد عرف عن العرب قولهم عبارات تبدو فيها التثنية في تلازم كلمتين في النفي كقولهم “كلّمته فما ردّ علي سوداء ولا بيضاء” أي ما رد بكلمة قبيحة ولا بحسنة، وكل ذلك في سبيل الإيضاح، وتقريب المعنى للسامع.




وقولهم: فلان لا يَمرُّ ولا يحلّي: أي لا يضر ولا ينفع، أو لا يتكلم بمرّ ولا حلو أو لا يفعل مرّاً أو حلواً، أي لا يفعل شيئاً.
ويقولون: الرافدان: لنهري دجلة والفرات، والعُمَرَان: لعمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق.

وعندما يكون الشخص سلبياً بلا موقف يقال عنه: ما له ناطح ولا خابط: الناطح الكبش والتيس، والخابط البعير، أو يقال له ما له هارب ولا قارب: أي ليس هناك من يهرب منه ولا من يتقرب إليه.

وعندما يكون الشخص كذّاباً يقال: فلان أكذب من دَبَّ ودَرَج: أي أكذب الأحياء والأموات.

أما من يبدأ أمراً ولا يكمله فيقال فلان يورد ولا يُصدر.

وفي حالة انشغال الناس وضياع الأمر، يقال القوم في هياط ومياط: أي في صـياح ومدافعة، أو في مجيء وذهاب.

ويقال: القوم بين حاذف وقاذف: أي بين رام بالعصا ورام بالحجر.

ومن تحيات العرب: حيّاك الله وبيّاك: أي ملّكَك، واعتمدك في الخير.

- كيف السامة والعامة؟ السامة هنا الخاصة.

- رهبوت خير من رحموت، أو رهبوتي خير من رحموتي: أي أن ترهب خير من أن ترحم.

وديع عقل:

لا تقـل عن لغـتي أم اللغاتِ إنهـا تبرأ مـن تـلك البنـات ِ

لغـــتي أكـــرمُ أمٍّ لــم تلـــد لذويها العُرب غيرَ المكرمات ِ

ما رأت للضـــاد عــيني أثـراً في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات ِ

إن ربي خــلق الضــادَ وقــد خصها بالحسنات الخالدات ِ

أيهـا العُــربُ حمى معقلكـم ربكم من شـر تلك النائبات ِ

إن يومــاً تجــرح الضــادُ به هو واللَـه لكـم يومُ الممات ِ

أيها العـربُ إذا ضاقت بكم مدن الشرق لهول العاديات ِ

فاحذروا أن تخسروا الضاد ولو دحرجوكم معها في الفلواتِ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس