عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي مئذنة "طيبة الإمام" تتمايل ولا تقع

مئذنة "طيبة الإمام" تتمايل ولا تقع

صممت لمقاومة الزلازل والعواصف




فريدا للمآذن الاسطوانية الهزازة وواحدة من بين ثلاث مآذن فقط موجودة في العالم الإسلامي كطراز معماري يعكس المستوى المتقدم والمتطور لهندسة العمارة الإسلامية، وما يميز هذه المئذنة الهزازة تمايلها المتناغم والمتناسق المستمر الذي يشعر به بشكل ملحوظ كل من يصعد إلى أعلاها وذلك نتيجة تصميمها وفقا لهذا الغرض .

بنت المئذنة مجموعة من الهنود المسلمين الذين أتوا من الهند واستقروا بقرب مقام الإمام ونقلوا ذلك النمط الجديد في بناء المئذنة والذي ينتشر في مناطقهم باعتبار أن طراز عمارة المئذنة الهزازة يكثر في الهند وجنوب شرق آسيا جراء وقوع الكثير من الزلازل والهزات الأرضية والعواصف حيث يكون بإمكان المئذنة الهزازة مقاومة هذه الظروف الطبيعية من خلال الاهتزاز والتمايل المتواصل للمئذنة التي بنيت على قاعدة خشبية مقاومة .


بعد روحي


والمئذنة ذات جذع اسطواني كامل الاستدارة باعتبار أن للشكل الدائري بعداً روحياً صوفياً عميقاً كما هو معروف إضافة إلى تصميمها الطبقي الموحد الثابت ما يوحي بثبات المبدأ والعقيدة . وقد تم تشييد المئذنة مع جامع الإمام علي معا والمقصود به الإمام علي عز الدين أحد أحفاد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والذي دفن في موقع طيبة الإمام سنة 300 للهجرة وتدل الكتابة المنقوشة على واجهة الجامع الشمالية والتي لا تزال ظاهرة حتى يومنا هذا على أن الشخص الذي بنى المئذنة والجامع هو الشيخ جمال بن السيد محمود الهندي عام 1002 هجرية . ويصل ارتفاع المئذنة إلى 13،25 متر ويبلغ قطر جسمها المستدير 295 سنتيمترا وعدد درجاتها 55 درجة يرقى إليها من جانبها الشمالي وتتألف المئذنة من عدة أقسام هي القاعدة وهي عبارة عن الجسم المربع الذي يعلوه جسم المئذنة (الجذع) وهو ذو شكل اسطواني مستدير مكون من حطتين يفصلهما طوق بارز على المحيط والكوة وهي عبارة عن فتحة صغيرة في الجذع يمر منها الضوء والهواء والقمرية وهي فتحة إضاءة مستديرة والنافذة الصماء هي نافذة مغلقة من جهة الجنوب بغرض الزينة . وهناك النافذة المدببة كفتحة في الجذع والقوس الذي يعلو باب المئذنة والشريط الزخرفي وهو طوق يحيط بالجذع والمقرنصات هي عناصر معمارية تزيينية توضع في أعلى الجذع بما يشبه التاج وأخيرا المدخل .


بساطة وشموخ


وقال محمد عارف قسوم مدير ثقافة حماة وهو من أهالي بلدة طيبة الإمام إن المئذنة الهزازة تمتاز بشكل بديع يتجلى فيه طراز معماري رفيع ما زال حتى يومنا هذا محافظا على رونقه ومتانته وحتى لونه الأصلي المائل إلى لون الطين لم يتم التدخل فيه البتة باعتبار أن الطين يرمز إلى أصل الخلق وإن هذه المئذنة من أهم مآذن العالم الإسلامي على الإطلاق خلال الحقبة العثمانية رغم وجود مئذنتين في مدينة أصفهان الإيرانية لهما الصفة ذاتها أي الهز . وأضاف: أن المئذنة تخلو من الكتابات التزيينية والرسوم الفسيفسائية والبلاط القيشاني انسجاما مع روح البساطة والعفوية وإن جسم المئذنة ينفرد ويستقل في بنائه عن جسم الجامع الأمر الذي جعل هذه المئذنة تبدو في شكل يمنح من يراها الإحساس بالشموخ والخشوع والعظمة كما أنها مفتوحة من الأعلى حيث لا يعلوها رأس يضم المظلة والقلنسوة والجوسة والهلال والشرفة على عكس المآذن الأخرى .


يشار إلى تعدد أشكال مآذن المساجد فهناك المآذن المربعة الشكل ذات الأضلاع الرباعية والتي تدل على العهود الإسلامية الأولى وخصوصا في العهد الأموي ومنها شكل مآذن جامع الزيتونة في تونس والجامع الأعظم في اشبيليا والجامع الأموي في دمشق واستمر هذا الشكل خلال العصور العباسية والطولونية والإخشيدية والفاطمية والسلجوقية والنورية والأيوبية . وهناك المآذن ذات الجذوع المثمنة والمتنوعة والتي تضم المقرنصات والعناصر التزيينية الأخرى والمآذن متعددة الأضلاع والتي يقترب شكلها من الاسطواني وتتوج غالبا بقبة زخرفيه صغيرة أو بكرة على هيئة عمامة وكذلك المآذن الاسطوانية ذات الهامة المخروطية وهي عبارة عن أسهم تتجه نحو السماء على شكل أقلام رصاص مبرية كمآذن مسجد السلطان أحمد في مدينة اسطنبول التركية والمآذن الملوية والتي يدور السلم من الخارج على بدنها المملوء كمسجد ابن طولون ومئذنة مسجد أبي دلف شمال سامراء في العراق إضافة إلى المآذن ذات الجذع الاسطواني كامل الاستدارة كمئذنة طيبة الإمام الهزازة .


الجدير ذكره أنه لم يثبت وجود المآذن في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده حيث إن الصحابي بلال الحبشي المؤذن الأول رضي الله عنه كان يعلن الآذان من أعلى سطح بجانب المسجد وأحيانا كان يصعد فوق سور المدينة .
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس