عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2010
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

هل يجوز بناء المساجد على القبور؟
ذهب بعضهم إلى أن اتخاذ القبور مساجد له ثلاث معان:
الأول: السجود على القبور.
الثاني: السجود إليها.
الثالث: بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها.
وهذا المعنى الثالث زيادة على النصِّ تخالفه، فبعد أن علمت مما سبق أنَّ الحديث لا يحتمل إلاَّ معنيين فقط هو السجود على القبر أو إليه، فالحديث منطوقه ومفهومه لا يفيد هذا المعنى الثالث بل الأدلة الثابتة تعارض هذا المعنى وترده.
1- قال العلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى في رسالته « إعلام الراكع الساجد »( ):
« اتخاذ القبور مساجد يحتمل معنيين: السجود لها وعبادتها كما سبق (وزاد بعضهم): وبناء المساجد عليها وهذا المعنى خطأ لا يصح، وبيان ذلك من وجوه:
الأول: أنه مجاز، والمجاز لا يجتمع مع الحقيقة في كلمة، كما تقرر في علم البيان، وهو الراجح عند جمهور الأصوليين.
الثاني: وعلى القول الضعيف بجواز اجتماعهما، فإنما يمكن ذلك إذا كان في سياق نفي، فيصح نفي الحقيقة والمجاز معًا في كلمة، كأن يقال: ما رأيت أسدًا، ويراد الحيوان المفترس والرجل الشجاع، والنفي أوسعُ دائرة من الإثبات، والفعل في الحديث مثبت، وهو اتخذوا ، والفعل المثبت لا يعم، فلا يراد به إلاَّ الحقيقة.
الثالث: أنَّ بناء المساجد على القبور، ثبت فيه حديث بخصوصه وهذا يبيِّن أنهما معنيان مختلفان بالحقيقة والمجاز » .
2- أنَّ الأمة أجمعت منذ نهاية عصر الصحابة وكبار التابعين في عصورها المتوالية باختلاف مذاهبها العقدية والفقهية على جواز إدخال القبور في المسجد النَّبوي الشريف.
3- أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أخبر بأن قبره سيكون داخل المسجد فقال: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» .
4- أنه قد ثبت بإسناد صحيح أنَّ عددًا من الأنبياء مدفونون بمسجد الخيف، ولم يأمر بنبش القبور ونقلهم خارج المسجد أو إغلاق المسجد فالمسجد غيره كثير !!
5- أنه قد جاءت أسانيد لا بأس بها تصرِّح بأن إسماعيل عليه السلام وغيره مدفونون بالمسجد الحرام، ولم يأمر بإخراجهم.
6- أنه قد ثبت أن عددًا من الصحابة رضي الله عنهم قد بنوا المسجد عند أو على قبر الصحابي المجاهد أبي بصير  ، وأقرهم النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على ذلك.
7- أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تصلي في الحجرة النبوية حيث القبور الشريفة، وراجع المبحث السابع من هذا القسم.
بل عندما كان يضيق المسجد بالمصلين في الجمعة كان الناس يدخلون الحجرات النبوية لأداء الصلاة، ومنها الحجرة الشريفة التي فيها القبور، ففي كتاب ابن تيمية « الرد على الأخنائي »: « وقال أبو زيد: حدثنا القعنبـي وأبو غسان عن مالك قال: كان الناس يدخلون حجر أزواج النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ويصلون فيها يوم الجمعة بعد وفاة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ، وكان المسجد يضيق بأهله »( ).
ومن أراد الاستزادة ، فعليه بكتاب (كشف الستور).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس