عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2010
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الكلام على حديث
« لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد »
في صلح الإخوان: استدلالهم بقوله  : «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» رواه البخاري وغيره.
الجواب: أن المسجد جمع مسجد وهو ما يسجد عليه كما هو مقتضى اللغة العربية.
فالملعون من سجد على القبور واتخذها مسجدًا أي محل السجود بأن تكون نفسها مسجدًا.
وأما إذا اتخذ بجنبها مسجدًا وسجد على الأرض وهو بعيد عن القبر أو بين القبر أو بين القبر والمسجد فاصل كما هو الغالب فلا يدخل في هذا الوعيد المفهوم من هذا الحديث كيف وقد قال الله تعالى في أهل الكهف  وقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا  .
ذكر أهل التفسير أن الذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون.
وأخبر الله أنهم اتخذوا عليهم مسجدًا.
قال الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي: « في هذه دليل على اتخاذ المساجد على قبور الصالحين » انتهى.
ومعنى هذا الحديث كما ذكرنا أولا: أن المنهي عنه اتخاذ نفس القبر مسجدًا يعني محل السجود وهذا لا يوجد في الإسلام ولله الحمد.
قال الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء في شرح قوله  :« اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » أي: يسجدون لها كما يسجدون للأوثان. انتهى.
ونقل محشي المشكاة عن البيضاوي ما نصه: كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم ويجعلونها قبلة لهم ويتوجهون في الصلاة نحوها فقد اتخذوا أوثانا ولذلك لعنهم الله ومنع المسلمين عن مثل ذلك، أما من اتخذ مسجدًا في جوار رجل صالح أو ولي في مقبرة وقصد به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من أثار عبادته إليه لا للتعظيم والتوجه فلا حرج إليه ألا ترى أن مرقد إسماعيل عليه السلام في المسجد الحرام عند الحطيم ثم أن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى فيه المصلى لصلاته انتهى بالهامش.
قوله (والتوجه) أي: في الصلاة يتوجه عليه في الصلاة
(أقول) ويؤيده قوله تعالى:  واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى  فإنه مقام وقوفه وهو الحجر لشرفه أمرنا الله أن نتحرى الدعاء والصلاة عنده لحصول البركة فيه، والله أعلم.
فتبين أن مراد الحديث كما هو مقتضى اللفظ وقواعد العربية ما قلناه أولاً ومع هذا فالسجود حرام لا كفر يخرج عن الملة إذ لم يقل به أحد من العلماء كما لا يخفي والله أعلم »( ). أهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس