عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2010
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

قراءة القرآن عند القبر
إن الدليل الخاص بالقراءة عند القبر قد جاء بما يؤيد العام:
1- فروي عن أحمد بن حنبل أنه كان يقول: القراءة عند القبر بدعة، ثم رجع رجوعاً أبان به عن نفسه، فروى جماعة من أصحابه أن أحمد نهى ضريراً أن يقرأ عند القبر، وقال له: إنّ القراءة عند القبر بدعة، فقال له محمد بن قدامة الجوهري: يا أبا عبدالله ماتقول في مُبشر الحلبي؟ قال: ثقة، قال: فأخبرني مُبشر، عن عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه: أنه أوصى إذا دُفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها، وقال: سمعتُ ابن عمر يوصي بذلك. فقال له أحمد: «فارجع وقل للرجل يقرأ» .
وهنا أمران:
أولاً: هذه الرواية ثابتة عن أحمد فقد رواها عنه عدد من أصحابه، ومن قدح في ثبوتها – كالألباني ومن قلده – فباعتبار طريق واحد فقط، فقد نقل الألباني في أحكام الجنائز بواسطة كتاب الروح لابن القيم: قال الخلال: وأخبرني الحسن بن أحمد الوراق، ثنا علي بن موسى الحداد وكان صدوقا، قال: كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة.. فذكره ثم قال الألباني:
« في ثبوت هذه القصة عن أحمد نظر، لأن شيخ الخلال الحسن بن أحمد الوراق لم أجد له ترجمة فيما عندي الآن من كتب الرجال، وكذلك شيخه علي بن موسى الحداد لم أعرفه، وإن قيل في هذا السند أنه كان صدوقاً، فإن الظاهر أن القائل هو الوراق هذا، وقد عرفت حاله »( ).
قلت: كلام الألباني خطأ على أحمد من وجهين:
الوجه الأول: أن الخلال رواه عن أحمد في جزء (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ( )من وجهٍ آخر فقال: وأخبرنا أبوبكر بن صدقة قال: سمعت عثمان بن أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: كان أبوعبدالله أحمد بن حنبل في جنازة ومعه محمد بن قدامة الجوهري فذكره.
قلتُ: أبوبكر بن صدقة هو أحمد بن محمد بن عبدالله بن صدقة الحافظ له ترجمة في تاريخ بغداد( )وقال الدارقطني: « ثقة ثقة » .
وعثمان بن أحمد الموصلي من أصحاب أحمد وممن رووا عنه( ).
الوجه الثاني: أن أصحاب أحمد بن حنبل المصنفون في مذهبه أعرف بالروايات عنه من غيرهم، وجميعهم نقلوا عنه جواز القراءة على القبور بل ورجوعه عن النهي اعتماداً على ما ذكره الخلال.
ثانياً: أما عن الإسناد فقال الهيثمي: «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون »( ).
وهؤلاء الأئمة الصوابُ حليفهم فمبشر ثقة، وعبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج ذكره ابن حبان في الثقات( )، وله أحاديث انظرها في ترجمه العلاء بن اللجلاج من تهذيب الكمال، وترجمة جده الصحابي اللجلاج رضي الله عنه في المعرفة والتاريخ وكتب الصحابة.
ورد توثيق ابن حبان ثم عد عبدالرحمن بن العلاء ضمن المجاهيل كما فعل الألباني في أحكام الجنائز( )خطأ مصادم للنص والعمل.
2 - وهذا إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين يذهب الى جواز القراءة على القبر وهو نفس مذهب أحمد وبعين استدلاله.
قال عباس الدوري: « سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر فقال: حدثنا مٌبشر بن إسماعيل الحلبي، عن عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه بأنه قال لبنيه: إذا أدخلتموني قبري ووضعتموني في اللحد، فقولوا: بسم الله وعلى سنة رسول الله وسنوا علي التراب سنا، واقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذلك »( ).
3- قال رسول الله : « اقرؤوا يس على موتاكم »( ).
قال السيوطي في شرح الصدور: «قال القرطبي في حديث: « اقرؤا على موتاكم يس » هذا: يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته،ويحتمل أن تكون عند قبره».
قلتُ: (القائل هو الحافظ السيوطي): «وبالأول قال الجمهور كما تقدم في أول الكتاب، وبالثاني قال ابن عبدالواحد المقدسي في الجزء الذي تقدمت الإشارة اليه، وبالتعميم في الحالين قال المحب الطبري من متأخري أصحابنا»( ).
وقال ابن مفلح في الفروع: « واحتج بعضهم – يعني في القراءة على القبور – بقوله عليه الصلاة والسلام: « اقرؤوا يس على موتاكم » وبأن الميت أولى من المحتضر »( ). يعني حمله على الميت هو حقيقة اللفظ فيكون أولى من حمله على المحتضر.
ولذلك قال الأمير الصنعاني: « وهو شامل للميت بل هو الحقيقة فيه»( ).
وقال ابن حجر الهيتمي: « أخذ ابن الرفعة وغيره بظاهر الخبر وتبع هؤلاء الزركشي فقال لايبعد على القول باستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه
أنه يندب قراءتها في الموضعين »( ).
4- أن النبي  صلى الجنازة على القبر مرات كما في الصحيحين وغيرهما،والصلاة مشتملة على ذكرٍ وتلاوةٍ للقرآن ودعاء، وإذا جاز الجميعُ جاز البعضُ.
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث ثابت البناني، عن أبي رافع عن أبي هريرة: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد – أو شاباً – ففقدها رسول الله  فسأل عنها – أو عنه – فقالوا: مات، قال: « أفلا كنتم آذنتموني » ، قال: فكأنهم صغروا أمرها - أو أمره - فقال: «دلوني على قبره» فدلوه، فصلى عليها ثم قال: « إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم »( ).
فقوله : « إن هذه القبور مملوءة ظلمة وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم »: صريح في أن الصلاة سبب في تنوير القبور ورحمة أهلها، فكل جزء من هذه الصلاة كالتلاوة والدعاء يكون سببا في ذلك. والله أعلم.
5- عن ابن عباس رضي الله عنهما: « مرّ النبي  على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. ثم قال: أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لايستتر من بوله. قال: ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال: لعله يُخفف عنهما مالم ييبسا »( ).
قال الإمام الخطابي: « فيه دليل على استحباب تلاوة الكتاب العزيز على القبور، لأنه إذا كان يرجى عن الميت التخفيف بتسبيح الشجر فتلاوة القرآن العظيم أكبر رجاء وبركة » .
وقال ابن الملقن: « استحب العلماء كما نقله النووي وغيره عنهم قراءة القرآن عند القبر لهذا الحديث، لأنه إذا رجى التخفيف بتسبيح الجريد فالقرآن أولى»( ).
وفي (كشف القناع عن متن الإقناع) للشيخ منصور البهوتي: « وفي معنى ذلك الذكر والقراءة عنده لأنه إذا رجى التخفيف بتسبيحها – يعني الجريدة – فالقراءة أولى»( ).
6- أخرج ابن أبي شيبة: «حدثنا حفص بن غياث، عن المجالد، عن الشعبي قال: « كانت الأنصار يقرأون عند الميت بسورة البقرة ».
والخلال: «كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا الى قبره يقرأون عنده القرآن»( ).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس