عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2009
  #100
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

البَصِيرُ جَلَّ جلالُهُ



" هو الذي يرى ما فوق السماء، وما تحت الثرى، يرى ما نحن عليه من طاعة فيوالينا بلطفه، وما نحن عليه من معصية، فيحاسبنا بعدله، يرى معاملتنا للعباد، ويرى مقاصدنا وضمائرنا في كل حركة وسكون، محل نظره إلى القلوب.


قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( إِنّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَىَ صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَىَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) (1).


والبصر في حق الله تعالى صفةٌ تتكشف بها الموجودات، منـزهةٌ عن العين والأجفان، يستوي عنده الظاهر والباطن، والأول والآخر، ومتى تقرَّبت إلى الله بالنوافل أحبك الله وأعطاك في بصرك نوراً ترى ما لا يراه الناظرون، ويتَّحد نور البصر بنور البصيرة (2) ، فترى آيات الله في الكون، ثم يزداد النور فترى تجليات الأسماء والصفات، ثم يزداد النور فتشرق عليك أنوار مجلى الذات العلية، فيكون الخلق في حجاب الأكوان، وأنت في شهود العيان، ويعطيك فراسة نورانية بها تكاشف بطوايا السرائر، ومناجاة الضمائر، ويتجلى لك سرُّ البصير فتشهد منه نوراً لا يقع بصرك على شيء إلا وتأخذ منه عبرة، ولا ترى كائناً إلا وتذكر ربك الذي أبدعه، وتغضّ بصرك عن المنكر، وتنظر به إلى وجوه الأولياء والعلماء العاملين. وإذا كانت بصيرتك ضعيفة فقل:" يا بصير!"، حتى يكشف الله لك سرُّ البصير.


وما نال الرجال مقام المحاسبة والمراقبة إلا من تجلي اسمه البصير، فإنهم تأكدوا أنه يراهم. ومن اعتقد أنه يراه ووقع في ذنب فهو مستهين بربه، وإن اعتقد أنه لا يراه كفر (3) ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت البصير بعيوبي ، الخبير بذنوبي ، المطلع على سري ، بيدك زمام أمري ، أسألك أن تجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً ، لأشاهد حقائق الأشياء ، وأتأدب معك بالظاهر والخفاء ، إلهي أشهدنا جمالك الظاهر ، ولا تحجبنا بالمظاهر ، واجعلنا لك من المشاهدين ، وفي حماك قائمين ، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) :: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَىَ صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ. وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَىَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ". رواه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب البر والصلة والاداب - باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله.


(2) : والبصيرة نورٌ في القلب يستبصر به العبد فيميز بين الحق والباطل، والخير والشر، ويدرك الخفايا وعواقب الأمور.

(3) : فحظ العبد من اسمه تعالى "البصير": غضُّ بصره عن محارم الله تعالى، وتجميل صورته بالطهارة، وسريرته بالصفاء والنقاء، وأن يراقب من نفسه زلاتها، وما يلم بها فيستغفر ربه وينيب إليه حتى يعود إلى الفطرة النقية مغفوراً ذنبه صالحاً عمله، ويتأمل في آيات ربه في الآفاق وفي نفسه فيعرف مننه تعالى ويشكره ... " أسمع بهم وأبصر ما لهم - أي الخلائق جميعاً - من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا". فاللهم ... يا سميع ! يا بصير! كن لنا معيناً على غض البصر، وحفظ اللسان، واجعلنا ممن يبصر الحق وطريقه المستقيم ، ويتبعه قولاً وعملاً بصدق في السيرة والسريرة، وأنت أكرم الأكرمين. قال صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الحَكَمُ جَلَّ جلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس