عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2008
  #95
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الخَافِضُ (1) جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي خفض أهل الكفر بعزِّه، وخفض أهل الكبر بجلاله، خفض أهل الزور بإظهار تكذيبهم، خفض كل خارجٍ عن شريعته مهما كان غنياً بالمال عزيزاً بين الرجال.


والعبد الذي يريد أن ينال حظّاً من هذا الاسم فعليه أن يخفض نفسه؛ فيراها أقلَّ من جميع العباد، ومتى سلم من شرِّها فكل شرٍّ بعدها يزول، ثم يخفض إبليس فلا يصغي لنصحه ولا إغوائه، ثم يخفض الكفار فلا يعظم أحداً منهم إلا بقصد أن يؤلِّفه إلى الإسلام (2) . ثم يخفض أهل المعاصي فلا يحتــرم أحداً منهم، ويخفض جناح الذلِّ لوالديه وللمؤمنين (3) ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي أنت الخافض للجبارين بقهرك، المذلُّ للمتكبرين بجبروتك، المتعالي العلي الكبير، المتجلي بنصرك، وأنت نعم المولى ونعم النصير. أسألك أن تمنحني قوة جبروتية أخفض بها كل جبَّار عنيد، وأصغِّر بها نفسي وشيطاني المريد، أتواضع بها لوالديَّ، وأتذلَّل بها لكلِّ مسلم، وأقدِّمه عليَّ، فيكون لي أوفر حظ من نور هذا الاسم الشريف، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : : في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي موس الأشعري قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار) . أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - الحديث 295 .

أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدِّره الله وينزله . انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير4/60.

(2) : ومن حظه كذلك أن يعرف نعمة الله فيما أعطاه وحكمته فيما منع منه، وفيما رفعه به، وما أكرمه وفضَّله عن كثير ممن خلق ، فيكون ذاكراً للخافض الرافع، شاكراً صابراً، وهو يستعمل ما آتاه من أسباب العيش وما مكنه من القدرة عليه، ويسَّره من الأسباب، على وجه يرقب ربه ذاكراً من قوله " لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد "،فيلتزم في أمره كله حدوده باتباع أمر ربه، يرفع ما رفعه الله، ويخفض ما خفضه، ويضع ما وضعه، ويذكر أن من اعتزَّ بغير الله ذل، ومن أراد الشرف والرفعة والسؤدد بغير مرضاة الله ، وعلا مستكبراً بغير الحق أذلَّه الله.

(3) : متمثلاً قول ربه عز وجل: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين}، وقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }، وقوله في حق الوالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الرَّافِعُ جَلَّ جلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس