عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2008
  #96
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الرَّافِعُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الذي يرفع الأولياء فينصرهم على الأعداء، ويرفع الصالحين إلى أعلى علّيين، تجلَّى باسمه "الرافع" فرفع السماء بغير عمد، ورفع الغمام على متن الهواء، ورفع الطيور في الفضاء. ورفع مقام الأولياء في الحياة بخضوع القلوب لهم، واحترام العالم لأشخاصهم، ولو كانوا فقراء ضعفاء، رفع شأن الصالحين بعد مماتهم، فترى القلوب تحنُّ إليهم، وتحنو عليهم وتزورهم، وتعظمهم.


قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم } (1) .


رفع رتبة الملوك على الرعية، ورفع رتبة الحكام على المحكومين، ورفع رتبة الأغنياء على الفقراء، وذلك عين البلاء.فإذا عدل الحكام وأنصف الملوك، وتصدَّق الأغنياء من مالهم كانت الرفعة عطاء، وإلا كانت عليهم بلاء وشقاء (2) .


وإذا تجلَّى لقلبك نور اسمه "الرافع" رفعه ذلك النور إلى العلي الأعلى، فصار مرتفعاً عن الأكوان، لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، ويتحصَّن دائماً من الوسواس.


يرفع همته أن تكون عبادته لغير الله، يرفع قدر نفسه بأن لا يجعل لذَّته في الشهوات الفانية. يرفع كل شيء رفعه الله، وعظَّمه. وأعظم شيءٍ رفعه الله هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يرى شيئاً أكمل منه ، فيسعى في سبيل مرضاته (3) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ...تجليت باسمك الرافع فرفعت قدر أنبيائك وأوليائك، فأظهرت لهم المعجزات، وأبرزت لهم الكرامات، فعظمتهم القلوب، ورفعت أعمالهم إليك بالقبول، ورفعت أرواحهم إليك بالوصول، ورفعت همتهم فلم يطلبوا سواك، لأن عيون أرواحهم تراك، فاجعل لنا أوفر حظ من نور اسمك الرافع، حتى يرفع شأننا فنرفع أحبابك، وننفذ أحكامك، فنكون رافعين مرفوعين بفضلك، يا رافع يا معين، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ".".



اقتباس:============================================

(1) : : سورة الأنعام – الآية 165.

(2) : وقد كرم الله بني آدم ورفع قدرهم بما أنعم عليهم وما سخره لهم، والرفعة من ابتلائه بالنعم والخيرات، ومن جزائه العاجل بالخير والإنعام، وهو تعالى الذي يرفع درجات عباده المتقين بإنعامه وتقريبهم إليه، ويخفض من يشاء عن رتبته، بانتقامه وطردهم من رحمته، وميزان الحق ما يلتزم العبد من ذلك أن يرفع الحق حتى ينتصر ، ويخفض الباطل حتى يدفع ويزهق. وعلى هذا قال القشيري في شرحه للأسماء:" ليس المرفوع قدراً العلي شأناً وأمراً والمستحق مجداً وفخراً من وضع الطين على الطين، وتكبر على المساكين، وافتخر على أشكاله بكثرة ماله، واستقامة أحواله، وإنما المشرَّف شأناً والمعلى رتبةً ومكانةً من رفعه الله بتوفيقه وأيده بتصديقه، وهداه إلى طريقه، صفا مع الله قلبه، وخلا له وجهه، ولبُّه، وصعد إلى السماء أنينه، وصدق إلى الله شوقه وحنينه. وكان فوزه في آخرته يوم الواقعة وهي كما وصفها الله تعالى: { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } ، بما يلقى كلٌّ من جزائه عند ربه.

(3) : وعلى العبد أن يطلب الرفعة بأسبابها من العلم والتقوى والعمل الصالح، ومحبة الناس، وخدمتهم، والإصلاح بينهم، وعون محتاجهم، وقد "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها" وفي صنيع هذا الخير محبة الله، ورفعة الشان بينهم ورضوان الله حتى يلحق بالصالحين من عباده الذين يحبهم ويحبونه، فيدنيهم إليه ويرفع منازلهم عنده. " اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: المُعِزُّ جَلَّ جَلالُهُ ....... )





سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ

والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس