عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2008
  #98
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

المُذِلُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يُذلُّ الكافرين بصولة الحق، ويذل الجبارين بتسليط الأمراض (1) . وما من ظالمٍ أو جبار إلا وأذلَّه الله بشيء.


وشرُّ المصائب أن يكون العبد ذليلاً لشهوته؛ فتذلَّه امرأة، وتتصرف بعقله، وهي قاصرة، فيضيع دينه!! (2) . وأشرُّ من ذلك: أن يسلِّط الله الكفار على المسلمين فيذلّوهم، وذلك بسبب عصيانهم لله، وتكبّرهم على الشريعة.


وقد ورد في الحديث الصحيح: (لا زلتم منصورين على أعدائكم ما دمتم متمسكين بسنتي ، فإن خالفتم السنة سلَّط الله عليكم من يخوفكم؛ فلا ينـزع خوفه من قلوبكم حتى تعودوا لسُنَّتي) (3) .


وقد قال الإمام أبو العزائم [ ] :" إن الذلَّ لإخوانك - وإن أساؤوا - هو العز، والذلّ للعلماء هو السعادة".


وإذا تعسَّرت الأمور فتوجَّه إلى الله تعالى وقل له: "يا مذلُّ!"، وأنت تستمدُّ منه القوة التي تستعين بها على الأعداء." اهـ





الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت المذلُّ لأعدائك، المهين للعصاة بحلول بلائك، أسألك أن تتجلى بمدد اسمك المذلّ حتى أذلَّ نفسي وشيطاني، وأذلَّ كلَّ كافر وفاجر، واحفظني من ذلِّ المعصية، وذلِّ الجهل، وذلِّل لي كلَّ صعب، وهوِّن عليَّ كلَّ عسير، وتوِّجني بتاج المهابة، حتى يذلَّ لي كلُّ كافر فاجر، إنك على كلِّ شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) وقد قال أهل الله العارفين: المعز الذي أعز أولياءه بعصمته، ثم غفر لهم برحمته، ثم نقلهم إلى دار كرامته، ثم أكرمهم برؤيته ومشاهدته. والمذل الذي أذل أعداءه بحرمان معرفته وركوب مخالفته ، ثم نقلهم إلى دار عقوبته، وأهانهم بطرده ولعنته. وقال بعضهم: ما أعز الله عبداً بمثل ما يدله على ذل نفسه، وما أذل الله عبداً بمثل ما يشغله بعز نفسه.

(2) : فالحق سبحانه يعزُّ الزاهدين بعزوف نفوسهم عن الدنيا، ويعزُّ العابدين بسلامة نفوسهم عن الرغائب والمنى، ويعز المريدين بصدق التوجه إلى المولى، ويعز العارفين بتأهبهم لمحل المسارّة والنجوى، مع حصول الكشف واللقا، والغنى به عن كل سوى، وإذا أراد إعزاز عبد قرّبه من بساطه، وأهّله لمناجاته، وإذا أراد إذلال عبده بعّده من حضرته، وقرنه مع شهوته، فلم تكتنفه الرعاية، ولم تلحظه عين العناية، وعلامته تركه وما يريد، كما قال الشاعر:-

ترك يوم نفسك وهواها *** سعي لها في رداها

فذل العبد هو أن يكون مملوكاً لنفسه، رِقَّاً لحظوظه، قد سكن قلبه الطمع، وامتلأ بالجزع والهلع.
قال حجة الإسلام رضي الله عنه : فمن رفع عن قلبه حتى شاهد جمال حضرته ، ورزقه القناعة حتى استغنى بها عن خلقه ، وأمده بالقوة والتأييد ، حتى استولى بها على صفات نفسه ، فقد أعزه وآتاه الملك عاجلاً ، وسيعزه في الآخرة بالتقرب، ويناديه : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }.

(3) : لم أجده بهذا اللفظ." اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: السَّمِيعُ جَلَّ جَلالُهُ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس