عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2008
  #99
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

السَّمِيعُ جَلَّ جَلالُهُ



"هو الذي يسمع نداء المضطرين، ويجيب دعاء المحتاجين، ويغيث الملهوفين. هو الذي يسمع دبيب النملة، وحركة الذرّة، ويسوق إليها حاجاتها، يسمع خطرات القلوب، وهواجس النفوس، ومناجاة الضمائر.


والسمع صفة إلهية تنكشف بها حقائق المسموعات انكشافاً تاماً.


واعلم ... أن الله تعالى منـزَّهٌ عن الأذن، أما سمع الإنسان فبالأذن والجارحة، ويشترط أن يكون المسموع قريباً، ويتكلم بكلام معروف للسامع.


أما سمع الله تعالى: فهو يسمع جميع اللغات، ويجيب جميع السائلين لا يشغله شأن عن شأن .


واعلم أنك إذا تقربت إلى مولاك بالنوافل أحبك الله، فأفاض على سمعك نوراً به تنفذ بصيرتك إلى ما وراء المادة من أنوار الممدّ سبحانه وتعالى، فتسمع بالله، وربما أسمعك الله الهواجس التي بالقلوب، ومناجاة الضمائر، كما يحصل ذلك لأهل الله تعالى .


فإذا دامت الاستقامة للعبد والإقبال عليه، تبدَّل السمع المقيد بالسمع المطلق، وتتسلّط الروح على الجسم فتسمع النداء الأزلي من ربها: { ألست بربكم؟ } وعند ذلك يصير العبد كله سمعاً، وكله بصراً، فيسمع بكلِّه، ويبصر بكلِّه من جميع الجهات ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ...أنت السَّميع لحركات القلوب وخطرات النفوس، السَّميع لنداء المضطرين، المغيث لجميع المحتاجين، فأشرق على سمعي نوراً منك، به أسمع تسبيح الكائنات في الأرض والسماوات، وامنحني - يا الله - قوة روحية أسمع بها عهد { ألست بربكم } إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : فحقيقة السمع والبصر له سبحانه أنهما صفتان ينكشف بهما المسموعات، والمبصرات، بل جميع الموجودات من الجائزات، والواجبات، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي، ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دقَّ، لا يحجب سمعه بُعْد، ولا يدفع رؤيته ظلام، يرى من غير حَدَقَة وأجفان، ويسمع من غير أصمخة وآذان، وصفاته تعالى محجوبة عن الأفهام، كذاته المقدسة، والعجز عن الإدراك إدراك.

(2) : فحظ العبد من اسمه تعالى السميع: أن يحفظ استحياءً من الله تعالى لسانه من كلمة السوء، وجنانه من خواطر السوء فلم يحدث نفسه بشر فإنه: { لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ }. وسمع فوعى ما أمر به تعالى وأطاعه وهو يعلم أنه تعالى { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } وأكثر من ذكره تعالى ليذكره في ملأٍ خير من ملئه، يذكر الله ويدعوه { تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ }.


(3) : كما في الحديث الذي أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه،وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته ) . صحيح البخاري 8/105 - باب التواضع. وإذا علم العبد أن مولاه يسمع ما يقال، ويرى ما تختلف به الأحوال، اكتفى بسمعه وبصره، عن انتقامه وانتصاره لنفسه، فإن نصرة الحق سبحانه له أتم." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: البَصِيرُ جَلَّ جلالُهُ ....... )

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس