عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي اختيار هند لشريك حياتها

قالت هند لأبيها عُتْبة بن ربيعة: إني امرأة قد مَلَكْتُ أمري فلا تُزَوِّجْني رجلاً حتى تَعْرضَهُ عليَّ ، قال : لكِ ذاك ، فقال لها ذات يوم: إنّه قد خطبك رجلان من قومك ولستُ مُسَمِّيَاً لكِ واحداً منهما حتى أصِفَهُ لك ، أمّا الأوّل : ففي الشَّرَفِ الصَّمِيم ، والحَسَب الكَرِيم ؛ تَخَالِين به هَوَجَاً من غَفْلته ، وذلك إسْجاعٌ من شيمته ؛ حَسَن الصَّحابة ، سريع الإجابة ؛ إن تابَعْتِه تَبِعَكِ ، وإن مِلْتِ كل معك ؛ تَقْضِين عليه في ماله ، وتَكْتَفِين برأْيك عن مَشورته . وأمّا الآخر : ففي الحَسَب الحسيب ، والرأي الأريب ؛ بَدْر أرُومَتِه ، وعِزُّ عَشِيرته ، يُؤَدِّبُ أهلَه ولا يُؤَدِّبونه ؛ إن اتَّبَعُوه أسْهَل بهم ، وإن جانبوه تَوَعَّر عليهم ؛ شَديد الغَيْرة ، سريع الطَّيْرة ، صَعْب حجاب حِجَاب القُبَّة ؛ إن حَاجَّ فغير مَنْزور ، وإن نُوزع فغير مقهور ؛ وقد بَيَّنْتُ لك كلَيْهما . فقالت : أمّا الأول ، فَسَيِّدٌ مِضْياع لكَرِيمته مُوَاتٍ لها فيما عَسَى إن تعتص أن تَلِين بعد إبائها ، وتَضِيع تحت خبائها ؛ إن جاءته بولَدٍ أحْمَقَتْ ، وإن أنْجَبَتْ فَعَنْ خَطَأ ما أنجبت ؛ اِطْوِ ذِكْرَ هذا عَنِّي ولا تُسمِّه لي ؛ وأمّا الآخر فَبَعْلُ الحُرَّة الكريمة ، إنِّي لأخلاق هذا لَوَامِقَة ، وإنِّي له لَمُوَافِقَة ؛ وإني لآخُذُهُ بأدب البَعْل مع لزومي قُبَّتِي ، وقلَّة تَلَفُّتِي ؛ وإنَّ السَّليل بيني وبينه لَحَريٌ أن يكونَ المُدافعَ عن حريم عشريته ، الذائد عن كَتِيبتها ، المُحَامِي عن حَقِيقتها، المُثَبِّت لأرومتها؛ غير مُوَاكلٍ ولا زُمَّيل عند صَعْصَعَة الحروب . قال : ذاكِ أبو سفيان بن حرب ، قالت : فَزَوِّجْه ولا تُلْقِ إلقاء السَّلِس ، ولا تَسُمْهُ سَوْمَ الضَّرِس ، ثم اسْتَخِر الله في السماء ، يَخِرْ لك في القضاء .


أمالي القالي
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس