عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي اجتمعوا على محبّة الله




اجتمعوا على محبّة الله


الحمد لله ربِّ العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدّين , إيّاك نعبد وإيّاك نستعين
الحمد لله الذي مَنَّ علينا بالإسلام
الحمد لله الذي جعلنا من أتباع سيّد الأنام عليه أفضل الصلاة والسّلام
الحمد لله الذي أرشدنا إلى هذا الطريق المبارك ؛ الموصول بالرسول الأعظم صلّى الله عليه وسلّم
الحمد لله تفضّل علينا وهيَّأ لنا شيخاً عارفاً بالله ؛ سائراً على منهج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قولاً وعملاً
الحمد لله جعل لنا أخوة في الله متحابّين في الله , متناصحين فيه , متعاونين على طاعته ومحبّته
وبعد : فقد منَّ الله الكريم عليَّ بزيارة مشايخنا الكرام في حلب المحروسة نوّرها الله الأسبوع الماضي مع ثلّة من الأخوة الكرام الذين تركوا الدنيا وراءهم , وذهبوا ليقتبسوا ممّن اقتبسوا من ( فيض الأنوار , ومنبع الأسرار , ومجلى الأبصار , قطب الدّراية , وسرُّ الولاية , وعلم البرايا ؛ شيخنا الحبيب الإمام العامل الفقيه المفسّر العارف بالله سيّدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله ومدَّ في عمره , ونفعنا ببركاته )
فقد أوصى حفظه الله ( أنّه من لم يرنا فعليه بحلب ) أو كما قال ، فكان أن التقينا بمشايخنا الكرام العلماء العاملين الشيخ الدكتور بشير فرح , والشيخ محمّد رجّو , والشيخ يحيى مزيد , والشيخ محمّد منصور حجّار , والشيخ عماد ابن الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله , والشيخ رياض طحّان , والشيخ فخري بيطار , والشيخ فاخر بيطار , وبقيّة المشايخ حفظهم الله عزَّ وجلَّ ونفعنا بهم .
هذه اللقاءات المباركة جمعت عدداً كبيراً من الأخوة في الله , من أماكن متعدّدة مختلفة , قريبة وبعيدة , قطعوا مئات الكيلومترات ... وآلاف الكيلومترات ...
من أبهى في أقصى جنوب الجزيرة العربيّة
من مكّة المكرّمة
من فلسطين
من معظم المدن السوريّة ؛ من المعرّة ... سلقين ... عفرين ... اليعربيّة ... الرّقّة ... دير الزور ... الحوايج ... الميادين ... العشارة ... أبو حمام ... البوكمال ( أحد الأحباب جاء إلى حلب ليقضي شهر العسل ؛ ترك زوجه وأتى ليحضر المجالس )
ومن مدن أخرى متعدّدة حيث لم أسأل جميع الأخوة عن أماكن سكنهم .
ولكنّ ما شدَّ انتباهي وجعلني أتفكّر مليّاً هو السرُّ الجامع لهؤلاء الأشخاص ؛ والذين أتوا من أماكن مختلفة , وأكثرهم لم يكن يعرف الآخر قبل هذا اللقاء ؛ ما الذي أتى بهم ليجتمعوا في مكان واحد , طلباً لأمر واحد ؟!؟!؟
لقد اجتمعوا على محبّة الله
ومحبّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
ومحبّة وارثه رضي الله عنه
وكأنَّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ "، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالصِّدِّيقُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْمَوْلُودُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي جَانِبِ الْمِصْرِ فِي الْجَنَّةِ " . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان , وأبو نعيم في الحلية ، ينطبق عليهم تماماً .
هذه المحبّة العظمى التي تجمعهم هي السمة البارزة التي لا تخفى على أحد , فمجرّد أن ترى شخصاً ينتمي إلى هذه الطريقة المباركة تشعر بشيء يشدّك إليه ؛ وإن لم تكن تعرفه من قبل , أو تعرف أنّه ينتمي إلى هذه الطريقة المباركة .
فسبحان الله ! ما هذا السرُّ الجامع , وما هذا الرّابط الذي يربطهم ؛ حتّى لتجد أحدهم يشرق وجهه , وتنفرج أساريره لرؤية أخيه .
تجدُ التودّد ... السرور ... التّلهف للقاء ... الابتسامة التي لا تفارق شفاههم ... الدُّعابة ...........
شعور لا يوصف ... لا يستطيع القلم أن يرسم معالمه .
فالمحبّة شيء عميق يتلبّس الإنسان لا يستطيع أن يعبّر عنه , هو حالة تسيطر على فؤاد الشخص وتسلب كيانه , تتملّكه ... تسعده ... تصفّيه من المكدّرات ... تسمو به إلى عالم المرئيّات ... تخلّصه من الرعونات البشريّة ... تنطلق به إلى عالم صافٍ لا تشوبه شائبة .
هذه المحبّة التي تجعل من الإنسان شخصاً آخر قادراً على العطاء والبذل , باعثة فيه حبَّ التعاون لما فيه خدمة هذا الدّين العظيم , ولما فيه خير الدّنيا والآخرة .
فلكم كان جميلاً لو أنَّ المسلمين جميعاً ( وخاصّة بعض من ينتسب للطريق ) تحلّوا بهذه المحبّة , واتّصفوا بهذه الصّفات لكانت حال المسلمين غير التي هي عليها اليوم .
هذه المحبّة التي تجلب محبّة الله عزَّ وجلَّ : " وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ , وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ , وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ " .أخرجه أحمد ، والطبراني ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين . والبيهقي في شعب الإيمان . و مالك ، وابن حبّان .
فهذه الثمرة الجميلة رأيتها رأي العين , ولم أستطع التعبير عنها , عداك عمّا رأيناه من الهمّة العالية , والمجالس الخيّرة المبارك , والأنوار المتدفّقة على ألسنة مشايخنا الكرام الذين ينطقون بلسان شيخنا الحبيب لسان الشريعة المحمّديّة الشريفة , والتي ارتسمت معالمها فيه حالاً ومقالاً , فكان مثالاً كاملاً للوارث المحمّدي .
اللهمَّ أدم علينا نعمة الإسلام , ونعمة الإيمان , ونعمة الانتماء إلى هذا الطريق المبارك , واحفظ شيخنا الحبيب بما تحظ به عبادك الصالحين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وصلِّ اللهمَّ وسلّم على سيّدنا محمّد حبيب ربِّ العالمين , وعلى آله وصحبه أجمعين , وارضَ عنّا معهم يا أكرم الأكرمين



هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس