إنّ السلاحَ جميعُ الناس تحملهُ وليس كلُّ ذواتِ المخلبِ السبُعُ
قال المتنبي: إنّ السلاحَ جميعُ الناس تحملهُ وليس كلُّ ذواتِ المخلبِ السبُعُ عرف المتنبي بأنه الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وأنه واحد من أهم شعراء العربية. كما يمكن القول إن الحكمة كانت من بين أبرز ملامح شاعريته، إذ جاءت منبثقة من عمق تجربته الغنية. وفي هذا البيت الشعري يقدم لنا الشاعر حقيقتين واضحتين إلى حد أن يكونا بديهيتين،.
فلا يفعل سوى أن يضع إحداهما في مقابل الأخرى. تقول الحقيقة الأولى إن السلاح يحمله جميع البشر القادرين على حمله. وفي المقابل فإن للأسد مخالب كما هو معروف، ولكن الأمر الحقيقي أيضاً أن هذا لا يعني ولا ينبغي أن يدعونا إلى الاستنتاج بأن كل من له مخالب، أسد، أو بقوة الأسد. لا يبدو هناك جديد في هاتين الحقيقتين اللتين عرضهما الشاعر، فما الذي هدف إليه يا ترى؟
أراد المتنبي أن يقول: ليست العبرة في وجود السلاح بيد المرء، مهما كانت قوة هذا السلاح وفتكه، بقدر ما هو مهم حامل السلاح نفسه. فالسلاح في يد جبان رعديد هو محض حديدة. من هنا فإن فروسية المرء وشجاعته هما ما يمنحان الموقف قوة، تماماً مثلما أن جل الحيوانات لها مخالب، ولكن شتّان بين مخالب القط ومخالب الأسد. وقد يكون لبعض الحيوانات والطيور الجارحة مخالب أقوى من مخالب الأسد، لكن قوة الأسد لا تقف عند مخالبه وما فيه من مظاهر، بقدر ما تكمن فيه كحيوان ذي بأس وبطش، وهي حكمة بالغة جميلة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات