عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2009
  #9
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

-المحبةُ الذاتيَّةُ علامةُ الفناء ، والفناءُ عبارةٌ عن نسيان ما سوى الله تعالى ، فإذا لم يُزلِ العلومَ
عن ساحة الصَّدر بالتّمام ولم يحصلْ له التَّحقُّقُ بالجهل المطلق ، فلا نصيب له من الفناء أصلا . وهذا
الجهلُ دائميِّ ، لا إمكانَ لزواله ، لا أنَّه يحصلُ أحياناً ويزولُ أخرى .
فمن عين الجهالة شعورٌ ، وفي عين الحيرة حضورٌ وهذا موطن حقِّ اليقين .





- سَألتُ : هل يتكلَّمُ فلانٌ عن الطَّريقة ؟ فقيل لي : قليلاً ، فأجبته بهذا : من كان رأسُ ماله الطّريقةُ
فربحه التَّكلُّمُ عن الطَّريقة . فالمصلِّي الخاشعُ ، كما يحافظُ على النَّظر في محل سجدته ، فكذلك لابدّ
لصاحب الحضور أن يحفظ قلبَه بالنَّظر إلى الله جل ّ وعلا حتّى لا ينحرف إلى ما سوى الله تعالى .





- قال الله تعالى : ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) سورة البقرة - آيه 282 .

وقال تعالى : (( وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ )) سورة آل عمران - آيه 13 .

وقال تعالى : (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)) سورة النساء - آيه 175 .

وقال تعالى : (( "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )) سورة الأنعام - آيه 75
وههنا دقيقةٌ عقليةٌ وهي : أنّ نور جلال الله تعالى لائحٌ غيرُ منقطعٍ ولا زائلٍ البتّة ، والأرواحُ البشريةُ
لا تصيرُ محرومةً عن تلك الأنوار إلا لأجل حجابٍ ، وذلك الحجابُ ليس إلا الإشتغال بغير
الله تعالى ، فإن كان الأمرُ كذلك فبقدر مايزولُ ذلك الحجابُ يحصل التجلي .. فخر الرازي - 13 - 14 .






- أخبر سبحانه وتعالى بأن كل حادثة تحدث في الكون بقضائه وإرادته ، فقال :

( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) أي : إلى الرِّضا والصَّبر واليقين .
علينا أن نرضى بقدر الله تعالى ، وإذا حدث معنا شيءٌ نكتفي بعلم الله تعالى -وهو سبحانه يعلم السرَّ وأخفى - ونتكلمَ كلاماً موافقاً بما يعلمُ تعالى ، حتى لا يكونَ علمُنا الجزئيّ حجةً علينا
نحن نكتفي بعلمه سبحانه وتعالى ونخرج من علمنا إذا وجد .






- من الأرواح الفاضلة : أرواحُ الأنبياء صلواتُ الله تعالى وسلامُه عليهم أجمعين .
فإنّ الله تعالى لمّا أرادَ أنْ يجعلهم قدوةً للخلق جمع في نفوسهم أنواع الفضائل ونفى ضدَّها عنهم .
ومنها : أرواحُ الأولياء فإنّها لمّا كانت تابعةً لأرواح الأنبياء متشبِّهة بها صدرت عنها آثارٌ عجيبةٌ .
ومنها : أصحابُ الفراسة ، وهي تَستدلُّ بالأحوال الظَّاهرة على الأمور الباطنة .
وهو استدلالٌ صحيحٌ وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتَّقوا فراسَةَ المؤمن فإنَّه ينظرُ بنور الله تعالى ) .





اعلم أنَّ الإنسانَ مركبٌ من عالم الخلق الذي هو ظاهره وعالم الأمر الذي هو باطنُه .
فالأحوالُ والمواجيد والمشاهداتُ والتَّجلِّياتُ التي تظهرُ في الابتداء والوسط نصيبُ عالم
الأمر ، الذي هو باطنُ الإنسان .
وكذا الحيرةُ والجهالةُ والعجزُ واليأسُ التي تحصلُ في الانتهاء أيضاً نصيبُ عالم الأمر الذي هو باطنُ
الإنسان . وللظاهر حكمُ الباطن وللأرض من كأس الكرام نصيب .
ولا يحسبون أنفسهم من الكُمَّل ، كما صار الفأرُ من رؤياه ناقةً .
قال واحدٌ من الكبراء : من قال أنا قريبٌ ، فهو بعيدٌ . ومن قال أنا بعيدٌ ، فهو قريبٌ وهذا هو التَّصوَّف .

ولمَّا كان العروجُ المحمَّديّ إلى جانب الشّؤون ، ولا مناسبة بين الشؤون والعالم أصلا ، لأنَّ العالمَ
ظل ُّ الصِّفاتِ ، لا ظلُّ الشؤون . إنّ الولاية عبارةٌ عن قربٍ إلهيٍّ لا يُتَصوَّرُ بلا شائبةِ الظِّلِّيِّة .
أنّ القربَ الإلهيَّ جل ّ جلاله بحسب الفناء والبقاء . أنّ القرب الذي هو منوطٌ بالفناء والبقاء
والسُّلوك ، هو قربُ الولاية الذي تشرّفَ به أولياءُ الأمّة .

قال واحدٌ من الأعزّة : الهي ، ماهذا الذي جعلت أولياءك على وجهٍ ، من عرفهم وجدك ومن لم
يجدْك لم يعرفهم .
وقد دعا النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ، على أهل الشرّك في بعض أدعيته بهذه العبارة
( اللهمَّ شتِّتْ شملهم وفرِّقْ جمعهم ، وخرِّبْ بنيانهم ، وخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر ).


عقلُ المعاد وعقلُ المعاش :
فعقلُ المعاد : للأنبياء عليهم الصلاة والسّلام ، وللصُّلحاء رضيّ اللهُ تعالى عنهم ، والآخر : لأرباب الدُّنيا .





التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-17-2011 الساعة 08:26 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس