عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
19 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:



فقول الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم}. قد وضحه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ـ يَعْنِي الْعَبْدَ ـ مِنْ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ, وَنُرْوِيَكَ مِنْ الْمَاءِ الْبَارِدِ) رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.



والنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى, كما قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}. ولكن وصف المُنعَم عليه بشكلِّ عام أنه ظلوم كفَّار, أما وصف المُنعِم فهو غفور رحيم, كما قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيم}.



والعبد سيسأل يوم القيامة عن النعم الظاهرة والباطنة, الدينية والدنيوية, هل أدى شكرها أم لا؟ هل استخدمها في طاعة الله أم في معصية الله تعالى؟ ويؤكد هذا قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ, وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ, وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ) رواه الترمذي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.



فالله تبارك وتعالى يبيِّن لنا في هذه الآية بأن الناس سيسألون يوم القيامة عن النعيم الذي ألهاهم عن العمل للآخرة, وكم من عبد ألهاه النعيم عن العمل الصالح, وربما يظن العبد أنه لا نعيم مع الابتلاء, والحقيقة أن نعم الله كثيرة, والعبد في حالة غفلة عنها إلا من رحم الله تعالى, وقد روى الإمام أحمد عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا نَزَلَتْ: {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ} فَقَرَأَهَا حَتَّى بَلَغَ: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ}, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, عَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ, وَإِنَّمَا هُمَا الأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ وَالتَّمْرُ, وَسُيُوفُنَا عَلَى رِقَابِنَا, وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ؟ فَعَنْ أَيِّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ).



نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضا بمرِّ القضاء. آمين. هذا, والله تعالى أعلم.
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس