عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2011
  #2
فاروق العطاف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 107
معدل تقييم المستوى: 16
فاروق العطاف is on a distinguished road
افتراضي رد: معنى العبادة شرعاً

وسأسوق كثيراً من الأدلة التي ذكرها علماء أهل السنة .
فمن الآيات الدالة على اعتقادهم في معبوداتهم شيئاً من خصائص الربوبية

قوله تعالى _{واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا}سورة مريم 81فالآية ظاهرة الدلالة في أنهم عبدوا آلهتهم لأنهم يعتقدون أنها تحقق لهم العز والنصر ،وتحقيق العز والنصر هو فعل من أفعال الربوبية .ولذا عبدوهم رجاء هذا العز .

ومنها قول الله تعالى {أليس الله بكاف عبده
ويخوِّفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد ،ومن يهد الله فماله من مُضلٍّ أليس الله بعزيز ذي انتقام }ووجه الاستدلال بالآية أنها تصّرح بأن المشركين يخّوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم لاعتقادهم أن لها القدرة على الضر والنفع ،قال الإمام البغوي في تفسيره للآية :وذلك أنهم خّوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان ،وقالوا لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون
. انتهى كلام البغوي انظرتفسير البغوي 4/69
فكلامهم صريح بقدرة آلهتهم على الإضرار وذلك فعل من أفعال الربوبية الذي أشركوا فيه .

ـ ومن الأدلة قول الله تعالى {إن نقول إلا
اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون (55) }قال ابن جرير الطبري في تفسيره : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن قول قوم هود : أنهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد الله وتصديقه، وخلع الأوثان والبراءة منها: لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلا أن الذي حملك على ذمها والنهي عن عبادتها ، أنه أصابك منها خبل من جنون
. انتهى كلامه رحمه الله . إذن فهم يعتقدون أن لها القدرة على أن تصيبه بالمرض والجنون وهذا شرك بالله في الربوبية لأنه لا يضر ،ولا ينفع حقيقة إلا الله جل جلاله. وهذا فيه تذكير بأنهم أشركوا في الربوبية .

___ ومنها أنهم كانوا يجعلون النجوم شركاء لله ومنها الشعرى قال تعالى {وأنه هو رب الشعرى } قال الألوسي في تفسيره لهذه الآية : ومن العرب من كان يعّظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ويزعمون أنها تقطع السماء عرضاً ،وسائر النجوم تقطعها طولاً ،ويتكلمون على المغيبات عند طلوعها ففي قوله تعالى : { وأنه هو رب } إشارة إلى نفي تأثيرها .انتهى كلام الألوسي .وقال القطان في تفسيره: {وأنه هو رب الشعرى } وقد نص بشكل خاص بأنه رب الشعرى اليمانية ( ألمع نجم في كوكبة الكلب الأكبر ، وألمع ما يرى من نجوم السماء ) - لأن بعض العرب كانوا يعبدونها . وكان قدماء المصريين يعبدونها أيضا ، لأن ظهورها في جهة الشرق نحو منتصف شهر تموز قبل شروق الشمس - يتفق مع زمن الفيضان في مصر الوسطى ، وهو أهم حادث في العام ، وابتداء عام جديد .انتهى وهذا واضح فيما ذكرت من اعتقادهم مشاركتها لله في أفعاله فعبدوها .

___ومن الأدلة على كفرهم في توحيد الربوبية :اعتقادهم أن النجوم تنزل الغيث بذاتها استقلالاً عن الله تعالى جاء في صحيح مسلم وغيره ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف قال ((هل تدرون ماذا قال ربكم ))قالوا الله ورسوله أعلم .
قال ((قال اصبح من عبادي مؤمن بى وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بى كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بى مؤمن بالكوكب ) ومما قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه :وأما معنى الحديث فاختلف العلماء فى كفر من قال مطرنا بنوء كذا على قولين أحدهما هو كفر بالله سبحانه وتعالى سالب لأصل الايمان مخرج من ملة الاسلام قالوا وهذا فيمن قال ذلك معتقدا أن الكوكب فاعل مدبر منشىء للمطر
كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم ومن أعتقد هذا فلا شك فى كفره وهذا القول هو الذى ذهب إليه جماهير العلماء والشافعى منهم وهو ظاهر الحديث..انتهى


النتيجة :أن العبادة ملازمة لاعتقاد أن المعبود رب لمن يعبده أو أن له شيء من أفعال الربوبية سواء كشريك لله تعالى أو مستقل عن الله في ذلك الشيء من الأفعال.
فهناك :اعتقاد أنه رب له أوأن له شيء من أفعال الربوبية .
ثم هناك عمل يتبعه وهو عبادة ذلك المعتقد فيه قاصداً عبادته مختاراً غير مكره .
وهذا العمل لابد فيه من القصد أي النية .فإذا لم ينوي به العبادة فلا يكون عبادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرء ما نوى )) فالنية تميز العمل بين كونه عبادة أو غير عبادة وتميز العبادة بعضها عن بعض وإن اتحدت الصور ،كما أن النية تحدد العمل بإخلاص والعمل برياء أو لأجل الرياء فهذا كله يدخل تحت هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

يتبع إن شاء الله
فاروق العطاف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس