عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #40
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

الْحَمْدُ للَّهِ نَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضَلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدَهُ وَرَسُوْلَهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيْراً وَنَذِيْراً بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ،
مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ إِلاَّ نَفْسَهُ وَلاَ يَضُرُّ اللهَ شَيْئاً
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وَسلِّم تَسْليماً كَثيرَاً

(من أقوال سيدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)



"-
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ننظف المساجد ونطهرها، لا سيما إن حصل فيها قمامة أو نجاسة بواسطتنا أو واسطة أولادنا أو خدامنا أو الفقراء المقيمين عندنا، فإنه يتأكد علينا كنسها وتطهيرها وإخراج القاذورات والقمامات منها، إما إلى الكوم وإما إلى محل طرح تراب المسجد حتى يأتي الزبال يحمله إلى الكوم إن كان بعيداً عن المسجد. وهذا العهد يخل به كثير من علماء الزمان وصالحيه الساكنين بجوار المسجد وباب دراهم من داخله، فترى الحصر التي هي فيه قريبة من دراهم قذرة من دخول السقاء والحطب واللحم والخدم الحفاة الذين يخرجون إلى السوق حفاة ولا يتجرأ خادم المسجد يمنعهم من ذلك خوفاً من ذلك الشيخ، أو من طلبته أن يؤذوه أو يسلطوا عليه الناظر فيؤذيه بضربه أو بقطع شيء من جامكيته ونحو ذلك.

فلينتبه العالم أو الصالح لمثل ذلك ويحترم مساجد الله تعالى وليتأمل نفسه، في قلة خوفه من الله تعالى يجدها تخاف من الخلق أكثر من الله إما لغفلته عنه تعالى، أو لكونه لا يهتك ستره بخلاف الخلق، ولو أنه دخل قصر الملك وحصل منه قذر فيه لم يصبر ساعة على تقديره قصر الملك ولو أنزل به الملك، بل تراه إذا رأى ولده الصغير بال أو تغوط على باب قصر الملك يبادر على الفور بإزالته وتطهيره وربما مسحه بردائه أو قميصه خوفاً أن يطلع عليه ذلك السلطان ولو رأى مثل ذلك في المسجد ما كان مسحه بردائه ولا بقميصه قط بل يقول انظروا لفراشة يطهر هذا المكان ولو أنه لم يجده إلى آخر النهار لترك النجاسة في المسجد، وكل ذلك استهانة بجانب الله تعالى، ومما يتساهل به سكان المسجد أيضاً جعل الغنم والإوز والدجاج فوق سطحه ويحجبونه بحصير حتى لا يراه أحد من الخلق الذين ينكرون ذلك عليهم، ويتغافلون عن مثل ذلك.

وقد رأى سيدي علي الخواص رحمه الله مرة على ظهر زاوية بعض الفقراء خروفاً مربوطاً، فنادى على الشيخ حتى سود وجهه بين الناس فاعتذر له بعدم علمه، فقال له ما وضعه نقيبك هنا إلا لعلمه بقلة اعتنائك بمثل ذلك، فإنك لو أدبته وعلمته الأدب مع الله تعالى لم يقع منه مثل ذلك ثم أنشد:

ومن ربط الكلب العقور ببابه *** فكل أذى للناس من رابط الكلب

وكان كنس المساجد المهجورة بمصر من وظائف سيدي علي الخواص، فكان يكنسها ويكنس أسطحتها ومجاري ميضأتها وكراسي أخليتها، وكان يتفقدها يوم الخميس ويوم الجمعة، فيخرج في صلاة الصبح فلا يرجع إلا بعد المغرب احتساباً لله تعالى، وكذلك كان من وظيفته كنس مقياس الروضة بمصر، كان يكنسه ثاني يوم نزول النقطة ويكنس الطين الذي في سلمه ويجرده بالحديد ويحمل منه قفة عظيمة يفرقها على خوابي الماء على نية التبرك، وكان عليه سؤال الله تعالى في إطلاعه النيل كل سنة، فكان يكون في ليلة تنزل النقطة كأنه حامل حملاً عظيماً على ظهره حتى يوفى البحر وتنقطع جسوره فيتحول لحملة ري البلاد، فإذا رويت تحول لحملة كمال الزرع وختامه من غير آفات تلحقه فلا يزال كذلك حتى يحصد الزرع وكان من دعائه: اللهم منّ علينا وعلى الأنعام بختام الزرع ولا تعذبنا بغلائه. فإذا طلع القمح وغيره إلى الحواصل تحوّل لعدم تسويسه فلا يزال كذلك إلى نزول النقطة هكذا كان شأنه على الدوام، ويقول: الملوك فمن دونهم محتاجون إلى اللقمة وإلى التبن لهم ولبهائمهم، وما زاد على ذلك من الشهوات أمره سهل. رضي الله تعالى عنه، فإياك يا أخي وتقذير المساجد ثم إياك، والله يتولى هداك.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا:
(صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته أو سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة) الحديث.

وفي رواية للإمام أحمد وأبي يعلي وغيرهما: (كتب الله له بكل خطوة عشر حسنات).

وفي رواية للإمام أحمد بإسناد حسن مرفوعاً: (من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة يمحو بها سيئة وخطوة يكتب له بها حسنة ذاهباً وراجعا).

ورواه أيضاً الطبراني وابن حبان في صحيحه، وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا: (إن الله تعالى ليغمر الذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة).

وفي رواية له أيضاً بإسناد حسن: (من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة).

وروى الطبراني بإسناد جيد مرفوعاً: (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر).

وروى ابن ماجه مرفوعا: (من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: الهم إني أسألك بحق السائرين إليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعةً، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، إلا أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك).

قال الترمذي: والبطر الإدلاج في الأشر. قال الجوهري: البطر والأشر بمعنى واحد. والله تعالى أعلم." اهـ




سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس