عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وصية: -

إذا رأيت عالماً لم يستعمله علمه فاستعمل أنت علمك في أدبك معه حتى توفى العالم حقه من حيث ما هو عالم ولا تحجب عن ذلك بحالة السيء فإن له عند الله درجة علمه فإن الإنسان يحشر يوم القيامة مع من أحب ومن تأدب مع صفة إلهية كسبها يوم القيامة وحشر فيها وعليك بالقيام بكل ما تعلم أن الله يحبه منك فتبادر إليه فإنك إذا تحليت به على طريق التحبب إلى الله تعالى أحبك وإذا أحبك أسعدك بالعلم به وبتجليه وبدار كرامته فينعمك في بلائك والذي يحبه تعالى أمور كثيرة اذكر منها ما تيسر على جهة الوصية: والنصيحة فمن ذلك التجمل لله فإنه عبادة مستقلة ولاسيما في عبادة الصلاة فإنك مأمور به قال الله تعالى (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)) وقال في معرض الإنكار (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الأيام لقوم يعلمون)) وأكثر من هذا البيان في مثل هذا في القرآن فلا يكون ولا فرق بين زينة الله وزينة الحياة الدنيا إلا بالقصد والنية وغنما عين الزينة هي ما هي أمر آخر فالنية روح الأمور وإنما لا امرئ ما نوى فالهجرة من حيث ما كانت هجرة واحدة العين فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه وكذلك ورد في الصحيح في بيعة الإمام في الثلاثة الذي لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وفيه ( ورجل بايع إماماً يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفي وإن لم يعطه منها لم يف ) فالأعمال بالنيات وهي أحد أركان بيت الإسلام وورد في الصحيح في مسلم إن رجالا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا رسول الله إني أحب أن يكون نعلي حسناً وثوبي حسناً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله جميل يحب الجمال ) وقال ( إن الله أولى من يتجمل له ) ومن هذا الباب
كون الله تعالى لم يبعث إليه جبريل في أكثر نزوله عليه إلا في صورة حية وكان أجمل أهل زمانه وبلغ من أثر جماله في الخلق أنه لما قدم المدينة واستقبله الناس ما رأته امرأة حالم إلا ألقت ما في بطنها فكأن الحق يقول يبشر نبيه صلى الله عليه وسلم بإنزال جبريل عليه في صورة حية ( يا محمد ما بيني وبينك إلا صورة الجمال ) يخبره تعالى بما له في نفسه سبحانه بالحل فمن فإنه التجمل لله كما قلناه فقد فاته من الله هذا الحب الخاص المعين وإذا فاته هذا الحب الخاص المعين وإذا فاته هذا الحب الخاص المعين فإنه من الله ما ينتجه من علم وتجمل وكرامة في دار السعادة ومنزلة في كثيب الرؤية وشهود معنوي علمي روحي في هذه الدار الدنيا في سلوكه ومشاهده ولكن كما قلنا ينوى بذلك التجمل لله لا للزينة والفجر بعرض الدنيا والزهو والعجب والبطر على غيره 0
ومن ذلك الرجوع إلى الله
عند الفتنة فإن الله يحب كل مفتن تواب كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ((هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً )) والبلاء والفتنة بمعنى واحد وليس إلا الاختبار لما هو الإنسان عليه من الدعوى ( إن هي إلا فتنتك ) أي اختبارك ( تضل بها من تشاء ) أي تحيره (وتهدى بها من تشاء ) أي تبين له طريقة نجاته فيها
(وأعظم الفتن) النساء والمال والولد والجاه هذه الأربعة إذا ابتلى الله بها عبداً أو بواحد منها وقام مقام الحق في نصبها له ورجع إلى الله فيها ولم يقف معها من حيث عينها وأخذها نعمة ألهية أنعم الله عليه بها ردته إليه تعالى وأقامته في مقام الشكر وحقه الذي هو رؤية النعمة منه تعالى كما ذكر ماجه في سننه عن رسول الله صلى الله علي وسلم أنه قال (( أوحى الله لموسى عليه السلام فقال له يا موسى اشكرلي حق الشكر قال موسى يا رب وما حق الشكر قال له يا موسى إذا رأيت النعمة مني فذلك حق الشكر )) ولما غفر الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذ نبه وما تأخر وبشره ذلك بقوله تعالى (( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) قام حتى تورمت قدماه شكر الله تعالى على ذلك فما فتر ولا جنح إلى الراحة ولما قيل له في ذلك وسئل في الرفق بنفسه قال صلى الله عليه وسلم ( أفلا أكون عبداً شكورا ً) وذلك لما سمع الله يقول ((بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )) فإن لم يقم في مقام شكر المنعم فإنه من الله هذا الحب الخاص بهذا المقام الذي لا يناله من الله إلى الشكور فإن الله يقول وقليل من عبادي الشكور وإذا فاته فإنه ماله منا لعلم بالله والتجلي والنعيم الخاص به في دار الكرامة وكشيب الرؤية يوم الزور إلا عظم فإنه لكل حب إلهي من صفة خاصة علم وتجل ونعيم ومنزلة لا بد من ذلك يمتاز بها صاحب تلك الصفة من غيره
(فأما فتنة النساء) فصورة رجوعه إلى الله في محبتهم ب يرى أن الكل أحب بعضه وحن إليه فما أحب سوى نفسه لأن المرأة في الأصل خلقت من الرجل من ضلعه القصرى فينزلها من نفسه منزلة الصورة التي خلق الله الإنسان الكامل عليها وهي صورة الحق فجعلها الحق مجلي له وإذا كان الشيء مجلي للناظر فلا يرى الناظر في تلك الصورة إلا نفسه فإذا رأى في هذه المرأة نفسه أشتد حبه فيها وميله إليها لأنها صورته وقد تبين لك أن صورته صورة الحق التي أوجده عليها فما رأس غلا الحق ولكن بشهوة حب والتذاذ وصلة يفنى فيها فناء حق بحب صدق وقابلها بذاته مقابلة المثلية ولذلك فنى فيها فما من جزء فيه إلا وهو فيها والمحبة قد سرت في جميع أجزائه فتلعق كله بها فلذلك فنى في مثله الفناء الكلي بخلاف حبه غير مثله فاتحد بمحبوبه إلى أن قال
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
وقال الآخرون في هذا المقام أنا الله فإذا احببت شخصاً مثلك هذا الحب ردك إلى الله شهودك فيه هذا الرد فأنت ممن أحبه الله وكانت هذه الفتنة فتنة أعطتك المهداة0
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس