عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي المساجد القديمة

المساجد القديمة

تمتاز مدينة دمشق بوفرة المساجد القديمة والحديثة فيها، حتى لتكاد تسمى مدينة المساجد، وأهم هذه المساجد وأقدمها الجامع الأموي وهو أكمل وأقدم آبدة إسلامية، وفي العصور اللاحقة للعصر الأموي، مازالت بعض المساجد قائمة في دمشق حتى اليوم، نذكر منها؛ جامع فلوس، ولم يبق منه إلا المحراب الفاطمي المزخرف بنقوش من الجص تغطي طاسة المحراب، مع كتابة بالخط الكوفي المزخرف. وتعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي. ولا بد أن نذكر التابوت الفاطمي 440ه/1048م المحفوظ في المتحف الوطني منقولاً من أحد المساجد الفاطمية الدارسة.


وإذا ابتعدنا عن المسجد الأموي إلى جهة الجنوب فإننا سنقف ولا شك أمام مدفن السلطان نور الدين بن زنكي المتوفى 569هـ/ 1173م وفي عصره توحدت فيه الشام مع مصر. وإلى جانب قبره أنشئ مسجد يحمل اسمه، وهو مسجد صغير

ومن عصر الأيوبيين مازال عدد من المساجد قائماً نذكر منها جامع الحنابلة الذي يطلق عليه أيضاً اسم الجامع المظفري نسبة للمظفر زوج أخت صلاح الدين، وهو مسجد صغير شبيه في مخططه بالجامع الكبير، أبعاده 25×37م ويمتاز بمنبره القديم. وجامع التوبة الذي أنشأه الملك الأشرف موسى ابن الملك العادل، هو أكبر حجماً، ومستوحى أيضاً من الجامع الأموي الكبير، ويمتاز بمحرابه الجميل جداً، وهو مصنوع من الجصّ المزين بزخارف نباتية وهندسية وكتابات دقيقة، وتعلوه نصف قبة مزخرفة. وفي مدخل المدفن الشرقي مازالت مئذنة مربعة تعود إلى عصر نور الدين ملاصقة للباب الشرقي الروماني


ولقد أصبحت دمشق في العصر الأيوبي عاصمة القطرين مصر والشام، إلا أن العمارة في ذلك العصر كانت قليلة لقصر الزمن، وكانت بسيطة لانصراف الأيوبيين للحرب وقهر الفرنجة وإعمار القلاع والحصون
.
أما العصر المملوكي، فلقد كان أكثر امتداداً 1260-1516م وأكثر استقراراً، فكانت المنشآت وبخاصة المساجد أكثر عدداً وزخرفة. وازدهرت في ذلك العصر الصناعات الفنية الشامية، ونرى أمثلتها في جميع متاحف العالم. ومن هذا العصر لا بد أن نذكر جامع يلبغا 748ه/1347م الذي أزيل ومازالت بعض زخارفه محفوظة في المتحف الوطني، وكان يقع في ساحة الشهداء في مركز مدينة دمشق. وجامع الأقصاب السادات الذي يمتاز بمحرابه الجميل المحاط بزخارف رخامية
.

ومن الجوامع المملوكية المعروفة، جامع السنجقدار بناه نائب السلطنة أرغون شاه ودفن فيه سنة 751ه/1349م ومازال هذا الجامع محتفظاً بواجهته ومئذنته المملوكية رغم ترميمه من الداخل في عصر لاحق، وثمة جوامع مملوكية أخرى مازالت قائمة وهي صغيرة، نذكر منها جامع التينبيّة نسبة لمنشئه نائب السلطنة تنم الحسيني الذي دفن في تربة ملحقة بالجامع، ومعه دفن الأمير تغري بردي والد المؤرخ المشهور. وجامع الصابونية بناه شهاب الدين الصابوني سنة 863ه/1458م مع مدرسة ملحقة به. أما جامع المعلق وسمي هكذا لارتفاع بنائه فقد أنشئ سنة 862ه/1457م وجدد مراراً. وجامع الطاووسية الذي رمم مؤخراً مرتبط بالخانقاه اليونسية 785ه/1383م. ويمتاز جامع مدرسة السيبائية 921ه/1515م في الميدان بزخارف واجهاته ومئذنته. ولابد أن نذكر مسجد الشيخ رسلان بزخارفه الخارجية، ومسجد السقيفة المجدد، ومسجد عاصم في محلة الأقصاب، وجامع الورد وجامع الزين وجامع القلعي.













أما جامع تنكز، نائب السلطان قلاوون وصهره. فلقد احتفظ بمعالم العمارة الأيوبية مع بعض التعديل، مكوناً نموذج العمارة المملوكية فيما بعد. ويمتاز هذا المسجد بزخارفه الفسيفسائية، وبمئذنته المؤلفة من قاعدة مربعة ومنارة مضلعة وعليها زخارف خزفية ومقرنصات
.
أما جامع التوريزي فيذكرنا بوضوح أكثر بشخصية العمارة المملوكية التي نضجت في القاهرة، ولقد الحق بهذا المسجد مدفن للأمير غرس الدين التوريزي ، ومئذنة وحمام. ويشتهر هذا الجامع وتوابعه بالزخارف الخزفية البلاطات القيشاني التي تعود إلى العصر المتقدم للعثمانيين، ولقد استدل العلماء أن ألواح القيشاني ازدهرت في الشام قبل ازدهارها في تركيا كوتاهيا وإزنيك
.
ولم يبق من جامعي هشام والقلعي إلا المئذنتان الرائعتان وتعتبران من أجمل المآذن في دمشق والقاهرة. ولقد أضيف إليها بناء مسجدين حديثين.


عدد من المساجد أنشئ في العصر العثماني 1516-1918 كان من أقدمها وأضخمها التكية السليمانية نسبة للسلطان سليمان القانوني أنشأت سنة 1554م - 1559م وهي تضم الجامع والمدرسة والسوق والتكية ولقد خصصنا لها مادة مستقلة

ومن المساجد العثمانية الهامة في دمشق مجموعة درويش باشا وجامع سنان وجامع الشيخ محي الدين بن عربي.
أنشأ السلطان سليم بعد فتحه دمشق سنة 925هـ/1518م مسجداً وتكية وتربة في منطقة الصالحية، تكريماً للصوفي محي الدين بن عربي ت638هـ/1240م
.
جامع الشيخ محي الدين بن عربي
ويتألف من صحن محاط بأروقة، ومن حرم مؤلف من مجازات موازية للقبلة. وترتفع في الجامع مئذنة عثمانية هي الأولى من نوعها. والتكية هي بيت المرق يوزع على الفقراء، لذلك فإنها مزودة بمطبخ وغرف للمؤن. ولقد تمّ بناؤها سنة 922هـ/1515م. ويزين جدران الضريح الذي دفن فيه الشيخ محي الدين بن عربي، الصوفي الأندلسي، ألواح القيشاني من الصناعة الدمشقية، وكذلك جدران حرم الجامع. ولقد زود المسجد بناعورة ذات بكرات، مازالت قائمة حتى اليوم.


الناعورة

ويجب أن نقف قليلاً أمام ناعورة الشيخ محي الدين، وهي الناعورة الوحيدة الباقية حتى اليوم في حي النواعير في الصالحية على نهر يزيد وكانت تغذي جامع محي الدين بن عربي الصوفي الأندلسي الذي دفن في دمشق، وكرمه السلطان سليم الأول بإقامة هذا المسجد ليضم ضريحه

والناعورة من تصميم العالِم الفلكي المشهور تقي الدين محمد بن معروف 1525-1585. وهي دولاب ضخم يدوره بقوة رفع مياه نهر يزيد، فيدير بدورانه مسنناً ضخماً من الخشب صنع بطريقة فنية وبقياسات علمية دقيقة، ويدير هذا الدولاب دولاباً آخر من قيمة البرج ربطت به سلسلة حديدية علقت بها دلاء تملأ بها الماء من النهر وتفرغ في حوض في قمة البرج، حيث تسير في قناة محمولة على جسر مقوّس إلى خزان للمياه، ومنه توزع المياه إلى الجامع والميضأة وإلى التكية السلمية التي أنشئت إلى جانب الجامع في زمن السلطان سليم، لإطعام الفقراء.
وتصل مياه الناعورة أيضاً إلى بيمارستان القيمري الذي يعود إلى العصر الأيوبي.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس