عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2009
  #1
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي فتوى الدكتور البوطي عن غزة .

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا حكم الشريعة الإسلامية فيما ينبغي أن تكون عليه علاقة المسلمين مع إسرائيل وفي الموقف الذي يجب عليهم أن يتخذوه من إخوانهم المحاصَرين والمقاتَلين بيد العدو الإسرائيلي في غزة


-------------------------------
أولا : يقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة .

ويقول :لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله .

ويقول :إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تَوَلّوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون

وعليه : فقد تمّ إجماع المسلمين على أنه تحرم على المسلمين موالاة العدو الإسرائيلي، ومد يد أي نوع من التعاون معهم، بما في ذلك إقامة العلاقات الدبلوماسية. ولم أجد فيما قرره علماء المسلمين منذ صدر الإسلام في باب الجهاد أي خرقٍ لهذا الإجماع وكيف يجرؤ مسلم عالم بكتاب الله عز وجل على خرق بيانه المحكم القاطع .

ثانياً : يقول الله تعالى : ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان
ويقول : إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم، قال المفسرون: المراد بالصلاح رد غائلة البغي عنهم .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه وغيره: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ولا يَخذله .

وعليه : فقد تمّ إجماع المسلمين على أنه يجب على كل مسلم تقديم العون الممكن لإخوانهم الذين يقعون في أي نوع من أنواع الضيم لاسيما ذاك الذي يتمثل في اعتداء أعداء الله على حياتهم وأوطانهم وسائر حقوقهم .

وهذا يعني : أنه يجب على المسلمين جميعاً اليوم العمل بكل السبل الممكنة على ردّ غائلة العدوان الهمجي الضّاري الذي يمارسه الطغيان الإسرائيلي، دون توقفٍ، على إخواننا في غزة .

كما يجب عليهم العمل على رفع الحصار المضروب عليهم وفتحُ سائر المعابر المغلقة في وجوههم لاسيما معبر رفح الذي هو السبيل الطبيعي الموجود بينهم وبين إخوانهم في مصر .

إنّ تجاهل بعض المسلمين لهذا الواجب الإلهي الذي يصرح به كتاب الله عز وجل، وإصرار أولئك الذين يتحدّونه ويقررون المضي في مخالفته تقرباً من الطغاة _ الذين أعلنوا الحرب على الله وعلى عباده المؤمنين _ ينذر بغضب ربانيٍّ وشيك، وصدق الله القائل : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أنّ تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذاب أليم .

د. محمد سعيد رمضان البوطي

صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس