عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #22
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الرابع عشر


الشعاع الرابع عشر - ص: 615
دفاع مصطفى عثمان 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
رداً على التهمة الموجهه الي حول اشتراكي بفعاليات بديع الزمان سعيد النورسي المزعومة في تشكيل جمعية سرية واستغلال المشاعر الدينية للاخلال بأمن الدولة وقيامه ضد النظام القائم اقول مايلي:
1- اجل لقد قمت - مثل طلاب النور- بالحصول على رسائل النور وقراءتها لكي اتعلم الاخلاق القرآنية التي هي شعار التربية المدنية والدينية اللائقة بالشرف التاريخي لامتنا التركية المسلمة، واحفظ ديني وايماني من تأثير الايديولوجيات الاجنبية واكون عضواً نافعاً لوطني وامتي. لقد حل الفساد والرذيلة محل الاخلاق التي عرف به اجدادنا الذين سجلوا مآثرهم في التاريخ، وبدأ هذا الفساد يستشري وينتشر ويفسد الحياة الاجتماعية الى درجة ان اصحاب الخلق السئ انفسهم اصبحوا يتقززون من مثل هذا السقوط الاخلاقي المنتشر، الذي اقلق الرأي العام واصبح حديث المجالس في كل بيت وحديث الصحف والمجلات التي تعد لسان الرأي العام والمعبر عنه، ثم ان هذه الاحوال المؤلمة في انتشار سريع وقد أخذ طابع البلاء العام... في مثل هذه المرحلة استطاعت رسائل النور ان تنقذني من السقوط الأخلاقي مثلما أنقذت جميع قرائها المسلمين. لقد اعطيت هذه الرسائل لمن طلبها مني باصرار - بعد ان عرف انني قرأتها - وذلك لكي يستفيدوا من تهذيبها للاخلاق، وبعملي هذا ساعدت على انقاذ كثير من الافراد الذين كانوا على وشك الانحدار الاخلاقي وعلى وشك ان يكونوا اعضاء مضرين بالوطن والامة. فاستطاعت رسائل النور بتعليماتها وبتلقيناتها انقاذ هؤلاء وجعلهم افراداً مفيدين للبشرية وتحصنهم أمام الوباء الشيوعي الأحمر الذي بدأ ينتشر في بلدنا والذي بدأ العالم يرتجف منه رعباً، اذن فان بديع الزمان يُعدّ مجاهداً معنوياً يستحق التقدير والتبجيل. اما السلاح النوراني والفعال لهذا الجهاد فهو رسائل النور التي استطاعت في ظرف عشرين سنة ان تحوّل عشرين الفاً من الأفراد - وربما اكثر- الى افراد مفيدين للوطن وللأمة، فكيف يكون حثي
_____________________
1 تعرّف على الاستاذ النورسى في قسطمونى وتتلمذ عليه ولازمه في السجن، توفي سنة 1991 عن اربع وثمانين سنة من العمر ، رحمه الله رحمة واسعة - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 616
على قراءة الرسائل ذنباً، وكيف يكون تأليف رسائل النور تهمة في حق مؤلفها؟... اسأل هذا من ضمائركم.
2- اما ما ادعاه المدعي العام حول كون ذلك الحديث "موضوعاً" فهو حكم غير علمي، لان ذلك الحديث "صحيح" ووارد في كتب الاحاديث وعلماء الحديث يقبلونه. ففي عهد المشروطية- اي قبل عهد الحرية -تقدم اليابانيون والكنيسة الانجليزية الانكليكانية باسئلة الى علماء ذلك العهد، فتقدم علماء استانبول بهذه الاسئلة الى بديع الزمان الذي ادرج تأويل هذا الحديث ضمن الرسالة التى اصبح اسمها الآن "الشعاع الخامس". وان قبول هؤلاء العلماء الاعلام بهذه الاجوبة وعدم اعتراضهم عليها يدل على صحة الحديث.
وليس هذا الجزء فقط من رسائل النور، بل ان جميع الحقائق الواردة فيها وجميع دروسها، قوية جداً بحيث لايستطيع عالم اسلامي حقيقي الاعتراض عليها، لذا نرى ان جميع العلماء الحقيقيين في هذا البلد - ومنذ عهد المشروطية - وعلى رأسهم رئاسة الشؤون الدينية اضطروا الى تقدير هذه الرسائل وتوقيرها. لذا لايمكن ان تُطمس حقائقها وبراهينها القوية من قبل فرد او فردين ممن لانصيب لهم من العلم الحقيقي، ولايملكون من العلم الا اسمه. بل سيكون هذا امراً مضحكاً. ان رسائل النور تقرأ بكل تقدير في جميع ارجاء الوطن ومن قبل كافة طبقات الشعب لانقاذ حياتهم الابدية وايمانهم ولان منافعها المادية والمعنوية ظاهرة وجليلة، لذلك فان آلافاً من المواطنين الذين استفادوا واعجبوا بحقائق القرآن وحقائق الايمان يحملون عاطفة العرفان بالجميل والامتنان العميق لمؤلف هذه الرسائل.. فهل قيام بعض هؤلاء بكتابة رسائل الى المؤلف - انطلاقاً من العرفان بجميله - وفهم الحديث الشريف الذى هو موضوع الاتهام استناداً الى الحقائق التى لايمكن ان ترد، والنظر اليه وكأنه قد تحقق فى هذا الوطن بناء على بعض الافعال والآثار... وبيان تمنياتهم بألاّ يقع وطننا في احضان الفوضى وفي احضان هذا الخطر الأحمر، تعد خيانة للنظام القائم؟ وهل هي نقد للانقلاب؟ ومع ان هذا العالم المبجل دخل عدة محاكم بسبب هذه الافتراءات وصدرت قراراتها بتبرئته، الا انه لايزال متهماً بنفس التهم السابقة ويسجن في سجن انفرادي ويقدم للمحاكمة، مع انه شخص منزوٍ ومتقدم في العمر وشخص وحيد، اما
الشعاع الرابع عشر - ص: 617
نحن فقد عدت مساعينا العلمية ومحاولاتنا لانقاذ ايماننا دليلاً على اننا نحاول الاخلال بامن الدولة، ونحن نتساءل من محكمتكم: اي وجدان وضمير عادل يستطيع اصدار مثل هذا القرار؟. ندع ذلك لضمائركم..
3- ولنأت الى سبب التهمة الاخرى القائلة باننا "نحمل صور بديع الزمان وكأنها صور مقدسة ونجمع خطاباته، ونرسل له الرسائل" لنقول رداً على هذا:
ان من حقي -كاي فرد آخر- ان ابعث له الرسائل وبطاقات التهنئة وان اصادق محبيه وان احمل صورته.. ليس فقط صورته البسيطة، بل لو زينت صورته باطار من الجواهر او الذهب لكان شيئاً زهيداً بجانب ما اسداه اليّ هذا العلامة الكبير من فضل، فقد انقذ حياتي المعنوية والابدية من الاعدام، وجعلني اتذوق السعادة في حياتي المادية، واصبح بمؤلفاته وسيلة لانقاذ إيمان الاف الافراد الآخرين مثلي. هذا من حقي، ولا اظن انه يشكل ذنباً، وفي الختام اقول:
ان رجال الامن في ولايتين وفي اقضية عدة يشهدون بان طلبة النور - الذين انقذوا انفسهم من الاخلاق السفيهة بقراءة رسائل النور وانقذوا غيرهم كذلك - قد خدموا طوال سنين عديدة هذا الوطن وهذه الامة خدمة جليلة لايستطيع ايفاءها الالاف من رجال الامن، لذا فانهم بدلاً من ان يروا التقدير والمديح، فقد اسئ فهمهم وعوملوا وكأنهم عملاء للاجانب، فقد اعتقلنا وقدمنا للمحاكم وتعطلت مصالحنا واشغالنا، وتُركت عوائلنا واطفالنا في وضع بائس، فأية ديمقراطية ترضى لعوائلنا هذا الوضع المفجع ولاطفالنا البكاء، وضمير اي حاكم عادل يرضى بهذا؟.. اسأل هذا من محكمتكم ومن ضمائركم.
لذا فانني اسأل باسم محكمتكم المحترمة وباسم الامة التركية المجيدة وباسم مجلسه العادل الذي تعملون في ظله ان تصدروا قراركم بحرية نشر رسائل النور التي لايمكن ابداً انكار فوائدها ومنافعها الجمة وان تصدروا قراركم ايضاً ببرائتنا.
مصطفى عثمان
من صفرانبولو
الموقوف في سجن أفيون
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 618
دفاع حفظي بيرام 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى
ان التهم الموجهة الي هي قيامي بقراءة مؤلفات العالم الاسلامي بديع الزمان المتهم باستغلال المشاعر الدينية للاخلال بأمن الدولة، علماً بان هذه المؤلفات قيمة وذات نفع كبير للامة وللبلد. وهي تعطي دروساً مفيدة جداً عن الحقائق القرآنية والايمانية. وكذلك قيامي باعطاء بعض هذه المؤلفات الى عدد من اصدقائي - نزولاً عند طلبهم - بعد ان اكتشفت مدى استفادتي منها من الناحية الدينية والاخلاقية، وذلك اتباعاً لشعارنا في السعي لنيل الثواب والأجر بنشر هذه التربية الدينية والاخلاقية، وكذلك قيام بعض معارفي بارسال رسائل صداقة او رسائل علمية الى عنواني. هذه هي المعاذير التي تم الاستناد اليها لجعلي في الذنب مع الموما اليه.
انني اعترض على ايراد هذه المسائل كسبب للاتهام:
1- انني لا اعتقد ان قيامي بقراءة رسائل النور بقصد التعلم وللحفاظ على ديني وايماني، ولاقيامي باعطاء هذه الرسائل الى بعضهم بقصد التعلم ذنباً او جريمة، ذلك لان هذه الرسائل مرت من محاكم عديدة وبرئت من قبلها وأعيدت الى مؤلفها، وهي رسائل حازت على تقدير وعلماء البلدان الاسلامية وعلماء بلادنا، وهي لاتحتوي على افكار فاسدة كما زعم المدعي العام، فكل رسالة من هذه الرسائل تفسير مهم للقرآن الكريم من بدايتها وحتى نهايتها، وهي تدعو الناس الى السمو الخلقي والى الفضيلة وتعطي دروساً اسلامية وتربية دينية بشكل مؤثر فتكون سبباً لحفظ الامم من السقوط في الهاوية، لذا فهي ليست كتباً مفيدة لهذه الامة ولهذا البلد وحده، بل هي ايضاً مفيدة للانسانية جميعها من الناحية المعنوية. ذلك لانه ما من احد سجل حادثة ضارة للوطن او للامة او ضد ادارة الدولة اشترك فيها طالب من طلاب النور في اي مكان ابداً، ولم يسجل رجال الامن والشرطة اية حادثة من هذا
_____________________
1 وهو الذى وهب ابنه "حسـنىَ" منذ صباه ليخدم ويتتلمذ علـيه فكان مثالاً للـــوفاء والاخلاص.. - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 619
القبيل ضدهم. ثم لاتوجد هناك جمعية سرية لكي تكون قراءة رسائل النور قراءة سرية، ذلك لان طلاب النور لاعلاقة لهم باية جمعية، علمية كانت ام سياسية. ظاهرة كانت ام سرية، حتى ان بديع الزمان ومعه العديد من طلاب النور قدموا الى محكمة الجنايات الكبرى في "دنيزلي" قبل عدة سنوات وبنفس هذه التهم، وقامت المحكمة ببحث دقيق وتحقيق عميق ثم اضطرت الى اصدار قرارها بتبرئة الجميع وتبرئة رسائل النور كذلك.
ولا ادري كيف تعد قراءة مؤلفات مؤلف صدر القرار بتبرئته وتبرئة كتبه. . كيف يعد ذلك دليلاً على جرم كبير مثل جرم الاخلال بامن الدولة والسعي ضد النظام القائم، وكيف تكون سبباً للاتهام؟ وماهي درجة العدالة في هذا الأمر؟ أحيل هذا السؤل الى ضمائركم.
2- ثم هناك رسالة اخرى ارسلت الي وانا في السجن من قضاء "بايزيد" من شخص لا اعرفه، واصبحت هذه الرسالة سبباً لاتهامي. انني لم ار هذه الرسالة، ولا ادري محتوياتها، فان كانت احدى رسائل النور فاني اقبل بها. اسألوا عنها لكي اجيبكم عن اتهامي هذا. وقد ورد في كلمة المدعي العام شئ حول المهدوية. ولم اسمع هذا الا منه. اما استاذي فهو برئ من هذه الادعاءات. فهذا الأمر لم يرد لافي حديثه ولا في رسائله، وقد اعتاد في كل مناسبة التنبيه على طلابه بضرورة ابتعادهم عن تعظيمه او ابداء احترام مفرط او اعطاء رتبة عالية له. ونحن على يقين بانه افضل علماء عصره وانه برئ من حب الشهرة ومن حب الجاه، فهو عالم أصيل.
السجين
حفظي بيرام
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 620
دفاع مصطفى آجت 1
الى محكمة آفيون الكبرى للجنايات:
اجيب عن الاتهام الموهوم الذي اتهم به الادعاء العام استاذي بديع الزمان:
ان خدماتي لإستاذي ولرسائل النور ليست الاّ قطرة من بحر اللطف والاحسان الذي قوبلتُ به. فأنا لست نادماً قطعاً بهذا الانتساب. فكما يُضحّى بقطع زجاجية في سبيل كسب خزينة الالماس الثمينة جداً . فإنني مستعد في كل وقت لأضحي بحياتي في سبيل رسائل النور التي هي وسيلة لانقاذ حياتي الابدية. فلقد تحققت منافع اخروية ودنيوية لرسائل النور، لذا فان التخلي عن تلك المنافع الجليلة وابداء الفتور تجاه رسائل النور وإستاذي المحترم، لئلا يصيب الحياة الدنيوية المضطربة القصيرة ضرر من سجن تافه ومضايقات لا تلبث ان تزول.. انني اعدّ هذا التخلي اهانة عظيمة لاستاذي علاّمة الزمان، ولغايته الوحيدة الجليلة التي هي خدمة الايمان والقرآن. فانا لا اريد قطعاً ان اخالف اوامره ولا ان احيد عن إذنه.
هيئة الحكام المحترمين!
لِمَ تستهولون كوني طالباً - مع فقري - لعالم عـظيم يجاهد البلشفية التي تحاول بث سمومها في وطننا العزيز. ان هذا بلا شك يثبت ان الثروة التي يمتلكها النور تفوق كثيراً ثروة الدنيا باسرها، فاطلقوا يد أستاذي ورسائل النور كي ينقذ ملايين الشباب من الامة التركية، ليصبحوا ابناء نافعين للبلاد.
نعم ان حاجتنا نحن شباب الامة التركية الى رسائل النور اكثر بكثير من حاجة المختنق الى الهواء العليل، ومن حاجة من يعيش في الظلام الدامس الى النور الواضح، ومن حاجة الجائع العطشان التائه في الصحراء الى الماء السلسبيل والغذاء النافع، بل من حاجة الغريق الى النجاة.
_____________________
1 (1924 - 1992) من "امير داغ" التابعة لـ "آفيون"سجن سنة 1948 و سنة 1961 لنشاطه في خدمة النور، عمل مدة طويلة خطاطاً في ديوان رئاسة الشؤون الدينية.- المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 621
انه لا يتلاءم مع شرف العدالة اهدار وافناء حياة بديع الزمان الذي كسب حسن ظننا المفرط وتوجهنا نحوه وارتباطنا الوثيق به، وإفناء ضعفاء اصبحوا طلاباً له بنية خالصة.
الموقوف في السجن
مصطفى آجت من اميرداغ
* * *
دفاع خليل جاليشقان 1
الى محكمة "افيون" للجنايات الكبرى:
هيئة المحكمة الموقرة!
في لائحة الاتهام التي قدمها المدعي العام عدّ خدمتي لاستاذي كذنب كبير اقترفته. ان استاذي الذي قدم الى بلدتنا ضيفاً سنة 1944م وهو مقيم فيها منذ اربع سنوات.. ان استاذي هذا قد ترك ومنذ اربعين سنة كل لذائذ الحياة ومتاعها وراحتها ونذر نفسه لخدمة الايمان والاسلام، ولاسيما لانقاذ السعادة الابدية للمسلمين في وطننا، ولوضع سد امام الافكار الضارة لدين هذه الامة التركية المسلمة كالافكار البلشفية التي لها اضرار مادية ومعنوية بليغة والافكار الضارة الاخرى للوطن وللامة وذلك بوساطة الدروس الايمانية والاخلاقية لرسائل النور التي اعترف بفضلها جميع العلماء. فهل قيامي - وانا فخور بذلك - بخدمة استاذي بين حين وآخر طوال ثلاث سنوات يعد ذنباً؟ ثم انهم يرون ان تركي لمهنتي كخياط في سبيل هذه الخدمة ذنباً كذلك. ولئن ضحيت بحياتي في سبيل استاذي وفي سبيل رسائل النور - التي ارشدتنا الى الحق والى الحقيقة والتي هي تفسير حقيقي للقرآن الكريم - فهل أعدّ مذنباً وخائناً للوطن؟... أسأل هذا منكم.
_____________________
1 عائلة جالشقان قدمت خدمات جليلة لرسائل النور، ولازموا خدمة الاستاذ النورسى عند اقامته الجبرية في اميرداغ ومنهم خليل جاليشقان ووالده «عثمان» من السابقين في خدمة النور. توفي سنة 1965 عن خمس وثلاثين من العمر. رحمة الله رحمة واسعة المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 622
رئيس المحكمة الموقر!
لقد قرأت بعض رسائل النور واستنسخت بعضها. وبدأت بحمد الله تعالى حمداً كبيراً بالاستفادة من هذه الرسائل، اذ كان قلبي منذ البداية متعلقاً تعلقاً كبيراً بالعلم ومشتاقاًًًً له. ومع انني مرتبط بهذه الرسائل عن قرب الا انني لم اجد فيها لاتحريضاً للشعب ضد الحكومة ولادعوة لتأسيس جمعية سرية تقوم باخلال الأمن ولم اسمع من استاذي اي شئ حول دعوى المهدوية او دعوى التجديد ولا اي تحريض ضد الامن. ان الهدف الوحيد والخدمة الوحيدة لرسائل النور ولاستاذنا ولنا نحن طلبة النور هي ايفاء خدمة مقدسة للاسلام ولاسيما ايفاء خدمة مقدسة للامة التركية المسلمة من ناحية الايمان والاخلاق. لذا فمن الضروري ومن الواجب عدم التعرض لرسائل النور ولطلابها من جراء خدماتهم هذه. هذا هو هدفنا، وهذه هي غايتنا وليس شيئاً آخر، وان ايفاءنا هذه الوظائف هو في سبيل الحصول على رضى الله تعالى. ومن الطبيعي اننا لايمكن ان نؤدي هذه المهمة المقدسة في سبيل الدنيا وفي سبيل متاعها ومنافعها، ولانتنزل اصلاً لهذا. ان طلبة النور الطاهرين لايشغل قلوبهم اهداف وغايات دنيوية، لان قلوبهم مشغولة بالايمان وبامور الآخرة، لذا فانه لم يخطر ببالنا ابداً ما أتهمنا به المدعي العام من القيام بتشكيل جمعية سرية، ولانتحمل مثل هذا الاتهام.
هيئة المحكمة الموقرة!
اننا نعتقد بانكم اقتنعتم بماهية اهدافنا وغايتنا نحن طلاب النور واقتنعتم بعدم وجود اية علاقة لنا بالتهم التي اوردها المدعي العام، لذا فاننا نطلب من محكمتكم الموقرة ومن ضمائركم ان تعيدوا لنا كتبنا وتسمحوا بكونها حرة وتصدروا قراركم ببراءتنا.
خليل جالشقان
من اميرداغ
الموقوف في سجن افيون
* * *
الشعاع الرابع عشر - ص: 623
دفاع مصطفى كول 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
انني لست عضواً في جمعية سرية، كما ان استاذي بديع الزمان لم يشكل مثل هذه الجمعية، اذ قام على الدوام باعطائنا دروساً حول الحقائق القرآنية وحظر علينا وبشدة ان تكون لنا اية علاقة بالسياسة. انني فقط طالب للاستاذ الكبير سعيد النورسي، وانا متعلق به وبرسائل النور من اعماق قلبي وروحي وانا مستعد لاية عقوبة في سبيل رسائل النور وفي سبيل استاذي. لقد انقذ استاذي برسائل النور ايماني وحياتي الاخروية، فغايته تنحصر في انقاذ جميع المسلمين وجميع مواطنينا من الالحاد لكي ينالوا السعادة الابدية. لقد ظهر بوضوح في جميع المحاكم بانه لاتوجد لنا اية علاقة باي هدف سياسي، ومع ان هذه هي الحقيقة فلا نزال نقدم للمحاكم من دون سبب ومن دون وجه حق، ، ونحن نفهم من هذا انهم يريدون تحطيم وحدتنا وتساندنا، مع ان تساندنا وتعاوننا لا يهدف اية غاية دنيوية او سياسية. وكل ما في الأمر اننا نوقر استاذنا توقيراً كبيراً، لان كل من يقرأ رسائل النور يكتسب ايماناً قوياً واسلاماً قوياً وخلقاً وكمالاً عاليين.
ونحن لانملك الا ان نكنّ لاستاذنا حباً شديداً، وانا مرتبط بمثل هذا الاستاذ وبمثل طلاب رسائل النور هؤلاء بكل جوارحي، ولايمكن لهذا الارتباط ان ينفصم او ينقطع وان شنقت. اننا مع جميع اخواني ابرياء، ونحن نطالب وبكل قوتنا بحرية رسائل النور، وانا اطالب بتبرئة استاذنا الكبير وتبرئة اخواني الابرياء من طلبة النور وتبرئتي كذلك.
مصطفى كول
من اسبارطه
* * *
_____________________
1 هو من الكتاب الاوائل لرسائل النور ومن مواليد قرية "ساو" التابعة لولاية "اسبارطة" ولد سنة 1899، تعرّف بالاستاذ النورسى سنة 1942. انتقل الى رحمة الله سنة 1985.- المترجم.


الشعاع الرابع عشر - ص: 624
دفاع ابراهيم فاقازلي 1
الى محكمة "آفيون" للجنايات الكبرى:
ايها الحكام المحترمون!
ان التهمة الموجهة الينا باطلة اولاً، وتتعلق بالدنيا، فهي سياسية. ولاشك انكم - ايها الحكام المحترمون - قد عرفتم من نظرتكم الاولى لنا باننا لسنا من الذين يعملون في ميدان السياسة، ولو قام المئات من ذوي الصلاحية بتوكيد هذه التهمة السمجة والغريبة عنا، ولو كان عقلي اكبر بمئات المرات من عقلي الحالي لكان التأثير المعنوي الذي تركته لدي رسائل النور ومؤلفه الموقر كافياً لي لكي اهجر لذة السياسة الموقتة والفانية واهرب بكل كياني ووجودي الى الطريق المؤدي الى الآخرة والى الطريق المؤدي الى النجاة من جهنم. ان علاقتنا سواءً أكانت مع مؤلف رسائل النور المبجل واحترامنا له او قراءتنا لرسائل النور واستنساخها او علاقتنا وارتباطنا مع طلاب النور. . هذه العلاقات كلها علاقات اخروية، وقد اقرت محكمة "دنيزلي" للجنايات الكبرى ومحكمة التمييز العليا هذا الأمر وصادقت عليه. وان الافكار التي استلهمناها من رسائل النور تدعونا بالاّ نفرط في هذه العلاقة النورانية وألاّ نستبدلها باي عرض دنيوي ومادي. وسيبقى ايماننا هذا معنا حتى آخر لحظة من اعمارنا.
هيئة المحكمة الموقرة!
ما دمنا قد جُمعنا ها هنا بسبب هذه التهمة المذهلة، فانني ارى ان ضميري وحبي لبلدي يحتمان علي ان ابين لكم هذه الحقيقة المهمة. لقد شاهدت في اوساطنا وفي البيئة التي اعيش فيها مدى الاصلاحات الكبيرة التي انجزتها رسائل النور، وشاهد الناس هذا كذلك، ففي اثناء ما يزيد عن عشر سنوات عرف العديد من الافراد - وانا منهم - الطريق الى بيوتهم والاهتمام بعوائلهم، وتركوا الأمور الشائنة وعرفوا طعم السعادة العائلية. وآباء هؤلاء وامهاتهم يرفعون الآن ايديهم بالدعاء لمن كان السبب
_____________________
1 من مواليد سنة 1910 في ناحية "طاينو بولو" . زار الاستاذ في "قسطمونى" سنة 1941 خدم الايمان عن طريق رسائل النور ومازال على عهده في جهاده الايمانى - المترجم.

الشعاع الرابع عشر - ص: 625
لمثل هذا التحول، وتستطيعون ان تسمعوا المزيد حول هذا الامر من اهالي ولايتنا وما يجاورها. وعندما دخلت رسائل النور الى سجن "دنيزلي" كان تأثيرها في المسجونين ايجابياً جداً، ولايزال هذا التأثير الايجابي احاديث الناس. وكذلك عندما دخلت الى سجن "افيون" رأيت كل سجين اتحدث معه يدعو لطلاب النور بالخير ويذكر لي الفرق الكبير بين احوالهم السابقة واحوالهم الحالية. . هذه حقائق ملموسة وموجودة امام جميع الانظار. والحقيقة انني استغرب جداً كيف يمكن ان يقال انني اشتغل في ساحة السياسة لمجرد انني قمت بارسال خطابات محبة الى مؤلف رسائل النور المحترم؟ هذه الرسائل التي كانت مفيدة لي ولجميع ابناء جنسي من الناحية الاخلاقية والاجتماعية ومن ناحية الحياة الاخروية لكونها تفسيراً حقيقياً للقرآن الكريم، او لانني قمت بارسال رسائل محبة إسلامية ورسائل سلوان الى بعض مواطني!... وانا اقول وسط هذه الدهشة والاستغراب بانه لايمكن ان يكون هذا العمل موضع تهمة او ذنب. والاحتمال الوارد هنا هو ان اعداء القرآن الكريم - وبالتالي رسائل النور- المتخفين هم الذين نفثوا الاوهام والظنون والخوف منا، في نفوس موظفي جهاز العدل وجهاز الامن لكي يلقوا بنا في غياهب السجون، ولكن سيعرف الحكام المحترمون هذه الحقائق دون شك وسيضعون ايديهم على ضمائرهم لكي يصدروا قراراتهم العادلة التي له ثواب كبير عند الله تعالى.
وسيجعلون الامة التركية المسلمة التي تنتظر هذه القرارات بكل اهتمام في جميع ارجاء هذا الوطن. . ممتنة وشاكرة لهم.
ابراهيم فاقازلي
الموقوف في سجن افيون
* * *
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس