عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ثمرة 10 محرم 1433 هـ تفسير اية لسيدي الشيخ احمد فتح الله جامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد


يقول الله تعالى جلَّ وعلا : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) ) سورة الروم آية 30 - 32


( فَأَقِمْ وَجْهَكَ ) فاستقم واعتدل بوجه قلبك الذي فاض عليك من ربِّك تتميماً لتكميلك وتخليصاً لك عن قيود بشريَّتك وأغلال طبيعتك ، لتصل به إلى مقرِّك من التوحيد الذي جُبلتَ لأجله ( لِلدِّينِ ) النازل لك من عند ربِّك يا أكمل الرسل صلى الله عليه وسلم ، ولمن تبعك ، وإصلاحاً لشأنك وشأن متابعيك ( حَنِيفًا ) أي حال كونك مائلاً عن الأديان الباطلة والآراء الفاسدة مطلقاً . واعلم يا أكمل الرسل صلى الله عليه وسلم أنَّ ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) وصبغتَه التي صبغهم بها أصليَّةٌ جِبِلِّيَّةٌ لا تزول عنهم أصلاً ، إذ ( لَا تَبْدِيلَ ) ولا تغيير ولا تحويل ( لِخَلْقِ اللَّهِ ) الحكيم العليم ، وتقديرِه الذي قذَّره بمقتضى علمه وحكمته ، كما قال عزَّ شأنه : ( ما يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ) ق - 29
( لِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) المنزَّل عليك من ربِّك يا أكمل الرسل صلى الله عليه وسلم لوقاية الفطرية الأصلية المذكورة هو الدِّين ( الْقَيِّمُ ) والطريق الأعدل الأقوم الموصِل إلى توحيده سبحانه وتعالى على الاستقامة بلا عِوَجٍ وانحرافٍ ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ) المجبولين على الغفلة والنسيان (لَا يَعْلَمُونَ ) حقيقتَه ، ولا يفهمون استقامتَه وإيصالَه إلى التوحيد . فعليكم أيُّها المحمَّديُّون أن تتديَّنوا بدين الإسلام وتطيعوا بجمع ما فيه من أوامر الله ونواهيه
( مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ) راجين نحوه بالإخلاص التام ( وَاتَّقُوهُ ) واحذروا عن محارمه خوفاً من انتقامه بالخروج عن مقتضى حدوده ، ومع ذلك لا تقنطوا من فضله وسعة رحمته وجوده (وَ ) بالجملة ( أَقِيمُوا الصَّلَاةَ) وأديموا الميل نحوه في جميع أوقاتكم وحالاتكم سيما في الأوقات المكتوبة ، والساعات المحفوظة (وَلَا تَكُونُوا ) أيها المنيبون المتوجِّهون نحو الحقِّ المتديِّنون بدين الإسلام ( مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) المشركين معه سبحانه غيرَه في حال من الأحوال ولا تنسبوا الحوادث الكائنة في ملكه وملكوته إلى غيره من الأضلال والأسباب الهالكة المستهلَكة في شمس ذاته جلَّ وعلا ، مع كمال توحُّده واستقلاله في الوجود والتصرفات الواقعة في مظاهره مطلقاً ، وبالجملة لا تكونوا أيُّها المحمَّديُّون المتديِّنون بالدين النازل من عند الله لحفظ فطرتكم ، التي هي التوحيد الذاتي ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ) الوحدانيَّ الذي هو وقاية توحيدهم فِرَقاً مختلفة ، وابتعدوا فيه مذاهب متفاوتة متخالفة فتشعَّبوا شعباً كثيرة ( وَكَانُوا شِيَعًا ) وأحزاباً يشايع ويروِّج ( كُلُّ حِزْبٍ ) منهم ( بِمَا لَدَيْهِمْ ) وعندهم من المذهب المبتدع المستحدَث من تلقاء نفوسهم ( فَرِحُونَ ) مسرورون مدَّعون كلاً منهم حقِّيِّة ما هم عليه من الباطل الزائغ
أقول: ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) فِرُّوا من المعاصي إلى الطاعات ، قبل أن يأتي أجلنا ، نخرج من هذه الدنيا مبيضِّي الوجه بفضل الله وكرمه وبركة رسوله عليه الصلاة والسلام ، تمسَّكوا بالشريعة والسنَّة النبويَّة ، ولا تتعلَّقوا بقلوبكم بالدنيا نحن بقدرة الله جئنا إلى الدنيا ، لا نبقى فيها ، جئنا للامتحان فيها حتى نخرج منها ، خذوا بالأسباب داخل الشريعة ، اللهُ جلَّ وعلا قال لرسوله عليه الصلاة والسلام : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) المائدة -67
رسولُ الله بلَّغ عليه أفضل الصلاة والسلام ، نحن نتمسك بأمر الله جلَّ وعلا ، وكذلك نبلِّغ ونقول لكم والهادي هو الله جلَّ وعلا ، من سمع وأخذ به إن شاء الله يكون أهلَ النجاة والهداية بفضل الله جلَّ وعلا ، لا تهملوا الذكر ولا قراءة القرآن بالتدبُّر ، ولا تتركوا أحكام القرآن بالعمل والتحكيم حتى لا نكون من الذين اتّخذوا القرآنَ مهجوراً ، كما قال ربنا جلَّ وعلا : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان : 30
أنا لا أتهمكم ولا قلوبكم ولا أرواحَكم ولكنْ أتَّهمُ الهوى والطبيعة البشريَّة والأنانيَّة والحسد والكبر والعجب ... والبعد بسبب هذه الأمور عن الأخلاق الإسلامية .
اللهم احفظنا والمسلمين حتى لا ننحرف عن الاستقامة واجعلنا من الذين أمرنا ربُّنا باتباعهم ، قال جلَّ وعلا : ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) لقمان : 15
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم والحمدلله رب العالمين.




هذا ما أملاه العارف بالله المربي سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية حفظه الله تعالى ونفعنا به


يوم الإثنين
10 / محرم / 1433ه
5 / كانون الأول 2011 م
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 01-17-2012 الساعة 01:16 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس