عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2009
  #20
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين

"فأَهْلُ الجَنّة ــــ جَعلنا اللَّهُ مِنهم ــــ كُلّهم علىٰ صُورةِ اسْمِه [ ] لإكرامِه عندَ رَبّه، فيها يُنَعَّمُون؛ وأهلُ النّار ــــ أَعاذَنا اللَّه منها ــــ تُمْسَخُ مِنهم تلكَ الصُّورةُ حَفْظاً لها من الإهانَة، فبعدَ زَوالها يُعَذَّبُون.


فتذكَّرُوا ــــ رَحِمَكُم اللَّهُ، وزادَنِي وإيّاكم حُبّاً في حَبيبِ اللَّهِ ــــ أسرار مَولانا جلَّ جلالُه في حَبِيبه. وأَظْهِرُوا حُبَّهُ بِكَثْرَةِ الصَّلاةِ عَليه يُدْخِلْكُم يَوْمَ القِيامةِ تحتَ ظِلّ عَرْشِه وظَليله.


هذا الاسمُ الكريمُ شرَفُه وبركتُه وكرمُه ورحمتُه تابعةٌ لِمُسَمّاه؛ فكَما أنّ مُسَمّاه ببركتِه ورحمتِه وشرفِه أَنارَ اللَّهُ جميعَ الكائناتِ، فكَذٰلكَ اسْمُه ببركتهِ وشَرَفِه أَظهرَ اللَّهُ في العالَمِ كُلِّه البَركات.


وقد أكثَر الغَّواصُون في بحارِ مَحبْتهِ، المُشتاقون إِلىٰ سَماع لَفْظهِ ورُؤيته، في إظهارِ ما كَمَنَ وخَفِيَ في هٰذا الاسممِ العَظيممِ من الأسْرارِ، وما اسْتَتر في طيِّ أَحْرُفهِ ما فيهِ للعَالَمين اعْتِبار.


فَشَمَّرُوا عن سَاققِ جِدّهم، وبالَغُوا في الغَوْصِ حَتّىٰ خَرجُوا عن حَدّهِم، وشَرِبُوا من مَاءِ المَحبّةِ عَلىٰ قَدْرِهم، وأَلَّفُوا التّواليفَ العَظيمةَ الشان، والرَّفيعةَ المَكانِ، ومَع هٰذا ما ظهرَ لهم بعد الفُتوح إِلا نُقطَةٌ من سِرّ أَسرار اسم الحَبيب، وما أُشير لَهُم إلاّ برَمْزَةٍ فَهِمَها منهمُ الفَائِقُ النُّجِيب، وما خَفِي من كُنوزِ أسرارِه لا يُحيط به إلاّ واهِبُه الخَبير الرّقيب.


فمن فضائِل هٰذا الاسم وشَرفِه أن اللَّهَ سبحانه وتعالى خلق من أَنبيائِه مِئةَ أَلْففِ (13أ) نبيّ وأربعةً وعشرين ألف نبيِّ، وأرسل منهم إلىٰ خلقه لبيان الطريقة، وتحقيق الحقيقة، ثلاث مئة نبيَ وأربعةَ عشر نبياً، فكان واسطةَ عقد الرّسل والأَنبياء وإمامَهم، والذي اختاره اللَّهُ منهم، وجمَع فيه أَفعالَهم الكريمةَ وأخلاقهم.


يُروىٰ أن أمَّهُ آمنةَ لما وضعته عليه الصلاة والسّلام رأت خوارق عوائد، واعتناءً من أهل سحابةً عظيمة، وسمعتُ صوتاً يقول حين رفَعُوه عني:

أَعْطُوا محمداً أَخلاقَ الأَنبياء، واجْمَعُوها له، ومن إبراهيم حِلْمَه، ومن إسماعيل كلامَه، ومن داوود صَوته، ومن أيّوب صَبْرَه، ومن عيسىٰ زُهده، ومن نوح شُكرَه، ومن موسىٰ قوّته، ومن يوسف حُسْنَه، وخَذوا له من جميغ أنبياءِ الله ورُسله الكرام صفاتهم الكريمةَ، وأَخلاقَهم العظيمة.


فانظروا هٰذا الشّرفَ ــــ رحمكم الله ــــ هل بعده شرف؟ وتأملوا هذه الخَصِيصة من اللَّه تعالىٰ. هل نالها أو ينالُها أحد من المخلوقين بماللٍ وتَرَف؟ بل الواهب العالم بخفيّات الأَمور عَلِمُ أنَّ عِزّه وسعوده لا يَنْعَقِدُ على الكمال إلاّ لإنسانِ عينِ الأكوان، وحبيب الكبير المُتَعال.


فلما أنْ جمعَ تعالىٰ فيه ما افترق من صِفات الكمال، وجعله في أشرَقف خَلْقِه أَكملِ كمالِ الرِّجال، وكانت صفاتُهم كلُّها كاملةً مكمّلة مانِعة، واشتركوا كلّهم في الصِّفات الحسنة الجامعة، واخْتَصِّ كلَّ واحدٍ منهم بزيادّةِ حسنةٍ فيه نيرّةٍ لامعةٍ ساطعة؛ فبلغَتْ تلكَ الصّفاتُ تمامَها، وتزخرفت ونشرت أعلامها، وسَكَنَتْ في تاج الموجودات وإمامها، وجَعل الله تعالىٰ ذلك علامةً للمحبّين، علىٰ اجتماع تلك الصّفة في سيّد المُرسلين؛ محمّد تنبيهاً عند ذِكر اسمهِ علىٰ فضلِه عند (13ب) الغافلين؛ لأنّك إذا جَمْعتَ عدد حروفه بَعدِّ (أَبْجَد)، تَجِدُ مجموعَها ثلاث مئة وأربعة عشر علىٰ عدد المُرسلين من أنبيائِه الكرام الطّاهرين المكرّمين الأَعلام.


ففيه إشارةٌ إلىٰ أنَّ صفات الكاملين ــــ وإنْ تَفَرَّقَتْ في أْصفيائه، ورُسله وأَنبيائه ــــ فقد جُمِعَتْ في أكمل المخلوقاتا من أَحبّائه." اهـ


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس