عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #30
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"وتمر السنوات بالشيخ وهو في علمه مطمئن البال آمن السرب يدرس ويخطب ويكتب.. ولكن قارعة تنزل، فتنتزل الشيخ من كل هذا..فقد انتشرت في القاهرة اخبار غزوة صليبية تتجه الى دمياط بقيادة لويس التاسع. فوقف الشيخ تاركا كل أعماله ليدعو كل أفراد الأمة الى الجهاد.


ولم يعد صوت يرتفع من على منابر المساجد إلا بالدعوة الى الجهاد.. وهجر الشيوخ كتبهم وحلقاتهم وذهبوا جميعا الى دمياط للاشتراك في الجهاد المقدس وانتقل السلطان الى المنصورة ليكون قريبا من ميدان المعركة.. وزحف الفرنج الى المنصورة وهناك انتصر المصريون على الصليبيين الفرنج واسروا قائدهم لويس التاسع ملك فرنسا.


ومات السلطان في المنصورة ثم تولى مكانه ابن طوران شاه، فقتله مماليك أبيه حرقا وغرقا. وتولت شجر الدر، وقتلت، وتوالى أمراء المماليك بعد سقوط بني أيوب كل يقتل صاحبه ويتولى مكانه!


وعاد الشيخ الى القاهرة وعاد الشيوخ الى حلقاتهم والجميع يطالبون ملوك المسلمين في كل البلاد بأن يتحدوا ليواجهوا خطر الفرنج وخطر التتار، ولكن بلا جدوى! فما كان يشغل الملوك المسلمين غير زهو السلطان وأبهة الملك!


وذات صباح روعت الدنيا باستيلاء التتار على بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وألقوا بمكتبها العامرة في ماء دجلة لتختلط الكتب بأشلاء العلماء والفقهاء وآلاف الضحايا الذين قتلهم التتار في وحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلا من قبل.


ومن جديد يطلق لشيخ عز الدين صيحته الى الملوك والأمراء العرب والمسلمين ان يتفقوا فما استباح التتار أرضهم وأعراضهم في العراق إلا لأنهم تفرقوا..!


وهبت النداءات المخلصة أدراج الرياح.. فزحف التتار الى الشام واستولوا على حلب في طريقهم الى مصر!


وكان السلطان قطز على عرش مصر، فجمع الأمراء والأعيان والعلماء ليتشاوروا في أمر غزو التتار. ورأى قطز أن الحرب تقتضي مالا كثيرا وخزانة الدولة خاوية، فلابد من فرض ضرائب جديدة على الرعية لتجهيز جيش قوي يصد زحف التتار.


ووافق الأمراء المماليك على فرض ضرائب جديدة. إلا أن العز ابن عبد السلام قال: «إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم. وجاز أن لا يبقى في بيت المال شيء من السلاح والسروج الذهبية والفضية والمزركشات... وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص «أحزمة الخيل» الذهبية وآلالات الفضية. ويقتصر كل الجند على سلاحه، ومركوبه ويتساووا هم والعامة.. واما أخذ الأموال من العامة مع إبقاء الأموال والآلات الفاخرة في أيدي الجند، فلا».


واقتنع السلطان بهذا الكلام فكان الأمر كما قال الشيخ، ولم يقرر السلطان ضرائب جديدة، وبيت الأشياء الثمينة التي يمتلكها الأمراء والجند المماليك وجهز بثمنها جيشا ضخما." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس