عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2010
  #113
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية




هو الذي خلق الخلق، وساق إليهم الأقوات، وأوصل إليهم الضروريات والكماليات (1) .
والأقوات قسمان: قوت الأشباح، وقوت الأرواح.
فقوت الأشباح: هو غذاؤها المحسوس.
وقوت الأرواح: هو الحي القدُّوس.
فإن أتى إليك الغذاء فاشهد "المقيت" الواسع، ولا تحجب عن السِّرِّ العلي.

ومتى عشقت روحك "المقيت" فنيت في أنواره، واجتهدت في أذكاره، فتأكل الطعام، ويتجلَّى لك واسع الإكرام، فتغيب في أنواره عن الأكوان، وتحظى منه بالسرِّ المصان. وعند ذلك يجعلك الحق خزانةً للعباد، ويسوق على يديك الأرزاق، فتعلِّم الناس العلوم، وتدلُّهم على الحي القيوم (2) .


الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... خلقت الأقوات كالستائر، وأودعت فيها الآيات للقلوب والبصائر، أنت المقيت والقوت سبب، وأنت المغيث لمن لجنابك طلب، اكشف عن بصيرتي حجب المظاهر، حتى آخذ القوت على يديك يا قادر، وسهِّل لروحي قوتها من الحب والشهود، بمحض الفضل والجود. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
". " اهـ

(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "الحَسِيبُ جَلَّ جلالُهُ... )


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(1) : وذكر الرازي أن المشايخ يقولون : المقيت من شهد النجوى فأجاب ، وعلم البلوى فكشف واستجاب.

وقد فرَّق العلماء بين اسم (المقيت) وبين اسم (الرزاق)، فقالوا: إن المقيت هو خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه - كما يذكر حجة الإسلام رضي الله عنه - ، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت، والقوت ما يكتفي به قوام البدن، وإما أن يكون بمعنى المستولي على الشيء القادر عليه، والاستيلاء يتم بالقدرة والعلم، وعليه قوله تعالى: { وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا } ، أي مطَّلعاً قادراً، فيكون معناه راجعاً إلى القدرة والعلم، ويكون وصفه بالمقيت أتم من وصفه بالقادر وحده، لأنه دالٌّ على اجتماع المعنيين ، وبهذا يخرج هذا الاسم عن الترادف.

(2) : ومن أدب العبد مع اسم " المقيت" ألاّ يقبل إلا الحلال الطيب، ليرتفع عند الله ذكره، ويعظم أجره.

روي أن سفيان الثوري - رضي الله تعالى عنه ونفعنا بمحبته - كان يتحرى الحلال من الرزق، حتى كان أولاده يقاسون أنواع الفقر، فجاءه رجل بصرة مال وقال له: إن هذا مال حلال، ورجاه أن يقبله، فقبله سفيان، وبعد قليل رد المال إلى صاحبه، فقال أحد أبناء سفيان لأبيه: أليس لك أولاد في حاجة إلى هذا المال؟ فقال له سفيان: أتريد أن تأكل وتتنعم، وأبوك يُسألُ يوم القيامة !!؟. فهكذا أخلاق من تخلق بأخلاق الله تعالى يعمل جهده ليكون مظهراً من مظاهر الحق تعالى في كل اسم من أسمائه، واعلم يا أخي أن هذا الأمر لا بد له من السلوك على يد شيخ تربية عالم عارف صالح تقي نقي، وإلا فالنجوم أقرب إليه من الوصول إلى هذا فاعمل يا أخي جهدك في الوصول إلى أهل الله والسلوك على يديهم ليخلوك من كل خلق ذميم، ويحلُّوك بكل خلق حميد كريم ، أخذ الله بيدنا ويديك إلى ما يحبه ويرضاه، وجمعنا سبحانه بأهله والعارفين به، ووفقنا وإياك للعمل بما جاء في هذا الكتاب بجاه مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس