عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2010
  #114
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الحَسِيبُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الكافي الذي منه كفاية العباد، وهو السيد الذي عليه الاعتماد، وليس في الوجود حسيبٌ سواه، وكلُّهم في ظلِّ حماه، وقد قال الله تعالى لنبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليمات: { فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْت } (1) .

وكان دعاء الصحابة: " حسبنا الله ونعم الوكيل" (2) .

ومن معاني "الحسيب": هو الذي يحاسب على جميع الأنفاس والخطرات، ويراقب دقائق الأمور والخفيات (3) .

ومن معنى "الحسيب": هو الذي انتهى إليه كل شرف في الوجود، وإلى جنابه كل مجدٍ يعود (4) .

ومتى راقبت معنى"الحسيب" وتجلَّى لك نور القريب، لاح في قلبك نورٌ فتحاسب نفسك على تقصيرها في الطاعة، وتذكِّرها بالحساب وهو القيامة، وتلزمها القناعة، وتحاسب الجوارح على التقصير والعصيان، وتوقفها عن الظلم والطغيان ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الكافي لمن ركن إليك، القدير المتكفل بكل من توكل عليك؛ أنت أسرع الحاسبين، وغوث الطالبين، أشهدني نور اسمك " الحسيب، حتى أتحلى بالسرِّ العجيب، فأحاسب نفسي قبل أن أُحَاسَب، وأطالبها بالقيام بالواجب قبل أن أُطالَب، وحققنا بسر قولك: { حسبنا الله ونعم الوكيل }. واجعلني ممن اهتدى سواء السبيل، وخلِّقني بمعنى اسمك "الحسيب" فأقوم لإخواني بحوائجهم من بعيد وقريب، حتى أتحقق بالشرف والحسب، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
. " اهـ


(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "الجَلِيلُ جَلَّ جَلالُهُ... )


(1) : سورة التوبة – الآية 128.

(2) : روى الترمذي في جامعه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قَالَ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَكَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الاْذْنَ مَتَى يُؤمَرُ بِالنّفْخِ فَيَنْفُخَ، فَكَأَنّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: قُولُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ عَلَى الله تَوَكّلْنَا". قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ هَذَا الْحَدِيثُ عنْ عَطِيّةَ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.

(3) : وقيل: هو الذي إذا رفعت إليه الحوائج قضاها، وإذا حكم بقضية أبرمها وأمضاها. وقيل: هو الذي يعد عليك أنفاسك، ويصرف بفضله عنك باسك.

(4) : فعلى هذا الحسب لله بمعنى أن صفات المجد والشرف ونعوت الكمال والجلال والجمال ليست في الحقيقة إلا له.

(5) : ومن عرف أنه سبحانه " الحسيب"، عظّمه لكمال وصفه، ثم حاسب نفسه قبل محاسبته إياه. ومن علم أنه سبحانه وتعالى كافيه لا يستوحش من إعراض الخلق، ولا يستأنس بقبولهم، ثقةً بأن الذي قسم له لا يفوته وإن أعرضوا، والذي لم يقسم له لا يصل إليه وإن أقبلوا، فإذا دام على هذه الحالة فعن قريب يرضيه مولاه بما يختار له فيؤثر بعد ذلك العدم على الوجود، والفقر على الغنى، ويستريح ويستأنس بعدم الأسباب أكثر مما يستريح ويستأنس أبناء الدنيا بوجود الأغراض والأسباب.

والتعلق بهذا الاسم: بالالتجاء إليه سبحانه في صرف الغفلة عنه، حتى ينتبه لحساب نفسه قبل الحساب، لقوله عليه الصلاة والسلام: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )، وأن يكفيه ما أهمه في جميع الأحوال قائلاً: يا حسيب استعملني بالمحاسبة قبل الحساب والسؤال، وكن حسيبي في جميع الأحوال.

والتخلق به: أن تكون حسيب نفسك، مراقباً لها، وباحثاً عن عيوبها، متهماً لها في جميع الأوقات، ومسيء الظن بها في كل الحالات، وأن تثق بكفايته، وتكتفي بكفالته. قال تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي: كافيه، ومن كفاه مولاه كيف يلتفت إلى سواه ؟.

والتحقق به: يحصل بتمكين المراقبة من قلبه، والرسوخ فيها، فحينئذ يكون حسيب نفسه على الدوام، أو بتمكين المشاهدة فيكتفي بعلم الحال عن الطلب والسؤال، والله تعالى أعلم. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس