بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين, الذي تنزه عن الأشباه والنظائر وحارت دون إدراك جلاله الأحداق ودهشت في مجلى جماله النواظر
اللّهمّ صل وسلم وبارك وأنعم وتكرم على حبيبنا ونبينا وقدوتنا ووسيلتنا إلى ربنّا سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

الشهر القمري إما أن يكون ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين يوما, وتحري هلال رمضان فرض كفاية على المسلمين ليلة الثلاثين من شعبان وكذا تحري رؤية هلال شوال ليلة الثلاثين من رمضان.
قال صاحب اللباب: (ومن رأى هلال رمضان وحده صام وإن لم يقبل الإمام شهادته) لأنه متعبد بما علمه, وإن أفطر فعليه القضاء دون الكفارة لشبهة الرد.
ويقبل القاضي في رؤية هلال رمضان إذا كانت السماء صاحية, شهادة رجال ونساء يقع في قلب القاضي صحة ما شهدوا به وله أن يكتفي بشهادة اثنين عدلين ويقبل فيها شهادة الواحد العدل رجلا كان أو امرأة إذا كان بالسماء علة من غيم وضباب وغبار -عجاج-, ولا يقبل القاضي الخروج من الصوم –أي في هلال شوال- إذا كان في السماء علة شهادة الواحد بل لابد من رجلين أو رجل وامرأتين تمام نصاب الشهادة.
أما إذا كانت السماء صاحية فلابد من شهادة جماعة يقع العلم والتصديق عند القاضي بشهادتهم.

وأمر الدخول في شهر ذي الحجة كأمر الخروج من الصوم –أي يثبت بشاهدين عدلين-.

وإذا رؤي الهلال لصوم –أو للإفطار- في بلد وجب على سائر البلدان الإسلامية المتقاربة المتابعة في الصوم والإفطار-خلافا لسيدنا الإمام الشافعي الذي يقول بتعدد لمطالع-.

ملاحظة
قال الشيخ الغنيمي في اللباب: (قبل الإمام شهادة الواحد العدل) وهو أي العدل الذي غلبت حسناته سيئاته, والمستور في الصحيح كما في التجنيس والبزازية, قال الكمال-بن الهمام- وبه أخذ شمس الأئمة الحلواني, وفيه خلاف طريف فليراجع في موضعه.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا أن نتصف بصفات عباده الصالحين, وأن نتخلق بأخلاق سيد المرسلين سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم. آمين. والحمد لله ربّ العالمين, ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم, وصلى الله وسلم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.