الموضوع: جبل البشر
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي جبل البشر






عباس طبال

جبــل البشـــــرِ .... خـالد بن الوليد يهاجم تغلـب في البشـرِ

مـاأن تسلـَّم خالد ( رضي الله عنه) – وكان في العراق مع سعد بن أبي وقاص - رسالة أبي بكر _ رضي الله عنه – التي يأمره فيها بالمسير إلى الشام واليا مكان أبي عبيدة بن الجراح ،حتى سار بمن معه، فأخذ على السماوة حتى انتهى إلى قراقر، ولايفصلهما سوى خمس ليال في مفازة ( صحراء مهلكة لا ماء فيها ولا معالم يهتدي بها عابرها ) فلم يعرف خالد معالم الطريق ،فدُلَّ على رافع بن عميرة الطائي الذي كان عالما بالصحارى دليلا خريتا ( عالما ) بمسالكها ، أشار على خالد بترك الأثقال ،لكنّ خالدا كره أن يخلف أحدا فقال رافع لخالد :
والله إن الراكب المنفرد ليخافها على نفسه ، وما يسلكها إلا مغرور مخاطر بنفسه ، لكن خالدا أصرَّ على المضي قدما في قطع المفازة 0 فوضع رافع خطة لذلك ،فأحضر عشرين جزورا سمانا عطـَّشـّهُـنَّ بشدَّة ثم سقاهنَّ بعد ذلك ، وكعم أفواههن حتى لئلا تجترَّ ، وتزوَّد الجيش بالماء ، فكانوا ينحرون أربعا من تلك الجزر ، يتغذون بلحومها ويسقون دوابهم من الماء الذي في بطونها ،وبعد خمسة أيام من المسير لم يعد لديهم ماء ، فوقعوا في مأزق ، ولولا خبرة رافع بالصحراء ومواطن الماء بها لهلكوا ،فقال الراجز:
لـِلـَّـه درُّ رافـــع أنـَّـى اهـتـــدى
فــوَّز مـن قـراقِـر إلـى سـوى
أرضـًا إذا سـار بها الجيش بكى
مـا سارها قبلك من إنس أرى
وبعد أن استقى جيش خالد من البئر التي دلـَّهم عليها رافع, سار قاصدا للمصَيَّخ ( مصَيَّخ بني البرشاء ) ، نزل الجناب ، فالبردان ، فالحني 0واستقل من الحني، فلماَّ كان تلك الساعة من ليلة الموعد ،اتفقوا جميعا بالمصيخ ، فأغاروا على الهذيل ومن آوى معه ، وهم نائمون ، فقتلوهم ، وأفلت الهذيل 000 وقد كان حرقوص بن النعمان قد محضهم النصح وأجـاد ، فلم ينتفعوا به ، إذ قال لهم قبل الغارة :
ألا عـلـلاني قـبل جيـش أبـي بـكر
لـعــلَّ مـنـايانـا قـريـبٌ ولا نـدري
ألا عـلـلانـي بـالـزجـاج وكــرِّرا
عـلـيَّ كمـيت اللـون صافية تجري
أظـنُّ خـيـول الـمسلـمـين وخالـدا
سـيطـرقكـم قـبـل الصباح من البشر
فـهـل لكـم في السـير قبـل قتـالهـم
وقبل خـروج المعصرات من الخدر
قال ابن قتيبة : ولمـَّا مرَّ خالد بموضع يقال له : البشـرِ ،طلع على قوم يشربون وبين أيديهم جفنة وأحدهم يتغنـَّى 00 فلما فرغ من قوله شدَّ عليه رجل من المسلمين بالسيف فضرب عنقه فإذا رأسه بالجفنة ، ثمَّ أقبل على أهل البشر فقتل منهم وأصاب من أموالهم 000
ومن المعروف أن البشر من مساكن تغلب في الجاهلية والإسلام 0 لم يسمِّ ابن قتيبة الأرض التي قتِل بها حرقوص 0 وسمَّاها ابن جرير مصيَّخ بني البرشاء 0
ويعود ذلك إلى أن ابن قتيبة تحدَّث عن التفويز وابن جرير عن الوقعة ومكانها
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس