عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #43
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

معرفة الذات الأحدية والأسماء ( 1 )




حضرة الذات في غيوب الغيوب = في بطون عن واصلٍ محبوب
فوق أسمائها وفوق صفات = فوق قدر الأرواح ، فوق القلوب
هي في الطَّمس والعماء تعالت = عن إشارات سابق ومنيبِ
آمن المرسلون بالغيب منها = سلم الأصفياء بالترحيبِ
ثمَّ للذات حضرةٌ تتجلَّى = بألوهيةٍ لفردٍ قريبِ
حضرةٌ حيَّرتْ عقول البرايا = جمعت ضدَّين باقتدارٍ عجيبِ
يظهر الحقُّ، يظهر الخلقُ فيها = طلعت شمسها بغير غروبِ
يتراءى عبدٌ ذليلٌ ضعيفٌ =يتجلَّى القوي للمطلوبِ
هي شمسٌ تمحو ظلام المباني = تتراءى أسماؤها للحبيبِ
ثُم لله حضرةٌ تتجلَّى =وهو رحمنٌ فوق عرش القلوبِ
تشمل الرحمةُ العوالم حقاً =لمطيعٍ تعمُّ أهل الذنوبِ
ثُمَّ لله حضرةٌ تتجلَّى =وهو ربُّ العباد ماحي الكروبِ
يظهر العبد بالخلافة عنه =ويطيع الورى لعبد نجيبِ
إن تجلَّى بحضرة العزِّ ذابت =من جلال المقام أهل القلوبِ
أو تجلَّى بحضرة اللطف هامت =أنفس المغرمين بالمحبوبِ
إن تجلَّى "الرحيمُ" أحيا البرايا =راحمُ الكلِّ ساتر العيوبِ
أو تجلَّى "القهَّار" ذلَّت خشوعاً =أنفس الأنبياء في ترهيبِ
أو تجلَّى "الكريم" طمأَنَ قلباً =نال أمناً وهام في ترغيبِ
أو تجلَّى "السَّتّار" جلَّ تعالى =ستر العبدَ من جميع الذنوبِ
حضرات الجمال (2)‏ تُحيي وتبقي =تتجلَّى لكلِّ صَبٍّ أديبِ
حضرات الجلال (3) ‏ تمحو وتُفني =تجعل الطفل عندها في المشيبِ
حضرات الكمال ميراثُ طه (4)‏ =بين خوفٍ وبين أمنٍ عجيبِ
فتوسَّط في السير فالدين يسرٌ =وتهنَّى بخالص المشروبِ
واعرف الله في جميع التجلَّي =وتحلَّ منه بخيرِ نصيبِ
إن عرفتَ "الودودَ" يعطيك فضلاً =فاعرف"العدل" في حساب "الحسيب
إن عرفت"الغفَّار" للذنب فاعرف =شدَّة"الحقِّ" عند كشف الغيوبِ
يتجلَّى بالعطف فينا ينادي: =رحمتي واسعه لأهل الخطوبِ
يتجلَّى بالكبرياء ينادي =يا عبادي ! لا تأمنوا تعذيبي
إنَّ مكري فوق العقول خفيٌّ =فلهذا يخشاه كل لبيبِ
فاطلب الذات فهي منها إليها =كلُّ أسمائها بغير غروبِ
إن أسماءها تجلَّت حناناً =لك يا عبدُ وهي غيب الغيوبِ
كن مع الذات، وحِّدِ الله وانهج =سُنَّةَ المصطفى بصدرٍ رحيبِ
عُرِضَ الملك والكنوزُ عليه (5) =طرحَ الكُلَّ مقبلاً للرقيبِ
هو عبدٌ للذَّات وهو مرادٌ =وهو كنـزٌ فالزم طريق الحبيبِ


اقتباس:============================= الحاشية =====================

(1) ‎ ‎‏: وهي قصيدة من نظم المؤلف رضي الله تعالى عنه وأرضاه.‏


(2) ‎ ‎‏: وذلك بمشاهدة القلوب بالأنوار والسرور، والألطاف، والكلام اللذيذ، والحديث ‏الأنيس، والبشارة بالمواهب الجسام، والمنازل العالية، والقرب منه عز وجل. ‏


(3) ‎ ‎‏: والجلال نعت إلهي يعطي في القلوب هيبة وتعظيماً وبه ظهر اسم الجليل، وحكم هذا ‏الاسم من أعجب الأحكام، فإن له حكم { ليس كمثله شيء }، {;سبحان ربك رب ‏العزة } ;‏.فمن حضرة الجلال ظهرت الألوهة وعجز الخلق عن المعرفة بها، ومن هذا ‏الاسم يعلم سر الخلق في الأرض لما فيهم من نسبة الباطن وجهرهم لما فيهم من نسبة ‏الظاهر، لارتفاعهم عن تأثير الأركان، فكل عظيم فهو جليل، وكل حقير فهو جليل، ‏فهو من الأضداد. قيل لأبي سعيد الخرَّاز - رضي الله عنه - : بم عرفت الله؟. فقال: ‏بجمعه بين الضدَّين قائلاً:‏‎ {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِن }. يعني من عين == ‏واحدة، وفي عين واحدة. ذكره سيدي محيي الدين بن عربي - رضي الله عنه - في ‏الفتوحات 4/251.‏


(4) ‎ ‎‏: سيدي وسيد الكائنات، حبيب الحق ومنقذ الخلق محمد بن عبد الله - صلى الله عليه ‏وآله وسلم - عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ‏ذكره الغافلون.‏


(5) ‎ ‎‏: الضمير هنا عائد على حضرة النبي سيدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم أن ‏عرضت عليه قريش أن يكون ملكاً عليها، مقابل أن يعود عن دعوته التي أرسله الله ‏بها!. فأبى عليهم وقال لعمه أبي طالب : والله يا عمِّ! لو وضعوا الشمس في يميني ، ‏والقمر في يساري على أن أدع هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه. " اهـ172



(يتبع إن شاء الله تعالى.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس