عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2009
  #1
محمّد راشد
رحمه الله
 الصورة الرمزية محمّد راشد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 16
محمّد راشد is on a distinguished road
افتراضي الاعتكاف مع المرشد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين, وأفضل الصلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

انقضى رمضان, وأكرم الله بعض أحبابنا بالاعتكاف مع جناب سيدنا الشيخ أحمد الجامي حفظه الله.

وأحب أن أهنئ اخونا أبو عبد الله وغيره من الأحباب, الذين فازوا بهذه اللحظات من العمر قضوها مع المرشد, ينهلون من فيوضاته ويملون العين والقلب من رؤياه.

سمعت من بعضهم تعليقات لطيفة تتحدث عن الحال التي عاشوها خلال أيام الاعتكاف, فأحببت أن أشارككم بها:

قال أحد الأحباب وهو أحد طلاب العلم:
لقد التقيت بكثير من العلماء والمشايخ,زرتهم في بيوتهم الشيخ فلان والشيخ فلان –وعد أسماءً-, لكن لم أر أحدا يتمثل السنة النبوية كما يتمثلها سيدنا الشيخ, ولم أرها حية في رجل كما هي في المرشد, تصوروا يا أحباب, نحن في القرن الواحد والعشرين, وتركيا أم المياه, نافورة ماء عذب تتدفق باستمرار, ونحن في القرن الواحد والعشرين وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه,وسيدنا الشيخ لا يزال يستعمل الابريق للاستنجاء والوضوء, متمثلا سنته صلى الله عليه وسلم. اهـ كلامه بمعناه

وآخر يقول:
اثنان من الأحباب مختلفين, وسيدنا الشيخ وبعض الأحباب يجلسون ليصلحوا بينهما,ولشدة اعتذار أحدهما بكى سيدنا الشيخ فكان أن انطلق أحد المنشدين بقصيدة فبكى الحاضرون.
يقول المتحدث: آباؤنا لا يهتمون اذا اختلفنا مع اخوتنا في البيت الواحد ولا يحفلون, أما هنا فأناس من شتى الأصقاع والبلاد يبكون لأن فلانا وفلانا متخاصمين, وعندنا يختلف الأولاد ويصلون إلى الخصام ولا يحفل الأباء بذلك, هذا حال الأب وصدق الأب مع الله انعكس على أولاده.

فعلق أحد الحاضرين: والله لو ربينا أولادنا منذ الصغر على ما يربي عليه سيدنا الشيخ الأحباب, وان اختلفوا عقدنا مجلس صلح بينهم لتصفو القلوب كما يفعل المرشد, لوجدنا ثمرة ذلك.


وسيدنا الشيخ لا يتحدث كثيرا عن الأحوال والكرامات ولا عن ذوقيات الصوفية, وكثيرا ما يردد: تمسكوا بالشرع الشريف, تمسكوا بالسنة السنية, اقرؤوا القرآن بتدبر, اذكروا كثيرا...

ولا يفتأ يكررها على الأحباب, فكأن همه هو نجاة البشر من غضب الله –لا المقامات ولا الأنوار ولا الكشوفات- فكأنه يأخذ بحجزنا من النار.
لا يهم إن رأيت العرش أو اطلعت على الغيب, المهم أن تصحح اعتقادك وتعمل بمقتضاه لعلك أن تنال رضا الله وتنجو بفضل الله وكرمه يوم يقوم الناس لرب العالمين.
وهذه الشفقة على العباد وهذا النهج إنما يدل على أنه وراث حقيقي كامل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا أقدر أن أزيد على هذا فلست أعرف أوأفهم منه غير هذا.


لعل قائلا أن يقول: لا طائل تحت هذا الكلام, فمدحك لن يزيده, وذمك لن ينقصه.

أقول: أصبت كبد الحقيقة بكلامك هذا, ولكن فيما أتحدث عنه فوائد:

الأولى: أننا نستبشر ونفرح أن لازال في هذه الأمة أناس يعيشون متمثلين سنة سيدنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما تمثلها الصحابة.
الثانية: تزداد ثقتنا بأننا تحت ظل وارث حقيقي من ورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم, نسلك معه طريق صحيحا للوصول إلى الله.
الثالثة: نفرح بذكر هذا الرجل الصالح, فلعل الله أن يثبتنا معه على هذا الطريق المبارك, وأن يوفقنا لا تباع سيدنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
رابعا: لعلنا أن نتأمل في أحوال هذا الرجل, فنقتدي به حق الاقتداء, فكفانا بطالة وكسلا.
والله الفقير لست صادقا في سلوكي مع سيدنا الشيخ, ولو كنت صادقا لما حفلت بصدقي معه ومحبتي له بل بكرمه وشفقته وقبوله لأمثالي, فهذه ذخيرتي في سلوكي, وأسأل الله عزّ وجلّ أن يثبتني والأحباب ولا يفتننا.

راشد

التعديل الأخير تم بواسطة محمّد راشد ; 09-28-2009 الساعة 12:20 PM
محمّد راشد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس