عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2010
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب مصطلحات القوم

6- توارد الإمداد:
في اللغة: توارد القوم إلى المكان: حضروا الواحد بعد الآخر , وتواردوا الماء: وردوه معاً , وتوارد الشاعران: اتفقا في إيراد المعنى الواحد بلفظٍ واحد من غير أخذٍ ولا سماع , والإمداد تأخير الأجل , وأن تنصر الأجناد بجماعة غيرك , والإعطاء والإغاثة , ويقال في الشرّ مددته , وفي الخير أمددته , وأن تعطي الكاتب مدَّة (استمداداً) من الدواة للقلم

وفي اصطلاح أهل الحقيقة:
هو تتابع وصول كل ما يحتاج إليه الممكن في وجوده على الولاء حتى يبقى
, فإن الحق يُمدّه من النَفَس الرحماني بالوجود, والغذاء والنّفَس , والهواء .
جاء في حزب الهمزة:
بتواردالإمداد رب أمدّنا
بالفيضواجعلنا من الخُلصاء
واجريعلى يده الصواب
ومُدّهمع تابعيه إلهنا بهُداء

وجاء في حزب السيف: (وبمددك الوافر وفيضك العميم توجني بتاج عظمتك)، (فلغير سخاء عطاء مدد جود كرمك لا تكلني)، (وحُفّنا بمدد رعايتك)

7- الجذب:
الجذب في اللغة ضدّ الدفع , وجذبَ المهر عن أمه: فطمه .
و
في اصطلاح أهل الحقيقة هو تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهيّة المهيّئة له كل ما يحتاج إليه في طيّ المنازل إلي الحق بلا كلفةٍ وسعيٍ منه
. قال الطوسي: (فأما جذب الأرواح وسمو القلوب , ومشاهدة الأسرار والمناجاة والمخاطبة وما يشاكل ذلك , فإن أكثر ذلك عبارات تُعبّر عن التوفيق والعناية, وما يبدو على القلوب من أنوار الهداية على مقدار قرب الرجل وبعده , وصدقه وصفائه في وجده). قال أبو سعيد الخرّاز"إن الله تعالى جذب أرواح أوليائه إليه , ولذذها بذكره والوصول إلى قربه , وعجّل لأبدانهم التلذذ بكل شيء , فعيش أبدانهم عيش الحيوانيين, وعيش أرواحهم عيش الربانيين". وقال الواسطي رحمه الله"إنما أشهدهم ألطافة التي بها جذب سرائرهم إلى نفسه"وقال:"إذا جذب الأرواح عن الأشباح , ثبّت الأشباح مع العقول والصفات , لأنه حجبها بشرط العقول, وأيسهم أن يكون لهم شيء من غير سرائرهم بقوله تعالى"قل بفضل الله" .

جاء في حزب السيف: (اللهم جذبة من جذباتك تكشف حجاب الوهم عن عين اليقين).
وجاء في حزب الهمزة:
بالجذبثم بأهله اسق الفتى
من فيضسرّ قد سما ببهاء
وجاء في ورد السحر: (نسألك بأهل عنايتك الذين اختطفتهم يدُ جذباتك)،

وجاء في المنبهجة:
وبسرالقرب كذاك الحبِّ
وأهلالجذب المنعرج

8-الجمع والفرق / التفرقة:
الجمع لغة: تأليف المتفرق وضم البعض إلى بعض, والفرق الفصل , والجمع: جماعة الناس, ويوم الجمع: يوم القيامة, والفرق: الفلْق والتوزيع والتبديد والطريق في شعر الرأس .

والجمع شهود الحق بلا خلْق , والفرق أو التفرقة إشارة إلى خلقٍ بلا حق , وقيل مشاهدة العبودية . وقيل أصل الجمع والتفرقة قوله تعالى {شهد اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} فهذا جمعٌ ثم فرق فقال {وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ}, وقوله تعالى {آمَنَّا بِاللّهِ} جمع, ثم فرق بقوله {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا}
.

والجمع أصل والتفرقة فرع, فكل جمع بلا تفرقةٍ زندقة, وكل تفرقةٍ بلا جمع تعطيل, قيل"جَمَعَهم في المعرفة وفرقهم في الأحوال",
والمقصود أن الجمع تجريد التوحيد والتفرقة الإكتساب
, فعلى هذا لا جمع إلا بتفرقة, وصحة الجمع بالتفرقة, وصحة التفرقة بالجمع لأن الجمع من العلم بالله, والتفرقة من العلم بأمر الله, ولا بد منهما جميعاً. والجمع حكم الروح , والتفرقة حكم القلب, قال الواسطي:"إذا نظرت إلى نفسك فرّقت, وإذا نظرت إلى ربّك جمعت"وقيل:"جمعهم بذاته وفرقهم بصفاته". وأن العبد إذا أثبت لنفسه كسباً ونظر إلى أعماله فهو في التفرقة, وإذا أثبت بالحق فهو في الجمع, وإذا تحقق بالفناء فهو جمع الجمع, فالتفرقة عبودية والجمع توحيد .

وخلاصة القول:
أن الجمع ما سُلبَ عنك والفرق ما نُسبَ إليك, وأن من لا جمع له لا معرفة له, وأن من لا تفرقة له لا عبودية له, فقول العبد"إياك نعبد"إثبات للتفرقة بإثبات العبودية, وقوله"إياك نستعين"طلبٌ للجمع , فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها .
جاء في حزب الهمزة:
واجعلنا من أهلالرسوخ بجمعنا
وأدم سلوك عبيدكالضعفاء
بالفرقربّ وفرقِهِ زِلْ غيننا
عن عين حقّك يا بديعسماء

9- الحال:
الحال في اللغة: نهاية الماضي وبداية المستقبل ، وصفة الشيء وهيئته وكيفيته, ويؤنث ويذك, وحالُ متن الفرس: وسط ظهره, وتجمع على أحوال وأحوله .

وفي الإصطلاح عند أهل الحق
معنى يرد على القلب من غير تصنّع ولا اجتلاب ولا إكتساب من طرب أو حزن أو قبضٍ أو بسط أو هيئة , ويزول بظهور صفات النفس
سواءً يعقبه المِثلُ أو لا يعقبه, فإذا دام وصار ملكاً يسمّى مقاماً, فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب, والأحوال تأتي من عين الجود, والمقامات تحصل ببذل المجهود . ويسمى الحال بالوارد أيضاً ولذا قالوا:"لا وِردَ لمن لا وارد له", وهو الوارد الذي يرد على قلب وجوارح السالك من صفاء الأذكار, وهو المعنى الذي يظهر من عالم الغيب بعد حصول صفاء الأذكار في القلب .

قال شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشريف قدس الله سره في القصائد الرحمانية:
إذا ما قال تابعُهُمأغيثوا
عبيدُكُمُ أتَوهُبكلِّ حال
وقال أيضاً:
ألا يا سادةً ملكوافؤادي
بإحساناتكم رقوّلحالي

10- الخواطر:
الخاطر في اللغة: الهاجس , وما يرد على القلب من أمرٍ أو تدبيرٍ أو خطاب, وقد يُطلق على القلب والنفْس مجازاً .

والخاطر في أصطلاح القوم:
ما يرد على القلب والضمير من الخطاب , مع سرعة زواله بخاطر أخر, وقدرةُ صاحب الخاطر على دفعه عن القلب مراراً .
ويقال إنّ الخاطر الصحيح أولُ الخاطر من الأمور , لأنه يكون من الحق تعالى وتقدس إلى العبد بدون علّة , وهو على أربعة أوجه: خاطر من الله عز وجل - ويعرف بالرباني- وهو تنبيه , وخاطر من الملك – ويعرف بالملكي -ويسمى إلهاماً وهو حثٌ على الطاعة , وخاطر من النفس – ويعرف بالنفساني -ويسمى هاجساً وهو مطالبةُ الشهوة وما فيه حظ النفس, وخاطرٌ من العدوّ – ويعرف بالشيطاني- ويسمى وسواساً , وهو تزيين المعصية والدعوة الى مخالفة الحق . ويعرفُ الخاطر الرباني بأنه لا يخطيء أبداً، ويعرف بالقوة والتسلط وعدم الإندماج بالدفع, ويعرف الخاطر الملكي بأنه الباعث على مندوبٍ أو مفروض وفي الجملة على كل ما فيه صلاح, ويعرف الخاطر النفساني بأن أكثره ما يدعو مع المعاودة الى اتباع شهوةٍ أو استشعار كِبْرٍ, أو ما هو من خصائص أوصاف النفس, ويعرف الخاطر الشيطاني بأنه يدعوا إلى مخالفة الحقِّ ويعاود إلى مخالفة أخرى .

وخلاصة القول أن ما فيه قربةٌ أو مخالفة نفسٍ فهو إما ربانياً أو ملكياً, وأن ما فيه كراهةٌ أو مخالفةٌ شرعاً أو هوى وموافقة نفسٍ فهو إما نفسانياً وإما شيطانياً, والصادق الصافي القلب الحاضر مع الحق سهلٌ عليه الفرق بين الخواطر بتيسير الله وتوفيقه .

11- حضرة القدس:
الحضرة لغةً: الجنبُ والقرب والفناء ومكان الحضور ذاته , وتطلقُ عند أهل الترسّل على كل كبير يحضر عند الناس, يقال:كلّمته بحضرة فلان, أي بمشهد منه.

والقُدْس لغةً والقُدُس: مصدران بمعنى الطهر, والبيت المقدس, وجبريل . وأيضاً التنزيه , وحظيرة القُدْس: الجنة .

وحضرة القدس في اصطلاح القوم هو مكان الدنو والتدلي, قال تعالى {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}
.

جاء في حزب السيف:
(وروّح جناني بمعالم أسرارك الواردة من حضرة القدس الخاصةِ الصديقين).

وجاء في حزب الهمزة:
وبحضرةالقدس التي شُغفت بها
أكبادِ رٌسْل اللهوالأنباءِ

12- الذوق والشرب:
الذوق في اللغة: اختبار الطعم وجذب وتر القوس اختبارا لها, والشرب مصدر وهو السقي, والذوق أيضاً المقاساة والاختبار والطبع والطعم, والشرب الجرع والإرتواء.

الذوق: أول درجات شهود الحق بالحق وهو أول مبادئ التجليات الإلهية
, وهو نور عرفاني يقذفه الحق بتجلّيه في قلوب أوليائه يفرّقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره.

والشرب: تلقي الأرواح والأسرار الطاهرة لما يرد عليها من كرامات وتنعمها بذلك
, فشبّه ذلك بالشرب لتهنّيه وتنعمه بما يرد على قلبه من أنوار مشاهدة قرب سيده, ويسمون حلاوة الطاعة ولذة الكرامة وراحة الأنس شُرباً للقلب. والذوق والشرب في اصطلاح القوم أن الذوق إذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود يسمّى شُرباً, فإذا بلغ النهاية يسمّى رِياً, وذلك بحسب صفاء السر عن لحوظ الغير. وصاحب الذوق متساكر, وصاحب الشرب سكران, وصاحب الري صاحٍ, ومن قوي حبه تسرمد شربه, ومن صفا سره لم يتكدر عليه الشرب, ومن صار الشراب له غذاء لم يصبر عنه ولم يبق دونه.

وجاء في حزب الهمزة:
وبِعيدِ أهل الله ثمبذوقهم
بوصالهم بالدرةالبيضاء
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس