عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2010
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب مصطلحات القوم

13- الروح :
الرّوحُ في اللغة بالضم , ما به حياة الأنفس, ويؤنّث, والقرآن, والوحي, وجبريل وعيسى عليهما السلام, والنفخ, وأمر النبوة , وحكم الله تعالى, وأمره, ومَلَكٌ وجهه كوجه الإنسان وجسده كالملائكة, والرُوحاني بالضمّ ما فيه الروح وكذلك النسبة إلى المَلَكِ والجن . وهو اللطيفةُ العالمةُ المدركةُ من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني، نازلٌ من عالم الأمر تعجز العقول عن إدراك كنهه، وتلك الروح قد تكون مجردة, وقد تكون مطبقة في البدن, والروح الحيواني: جسمٌ لطيفٌ منبعه تجويف القلب الجسماني, وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن .

والروح في اصطلاح أهل الله معنى يحيا به الجسد, ومختلفٌ فيها عند أهل التحقيق من أهل السُنّة, فمنهم من يقول إنها الحياة , ومنهم من يقول إنها جسم يلْطُفُ عن الحسِّ, ويكبر عن اللَّمس, وأنها مخلوقة قبل الأجساد, وأنها لطيفٌ قام في كثيف كالبصر، ونسيمٍ طيبٍ يكون به الحياة , واللطيفة الإنسانية المجرّدة والبخار اللطيف المتولد في القلب, القابلُ لقوة الحياة والحس والحركة , والروح الخفيّ ويسميه السالكون بالأخفى, فهو نورٌ ألطفُ من السرّ والروح, وهو أقرب إلى عالم الحقيقة. وثمة روح أخر ألطف منه ولا يكون إلا للخواص . قال يحي بن معاذ رحمه الله (روح وليِّ الله في القدُس تشغله بمولاه) يعني الأنس بالله من القرب .

وروح القدس هو روح الأرواح , وهو المنّزه عن الدخول تحت حِيطة (كُنْ) لأنه وجهٌ خاصٌ من وجوه الحق . وروح الإلقاء هو جبريل عليه السلام وقد يطلق على القرآن . والروح الأعظم الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها, لا يعلم كنهها إلا الله, وهو العقل الأول, والحقيقة المحمدية, والنفس الواحدة, والحقيقة الإسمائية, وهو أول موجود خلقه الله على صورته, وهو الخليفة الأكبر, وهو الجوهر النوراني, جوهريته مظهر الذات, ونورانيته مظهر علمها, ويسمى باعتبار الجوهرية نفساً واحدة, وباعتبار النوارنية عقلاً أولاً, وكما أن له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول, والقلم الأعلى, والنور والنفس الكليّة, واللوح المحفوظ, وغير ذلك، له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه في اصطلاح أهل الله وغيرهم , وهي السرّ والخفاء, والروح, والقلب, والكلمة, والرّوعُ, والفؤاد, والصدر, والعقل, والنفس . وأسْلَمَ ما قيل في الرّوح قول الجنيد رحمه الله: (الروح شيء استأثر الله بعلمه, ولم يطلع عليه أحدٌ من خلقه, ولا يجوز العبارة عنه بأكثر من موجود, لقوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} .

جاء في الدرة الشريفة: (اجمع اللهم بيننا وبينه - يعني الرسول صلى الله عليه وسلم - في الدنيا قبل الآخرة , ليكون حياة أرواحنا وسمير أشباحنا).

وجاء في حزب السيف: (وألّف لي بفضلك مفتاح أهل النجاح لتنقاد إليّ الأرواح وتتصاغر لديّ الأشباح)
وجاء في ورد السحر (إلهي بروح القدس قدّس سرائرنا, وبروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خلّص معارفنا, وبروح أبينا آدم اجعل أرواحنا سابحات في عوالم الجبروت).

14- الرؤية:
الرؤية لغةً: النظر بالعين وبالقلب , وفي اصطلاح القوم: هي المشاهدة بالبصر-لا بالبصيرة- حيث كان, أي في الدنيا والآخرة .

وجاء في حزب الهمزة:
بالرؤية اللاتي بكم منكم لكم وبوجد أهل الله دم لي هنائي

وجاء في القصيدة الميمية للعارف بالله الشيخ مصطفى البكري: (بأسرارك اللاتي سترت جمالها فلم يرها إلا فتى في الهوى تمّا)

وقال الشيخ عبد الرحمن الشريف قدس الله سرّه:
واستهلك النفس وافن الكل فيه كذا واستغرق الروح والق الحجب علّ ترى

15- السبوحيّة:
التسبيح في اللغة تنزيه الله من الصاحبة والولد , وبمعنى الصلاة وقول سبحان الله, وُسبّوح بالضم والفتح من صفاته تعالى لأنه يُسبَّحُ , والسبّوحية إسم نسبة.

جاء في الدرة الشريفة (وآخر خليفة لحضرتك السبّوحية).
وجاء في ورد السحر (إلهي خصني بمددك السبّوحي ليحيا بذلك لُبّي وروحي).

16- الستر والتجلّي:
الستر لغةً: وهو ما يُستر به والخوف والحياء , والتجلّي: الظهوروالانكشاف والاستعلان .

وفي إصطلاح القوم الستر: كل ما سترك عما يفنيك, وقد يكون الوقوف مع العادات أو نتائج الأعمال , أو كل ما يحجبك عمّا يعنيك كغطاء الكون . التجلّي: ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب , وقيل إشراق أنوار إقبال الحق على قلوب المقبلين عليه , وهو على ثلاث أحوال: تجلّي ذات وهي كشوف القلب في الدنيا, وتجلي صفات الذات , وهو أن تتجلى له قدرة الله عليه فلا يخاف غيره ولا يرجو سواه, وتجلي حكم الذات وهو في الآخرة .

والستر والتجلّي: قال النووي رحمه الله"تجلّى لخلقه بخلقه , واستتر عن خلقه بخلقه"وقال أيضا"بتجليه حسُنت المحاسن وجمُلت, وباستتاره قَبُحت وسَمُجت" , والعوام في غطاء الستر, والخواص في دوام التجلّي, والستر للعوام عقوبة, وللخواص رحمة , إذ لولا أنه يستُر عليهم ما يكاشفهم به لتلاشوا عند سلطان الحقيقة .

قال الشيخ مصطفى البكري قدس الله سرّه في ورد السحر"إلهي خطفت عقول العشّاق بما أشهدتهم من سناء أنوارك مع وجود أستارك , فكيف لو كشفت لهم عن بديع جمالك ورفيع جلالك".
وقال أيضاً:"وأشهدني خفيّ تجليات صفاتك".

17- السرّ:
السرّ لغة: ما يُكتم , والأصل, والأرض الكريمة, وجوف كل شيء ولبّه , ومستهل الشهر أو آخره أو وَسَطه , ومحض النسب وأفضلُه, وله معاني أخر . والسرّ أيضاً الطريقة .

والسرّ في اصطلاح أهل الحقيقة: لطيفةٌ مودعة في القلب كالروح في البدن وهو محل المشاهدة , وما خفي عن الخلق فلا يعلم به إلا الحق , وخفاءٌ بين العدم والوجود موجودٌ في معناه , وما غيّبه الحق ولم يُشرف عليه الخلق, فسرّ الخلق ما أشرف عليه الحق بلا واسطة , وسرّ الحق ما يطلّع عليه إلا الحق .

وعند القوم السرّ ألطف من الروح , والروح أشرف من القلب , ويطلق لفظ السرّ على ما يكون مصوناً مكتوباً مابين العبد والحق سبحانه في الأحوال، ولذلك قالوا"صدور الأحرار قبور الأسرار" , وقيل السرّ إخفاء حال المحبة , وقيل السرّ محل المشاهدة , والروح محل المحبة , والقلب محل المعرفة . وقيل السرّ ثلاثة: سرّ العلم وهو حقيقةُ العالِمين بالله عز وجل , وسرّ الحال وهو معرفة مراد الله في الحالِ من الله , وسرّ الحقيقة وهو ما وقعت به الإشارة .

وسرّ السرّ ما انفرد به الحق عن العبد , كالعلم بتفصيل الحقائق , قال تعالى"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو" , وقيل سرّ السرّ ما لا يُحِسُّ به السرّ, فإن أحس به فلا يقال له سرّ , قال القائل:
يا سرّ سرّ يدق حتى يخفى على وهمِ كلّ حيّ
وظـاهرٍ باطنٍ تجلّى من كل شيءٍ لكل شيّ

وسرّ الربوبية هو توقفها على المربوب, قال سهل:"للربوبية سرّ لو ظهر لبطلت الربوبية"وسرّ سرّ الربوبية هو حصول الربوبية في الحقيقة بالحق والأعيان معدومة بحالها في الأزل , فلسرّ الربوبية سرّ به ظهرت ولم تبطل . وسرّ القدر ما عَلِمَهُ الله من كل عينٍ في الأزل مما انطبع فيها من أحوالها التي تظهر عليها عند وجودها .

جاء في حزب السيف (متوجين بإكليل عناية رفعة سرّك الأجلى). وجاء في حزب الهمزة:
وبسرّ قربك للمحب أحبني حباً به تمحو جميع شقائي
وبسرّ سرّ السرّ من أخفيته نلني اطلاعاً كاشفاً لعمائي
و بسر كل العارفين الأصفياء وبأهلِ سلككَ أظهرن خفائي

وجاء في ورد السحر (وبسرّ سرّ سرّك الذي لا تفي بالأفصاح عن حقيقته الرقائق. وجاء أيضاً: (إلهي ثبتني لحمل أسرارك القدسيّة). وجاء أيضاً (وزين سرّي بالأسرار),(وطهر أسرارنا من الشكوى), (وكنوز أسرار ذاتك).

18- الشاهد:
في اللغة هو الحاضر, ومن يؤدي ما عنده من الشهادة , ومن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم, واللسان, والمَلَك, ويوم الجمعة , والنجم، وما يشهدُ على جودة الفرس, وصلاة الشاهد: صلاة المغرب , ومن الأمور السريع.

وفي أصطلاح أهل الحقيقة: هو ما يحضر القلب من أثر المشاهدة إما بعلم لدنّي لم يكن له فكان, أو وجْدٍ, أو حالٍ, أو تجلٍّ أو شهودٍ , والشاهد ما يُشهِدك بما غاب عنك يعني يُحضِّر قلبك لوجوده , قال القائل:
(وفي كل شيء له شاهدٌ يدل على أنه واحد )

وقيل هو ما كان حاضراً في قلب الإنسان وغلب عليه ذكرُهُ حتى كأنه يراه ويبصره وإن كان غائباً عنه .

19- الشريعة والحقيقة والطريقة:
الشريعة في اللغة: ما شرع الله تعالى لعباده . والحقيقة ما يجب على الإنسان أن يحميه , وضد المجاز , وحقيقة الشيء منتهاه وأصله . وقيل هو الشيء الثابت قطعاً ويقيناً .

والطريقة لغةً: هي النخلة الطويلة والحالة، وعمود المظلة، وشريف القوم، والمذهب، والخط في الشيء، والصناعة وغيرها. والشريعة في اصطلاح الصوفية أمرٌ بالتزام العبودية, والطريقة هي العمل بالشريعة، قال تعالى: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً}، والحقيقة مشاهدة الربوبية, وكل شريعة مؤيدة بالحقيقة, وكل حقيقة مقيدة بالشريعة, فالشريعة للتكليف والحقيقة للتعريف, والشريعة ان تعبده والحقيقة ان تشهده .

وقيل أيضاً الشريعة بدون الحقيقة رياء, والحقيقة بدون الشريعة نفاق، لقوله تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} , فالمجاهدة شريعة , والهداية حقيقة , فالشريعة حفظ العبد لأحكام الظاهر على نفسه, والحقيقة حفظ الحق لأحوال الباطن عن العبد, والشريعة من المكاسب والحقيقة من المواهب .

جاء في الرسالة الخيريّة للشيخ خير الدين الشريف قدس الله سرّه: (الشريعة هي الأقوال الواردة في الكتاب والسنة , والطريقة هي المتابعة لها بالفعل, ونتيجة الأفعال المشاهدة الحقيقية). وقال الشيخ عبد الرحمن الشريف في رسائله (إن الشريعة أقوال والطريقة أفعال والحقيقة أنوار والمعرفة أسرار, فالشريعة القشر الظاهر والطريقة اللّب الفاخر والحقيقة الذهن الذي لا يدرك إلا بالذوق والمعرفة هي اللّذة المعجلة لأهل الحبّ فيه والشوق). ويقول في موضعٍ آخر (إعلم أن العلم منحصرٌ في أربعة أنواع: الأول ظاهر الشريعة في الأمر والنهي وباطنها يسمى الطريقة, وباطن الطريقة يسمى معرفة, وبطن البطون يسمى علم الحقيقة , فالشريعة شجرة والطريقة أغصانها والمعرفة أوراقها والحقيقة ثمارها , والقرآن جامعٌ لجميعها بالدلالة والإشارة تفسيراً وتأويلاً).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس