عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2010
  #7
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب مصطلحات القوم

20- الصحو والسكر:
الصحو لغةً: ذهاب الغيم والسكر وترك الصبا والباطل, والسكر: نقيض الصحو, والسكر أيضا محركة الخمر والنبيذ وكل ما يُسكر والخل والطعام والامتلاء والغضب والغيظ .

والصحو: رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي , والسكر: غيبةٌ بواردٍ قوي, وهو يعطي الطرب والإلتذاذ، وهو أقوى من الغيبة وأتمَّ منها , ولا يكون إلا لأصحاب المواجد، فإذا كوشف العبد بنعت الجمال حصل السكر وطاب الروح وهام القلب . والصحو والسكر معناهما قريب من معنى الغيبة والحضور, غير أن الصحو والسكر أقوى وأتمّ وأقهر من الغيبة والحضور، والفرق بين السكر من الخمر وغيرها والسكر من الوجد, أن الأول يقتضي الغيبة عن الأشياء واختلاط الكلام والمشي, والثاني وهو حالٌ شريفٌ لا يقتضي الغيبة عن الأشياء , والغشية غير السكر فهي تغيّر الطبع والحواس وتنقضي منها الطهارة وأنها لا تدوم . قال الواسطي:"مقامات الوجد أربعة: الذهول ثم الحيرة ثم السكر ثم الصحو, كمن سمع بالبحر, ثم دنا منه, ثم دخل فيه, ثم أخذته الأمواج"والسكر لأرباب القلوب.

وجاء في الغيبة والحضور والصحو والسكر في حزب الهمزة:
بالسكرِ و الغيباتِ من صـحوٍ كـــــذا بالشربِ والري العلي ثنــــــــــاء
بالصحوِ أرجعنا إلى الإحساسِ من بعد الهباءِ وغيبةِ النــــــــــــزلاء

21- الطمس:
من الشيء والإهلاك, وطمسَ بعينه: نظر نظراً بعيداً, وطمس الرجل: تباعد, والطامس: البعيد, ورجل طامس القلب: ميّته, ومطموس: ذاهب البصر . وقال تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} , يعني ذهب ضوؤها .

وفي اصطلاح القوم: هو ذهاب سائر الصفات البشرية في صفات أنوار الربوبية . فتفنى صفات العبد في صفات الحق تعالى , وقال عمرو المكي رحمه الله:"وإنك لا تصل إلى حقيقة الحق حتى تسلك تلك الطرقات المنطمسة". يعني تُنازِل تلك الأحوال التي لم ينازلها أحدٌ غيرُك وقد ذهب أثرها .

جاء في حزب الهمزة:
بالطمسِ سر بي عن العوالمِ كلـــها بالوصلِ أوصل ربنا أقصائـــــــي

22-علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين:
العلم لغةً: هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، وقيل: إدراك الشيء على ما هو به، وقيل: زوال الخفاء، وقيل: وصول النفس الى معنى الشيء وهو نقيض الجهل, وهو إما قديم أو حادث, فالعلم القديم هو القائم بذاته تعالى ولا يشبَّه بالعلوم المحدثة للعباد, والعلم المحدث ثلاثة أقسام: بديهي وهو ما لا يحتاج إلى مقدمات كالعلم بوجود نفسه وأن الكل أعظم من الجزء, والضروري وهو ما لا يحتاج فيه إلى تقديم مقدمة كالعلم الحاصل بالحواس الخمس, والاستدلالي وهو الذي لا يحصل بدون نظر وفكر كالعلم بثبوت الصانع وحدوث الأعراض .

والعين لغةً: الباصرة والإنسان وينبوع الماء ومفجره وجريانه والجاسوس والحاضر من كل شيء وحقيقة القبلة وخيار الشيء وذات الشيء والسيد وكبير القوم والسحاب والشمس أو شعاعها والعتيد من المال , والناحية وغيرها .

والحق لغةً: من أسماء الله تعالى أو من صفاته والقرآن وضد الباطل والأمر المقضيّ والعدل والاسلام والمال والملك والموجود الثابت والصدق والموت والحزم وحقيقة الأمر وصحته وغيرها .

واليقين لغةً: التحقق ويطلق على الموت, وعليه يكون اليقين اعتقاد الشيء بما يطابق الواقع ولا يمكن الزوال .

والعلم في اصطلاح أهل الحقيقة هو المجرد من المعنى والخالي من المعاملة ، وهو صفة نفسية أزلية , والعين في الإصطلاح إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء , والحق هو اسم من أسمائه تعالى, والشيء الحق أي الثابت حقيقةً، ويستعمل في الصدق والصواب أيضاً , واليقين هو العلم الذي لا يتداخل صاحبه ريب على مطلق العرف, ولا يطلقُ في وصفه سبحانه لعدم التوقيف .

وعلم اليقين: هو العلم بمعاملات الدنيا وأحكام الأوامر وهو درجة العلماء بحكم استقامتهم على الأحكام , وقيل هو ما يحصل من طريق النظر والاستدلال وهو للأولياء .

وعين اليقين: هو العلم بحال النزع وقت الرحيل عن الدنيا، وهو مقام العارفين بحكم إستعدادهم للموت , وقيل هو ما يحصل من طريق الكشوف والنوال وهو لخواص الاولياء .

وحق اليقين: هو العلم بكشف الرؤية في الجنة وكيفية أحوالها بالمعاينة وهو محل فناء الأحبة بحكم إعراضهم عن كل الموجودات , وقيل: هو حقيقة ما أشار إليه علم اليقين وعين اليقين وهو للأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وهو معرفة الله بالمشاهدة والمعاينة . وقال التهانوي في إصطلاحات الفنون: علم اليقين كمن علم بالعادة أن في البحر ماء , وعين اليقين كمن مشى ووقف على ساحله وعاينه, وحق اليقين كمن خاض فيه واغتسل وشرب منه.

وقال الهجويري في كشف المحجوب: علم اليقين بالمجاهدة, وعين اليقين بالمؤانسة, وحق اليقين بالمشاهدة, والأول عام, والثاني خاص, والثالث خاص الخاص. وقال الجرجاني في التعريفات: علمُ كل عاقل الموت علم يقين, فإذا عاين الملائكة فهو عين اليقين, فإذا ذاق الموت فهو حق اليقين, وقيل علم اليقين ظاهر الشريعة, وعين اليقين الإخلاص فيها , وحق اليقين المشاهدة فيها.

جاء في حزب الهمزة:
و أنــلنا معرفةَ اليقينِ و عينــِــــــه بالحقِ وامحُ الغيرَ من أحشائــــــي

23-العوالم الروحية والروحانية والنورانية والناسوتية:
العالم في اللغة: الخلق كلّه أو ما حواه بطنُ الفلك , ويجمع على عوالم وعالَمون وعلالم .

والعالم في اصطلاح أهل الحقيقة: عبارة عن مخلوقات الله ويقولون: ثمانية عشر ألف عالم وخمسون ألف عالم , والفلاسفة يقولون أنه عالمان: علوي وسفلي , وعلماء الأصول يقولون: كل ما هو موجود من العرش إلى الثرى عالم , وفي الجملة العالم هو اجتماع المختلفات .

والعالم الروحّي والروحاني: هو عالم الأرواح والروحانيات والتي وجدت بأمر الحق بلا واسطةِ مادةٍ ومُدَّةٍ . ويقال: هو عالم العقول والنفوس , ويقال: هو عالم الأمر وعالم الملكوت وعالم الغيب.

والعالم النوراني: هو عالم النور وهو عالم تجلّي الله باسمه الظاهر, أي الوجود الظاهر في صور الأكوان كلها, وقد يطلق على كل ما يكشف المستور من العلوم الذاتية والواردات الإلهية التي تطرد الكون عن القلب . والنور اسم من أسماء الله تعالى, والنور الإلهي هو نور ذات الله تعالى . ونور الإيمان من وراء الحجب ونور اليقين عند كشف الحجاب , ونور الأنوار ونور النور هو الحق تعالى (معنى ذوقي).

والعالم الناسوتي: هو عالم الشهادة أي الدنيا , وقيل: هو عالم الخلق وعالم الملك وعالم الشهادة, أي عالم الأجسام والجسمانيات, وهو ما يوجد بعد الأمر بمادةٍ ومدّةٍ. ومن العوالم عالم الجبروت وهو عالم الأسماء والصفات الإلهية.

جاء في حزب السيف (وسخر لنا العوالم الروحية والروحانية والنورانية والناسوتية)، وجاء أيضاً (وآخر خليفة أفيض إلى النوع الناسوت).

24- الغيبة والحضور:
الغيبةُ بكسر الغين وفتحها مصدر لما غاب عنك, والحضور ضد الغيبة , والغَيبة: البُعد والمباينة، والغِيبة: ذكر العيب والسوء, والحضور ضد الغيبة .

الغيبة: غيبة القلب عن مشاهدة الخلق، بحضوره ومشاهدته للحق بلا تغيير ظاهر العبد , ثم قد يغيب عن إحساسه بنفسه وغيره بواردٍ من تذكر ثوابٍ أو تفكر عقابٍ، والحضور: حضور القلب بالحق عند غيبته , أو حضوره لما غاب عن عيانه بصفاء اليقين فهو كالحاضر عنده وإن كان غائباً عنه .

والغيبة والحضور: أن العبد على حسب غيبته على الحق يكون حضوره بالحق , وقد يقال رجوع العبد إلى إحساسه بأحوال نفسه وأحوال الخلق أنه حضر أي رجع عن غيبته وهذا يكون حضوراً بخلق, وإن غاب بالكلية على الخلق يكون حضوراً بالحق, وقد تختلف أحوال القوم في الغيبة فمنهم من لا تمتد غيبته ومنهم من تدوم غيبته . ومما يشهد على الغيبة والحضور قصة النسوة اللاتي قطّعن أيديهن حين شاهدن يوسف عليه السلام , فإذا كانت مشاهدة جمال يوسف مثل هذا , فكيف يكون غيبة مشاهدة أنوار ذي الجلال , أو التجلي بحال القرب من المحبوب (الله), أو الغيبة بحسن الظن بالله.

وجاء في الغيبة والحضور والصحو والسكر في حزب الهمزة:



بالسكر والغيبات من صحوٍكذا بالشرب والريّ العليّ ثناء
بالصحو أرجعنا إلى الإحساس من بعد الهباء وغيبة النزلاء



25- الفناء والبقاء:
الفناء في اللغة من فني: العدم , والبقاء ضد الفناء, والفناء الهلاك، والبقاء: الدوام والثبات.

والفناء, فناء صفة النفس , وعدم شعور الشخص بنفسه ولا بشيء من لوازمها , وسقوط الأوصاف المذمومة , والغيبة عن الأشياء كما كان فناء موسى عليه السلام حين تجلّى ربه للجبل .

والبقاء رؤية العبد قيام الله على كل شيء , وقيام الأوصاف المحمودة , وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو الإنسان الكامل الباقي بالعشق دائماً .

الفناء والبقاء: أن يفنى العبد عن حظوظه ويبقى بحظوظ غيره والحق يتولى تصريفه في وظائفه وموافقاته سبحانه , وأشار قومٌ بالفناء والبقاء إلى سقوط الأوصاف المذمومة وقيام الأوصاف المحمودة .

جاء في حزب الهمزة:

وبكل مجتهد سمــا بعلومه وبأهـل علمك حققـنّ فنـائي
بفنائهم وصفائهم أفن الفؤاد عن السِّوى، واجعلنا أهل صفاء




يا أخراً لا إنتهاء لوجوده أدم الشهـود لنا بكـل بقـاء



26- الفَيض:
الفيض لغةً: كثرة الشيء حتى يسيل, والإباحة بالسِّر, والموت وخروج الروح, والشيوع, والنيل وشط العرب, والكثير الجري من الخيل, والإفراغ والاندفاع .

والفيض في اصطلاح أهل الحقيقة: عبارة عمّا يُفيد التجلّي الإلهي ويتعين ذلك ويتقيد بحسب المتجلي , والتجلّي ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب , قال سهل: (التجلّي على ثلاثة أحوال: تجلّي الذات وهي المكاشفة, وتجلّي صفات الذات, وهي موضع النور, وتجلّي حُكْم الذات, وهي الآخرة وما فيها)، ومعنى قوله تجلّي ذات هي كشوف القلب في الدنيا كقول عبد الله ابن عمر (كنا نتراءى الله في ذلك المكان)، يعني في الطواف , وقوله صلى الله عليه وسلم: (أعبد الله كأنك تراه) , وكشوف العيان في الآخرة, ومعنى قوله تجلي صفات الذات هو أن تتجلّى له قدرة الله عليه فلا يخاف غيره , وكفايته له فلا يرجو سواه , ومعنى قوله تجلّي حكم الذات هو في الآخرة:{فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير) .

جاء في حزب السيف (ممزوجين بفيضٍ من عظمة برهان جمال قدسك الأعلى)، وجاء أيضاً: (وطهرنا بفيض نور كرمك).

27- القرب والبعد:
القرب لغةً الدنو, وهو خلاف البُعد , والبعد التنحي والموت واللّعن وهو خلاف القرب .

والقرب عند الصوفية: القيام بالطاعة , والانقطاع عما دون الله , وأن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك ومجاهداتك , والإتصاف في دوام الأوقات بعبادته . والقرب في الدنيا يكون إما قرب فرائض, وهو فناء العبد بالكلية في الله تعالى فلا يشعر بجميع الموجودات حتى نفسه، ولا يبقى في نظره إلا وجود الحق سبحانه وهو ثمرة الفرائض, أو قرب نوافل وهو زوال الصفات البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء الصفات في صفات الله تعالى وهو ثمرة النوافل . القرب في الدنيا من قرب ايمان وتصديق إلى قرب إحسان وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان, وفي الآخرة شهود وعيان .

والبعد هو التدنس بمخالفة الله سبحانه والتجافي عن طاعته , فأوله بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق . ومما قيل في القرب قوله عز وجل: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} , ومما قيل في القرب قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً عن الحق سبحانه: (وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضت عليه , وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه...) الحديث ومما قيل في البُعد قـوله تعـالى: {أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} .

جاء في حزب السيف:

وبيقظة الألباب من غفلاتها بالحبِّ والشوق المقرِّب نائي




وبسرِّ قُربك للمحبّ أحبني حُباً به تمحو جميع شقائي



وجاء في النصائح الرحمانية: (إنما اشتبه عليك القرب بالظهور والبطون).

28- القهرموتية:
وهو في اصطلاحات أهل الحقيقة يجمع بين القهر والموت وينسب إليهما, والقهر في اصطلاح القوم (تأييد الحق بإفناء المرادات, ومنع النفْس عن الرغبات, من غير أن يكون لهم في ذلك مراد) . والموت في اصطلاح القوم قمعُ هوى النفس , ومنه الموت الأبيض وهو الجوع , والأحمر وهو مخالفة النفس , والأخضر وهو لبس المرقّع من الخرق الملقاة التي لا قيمة لها , والأسود وهو احتمال أذى الخلق. وبالجمع بين الإصطلاحين تكون القهرموتية هي أن يَرُدَّ الحقُ تعالى العبد عن مراد نفسه إلى مراده , ويُقهره بغير مراده, ويُميتُ نفسه عن هواها بقمعه, فينصرف القلب بالطبع والمحبة الأصليّة إلى عالم القدس والنور والحياة الذاتية التي لا تقبل الموت أصلاً, قال صلى الله عليه وسلم: (المجاهدُ من جاهد نفسه, فمن مات عن هواه, فقد حَييَ بهداه من الضلالة, وبمعرفته عن الجهالة) . وقال تعالى: {أفمن كان ميتاً فأحييناه} . وقد تكون القهرموتية من القهرمة, وهي فعل القهرمان وهي لفظة أعجمية استعملتها العرب بمعنى الوكيل. جاء في الدرة الشريفة: (وبجلال صولة عنايتك القهرموتية).

وجاء في حزب السيف: (فبقهرموت سريع غيرتك نكّلهم).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس