عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2009
  #5
شاذلي
محب نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 342
معدل تقييم المستوى: 16
شاذلي is on a distinguished road
افتراضي رد: تفضل اقرأ رسالة (وحدة الأمة لاتناقض التوحيد )

المبحث الرابع:من أنواع العوالم التي خلقها الله عز وجل.

إن الله ـ عز وجل ـ خلق عوالم مختلفة دالة على عظيم قدرته ،لكل عالم خصائصه التي تختلف عن العالم الأخر .
والعالم :هو كل ماسوى الله جل جلاله أي أنه مخلوقاته عز وجل .وهي على أقسام فمنها عوالم ظاهرة للأعيان :كعالم الإنسان ،والنبات ،والحيوان ونحوها .
ومنها عوالم خفية عن الأعيان كعالم الجن والملائكة وأحوال الأرواح :
فالجن مخلوقات خلقها الله من مارج من نار ،وهذا النوع من مخلوقات الله تعالى لها خصائص قد يجهلها كثير من الناس حتى أن بعض الفلاسفة ينكر وجودها ،لعدم إحاطتهم بشيء من علم هذه العوالم . فلها خصائصها التي تختلف بها عن عالم الإنسان ونحوه من المخلوقات.ولذا فلا يصح قياسها عليه إلا من بعض الوجوه.بل إن منها من يجرى من ابن آدام مجرى الدم في العروق ،ومنهامن يأكل معه إذا لم يذكر اسم الله تعالى رغم أنه لايراه ولا يحس بذلك .بل لا يحس بنقص الطعام.!
والملائكة :هي مخلوقات خلقت من النور.ولها خصائصها العجيبة
وفيها من عجائب خلق الله ما يعجز الإنسان عن وصفه ،وما يذهل عقله .
فماذا تقول عن مخلوقات بعضها له ستمائة جناح ،وبطرف جناحه يحمل القرى الظالمة كقرى قوم لوط على طرف جناحه إلى السماء ثم يخسف بهم الأرض فإذا هي تمور بهم .وماذا تقول إذا علمت أن جناحين من جناحيه بسطهما في السماء الدنيا فسدا الأفق ؟وماذا تقول إذا علمت أن السماء لها أطيط من كثرة الملائكة عليهم السلام حتى أن ما من موضع شبر إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى .وماذا تقول إذا علمت أن بعضهم عظيم الهيئة حتى أن من شحمة أذنه إلى كتفه مسيرة سبعمائة عام.بل ما تقول إذا علمت أنهم معك ملازمون لك يقيدون أقوالك وأفعالك وأنت لا تراهم ولا تشعر بهم.بل ما ذا تقول إذا علمت أن لهم لمّة بالقلوب كما أن للشيطان لمّة .فهذا بعض خلق الله تعالى.
وهناك عالم الروح: والروح :جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها .قاله الإمام الرازي وأيده ابن القيم في كتاب الروح ص229قال تعالى ((ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيم من العلم إلا قليلا ))فهي شيء من أمر الله جل جلاله لها أسرارها وعالمها لا ينكر ذلك إلا جاهل .ومن قرأ في التنويم المغناطيسي ،أو في تعلق الأرواح وتصرفاتها في الكون بإذن الله تعالى لعلم أنها عالم عجيب له خصائصه. كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف،وما تناكر منها اختلف ))رواه مسلم
ولها أحوال في تعلقها ببدن الإنسان وهي على ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى:أن يكون الأصل هو البدن والروح تابعة له وهذا في الحياة الدنيا. فلو تأملت حال النائم واطلاعه على أمور مستقبلية يراها في منامه وتلاقي روحه بأناس قد ماتوا من أزمنة مديدة أو بأحياء يسأل عن أخبارهم أو يرى ما يكون بشارة له أو إنذاراً له إلى غير ذلك من أحوال حياة الروح . وفي كتاب أهوال القبور لابن رجب والروح لابن القيم وشرح الصدرو للسيوطي والتذكرة للقرطبي ،والمنامات لابن أبي الدنيا ونحوها نفائس عظيمة تتكلم عن هذه الحياة.
الحالة الثانية:الحياة البرزخية :وهي أن الروح هي الأصل والبدن تابع لها وقد يفنى البدن عادة وقد لا يفنى كأجساد الأنبياء فإنها لا تفنى قطعاً ،وأجسام الشهداء ونحوهم .وللروح في هذا العالم حياة عجيبة لا ينكرها إلا جاهل فإن الناس أعداء ما جهلوا.والروح المؤمنة على حال أقوى من الحالة الأولى .
الحالة الثالثة:يوم القيامة :فهما يجتمعان ولا يفترقان والحياة لهما جميعاً.
الخلاصة:أن كل عالم من هذه العوالم لها خصائص تخصه ،ولا يصح قياس بعضها على بعض ،فخصائص عالم الجن ليست كعالم الملائكة وليست أحوال الملائكة كأحوال البشر وليست حياة الروح وعالمها ونفوذها كحياة وخصائص الجسد، فلكل عالم من هذه العوالم خصائص تخصه ؛علمها من علمها ؛وجهلها من جهلها. ولا يعني الجهل بها عدم وجود هذه الخصائص في هذه العوالم .
وبعض الناس ينكر ذلك ويقيس كل عالم على العالم الآخر وهذا جهل عظيم.ولو تأمل الإنسان في مسألة العين الحاسدة وتسببها في مرض المحسود أو هلاكه ،من غير سلاح ولا مباشرة ولا تلامس وإنما فقط بتوقان النفس الحاسدة لشيء أعجبها في المحسود .أو تأمل في المصروع بمس أو سحر ونحوهما كيف يحصل له من الأمور والتغيرات .فمن تأمل في كل ذلك لعلم أن الأمور لا تجرى كلها على نسق واحد بل كل عالم له أحواله وتصرفاته .وكل ذلك دال على عظيم قدرة الله تعالى وسعة ملكه.وكم أعجب ممن يؤمن بالعين وتأثيرها، والسحر وأثره، والمس وضرره، ثم ينكر أحوال وتصرفات الأرواح ،بل ويجعل الأرواح كلها على نسق واحد، رغم أن المسلم يعلم تفاوتها في قوتها ،فليست أرواح الأنبياء والأولياء ونحوهم كأرواح عامة الصالحين فضلاً عن أرواح الفاسقين أو أرواح الكافرين .
وإنما قدمت بهذا المبحث بسب إنكار بعض الناس لبعض أحوال الأرواح المؤمنة ،وما يجريه الله من خصائص تخصها .
يتبع إن شاء الله
__________________
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل ذلك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..


ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
شاذلي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس