الموضوع: مسمار جحا
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي مسمار جحا



لطالما استمتعنا بقصص جحا الطريفة في أيام الطفولة، ويُعد جحا من الشخصيات التراثية الطريفة والمشهورة بحمقها وظرفها وينسب في الأدب العربي، إلى أبي الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية، ويُقال إنه تركي اسمه الحقيقي نصر الدين خوجة الرومي، ولعلَّه شخص وهمي وهو الأقرب للحقيقة.

وقيل إنه عاش في زمن تيمورلنك، وإنه لما أغار تيمورلنك على الأناضول في أوائل القرن الثامن الهجري وقرب من قرية “جحا” خرج إليه هذا الأخير حاملاً له هدية، إوزة مشوية، فجاع جحا أثناء الطريق فأكل فخذاً منها، فلما حضر بها إلى تيمورلنك وعلم بدعابته، قال له أين فخذها؟ فقال إن جميع الإوز أيها الملك برجل واحدة، وإن لم تصدق فانظر إلى أسرابه بين يديك، وكان أمامه مسرح للإوز، ومن عادة الإوز إن أراد الاستراحة أن يقف على رجل واحدة ويقبض الأخرى. فلما رأى تيمورلنك ذلك أمر بضرب الطبول، فلما ضربت هاج الإوز ومشى على رجليه، فقال لـ “جحا”: ألا ترى؟ فقال له مداعباً إنك لو هُددت بمثل هذا لمشيت على أربع، فضحك الملك من دعابته وأمّن قريته لأجله.

وقال الميداني: جحا رجل من فزارة، وكان يكنى أبا الغصن، فمن حمقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مر به وهو يحفر بظهر الكوفة موضعاً فقال له: مالك يا أبا الغصن؟ قال: إني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها، فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها علامة، قال: قد فعلت. قال ماذا؟ قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة! معروف مثل “مسمار جحا”، وقصته أن جحا كان يملك داراً وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً، فاشترط على المشتري أن يترك المسمار الموجود مسبقاً في الحائط داخل الدار، فوافق المشتري، وبعد أيام ذهب جحا لجاره، فلما سأله جاره عن سبب الزيارة أجاب جحا: جئت لأطمئن على مسماري! فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه، وأطال جحا الجلوس، بل خلع جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فسأله صاحب البيت: ماذا تنوي أن تفعل؟!




فأجاب جحا: سأنام في ظل مسماري، وظل جحا يذهب يومياً للرجل بحجة مسماره العزيز، وكان يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!
البحتري:

وفـــــيه عَتْــبٌ نفى نـومي ووكلني

من الهموم برعي الكوكب الساري

من لي بمثلك في ظـــرف وفي أدب

وحفــــظ ود أخ حـــر، وإيــــــثارِ

حللت مني محل الروح من جسدي

فصرت لي أنسا من دون سمـــّارِ



إسماعيل ديب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس