عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2008
  #3
صبا الجمال
عضو شرف
 الصورة الرمزية صبا الجمال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 915
معدل تقييم المستوى: 16
صبا الجمال is on a distinguished road
افتراضي رد: قطوف من دفتر سيدي أحمد فتح الله الجامي حفظه الله تعالى لنا ذخرا ً

قال الله تعالى : ((وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ))سورة إبراهيم 52.
إنَّ النَّفس الإنسانيّة لها شعبتان :
الأولى :القوّة النّظريّةُ وكمالُ حالها في معرفة الموجوداتِ بأقسامها وأجناسها وأنواعها حتى تصير
النفسُ كالمرآة الّتي يتجلّى فيها قدسُ الملكوتِ ويظهرُ فيها جلالُ اللاهوت . ورئيسُ هذه المعارف
والجِلاء معرفةُ توحيدِ الله جلّ جلاله بحسب ذاته وصفاته وأفعاله .
الثانية : القوة العمليّة ، وسعادتها في أن تصيرَ موصوفةً بالأخلاق الفاضلة التي تصيرُ مبادئَ لصدور
الأفعال الكاملة عنها ورئيسُ سعادة هذه القوّة طاعةُ الله تعالى وخدمته . / فخر الرازي /.





- (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) معيّتُهُ سبحانه وتعالى بالرَّحمة والفضل والرُّتبة
فقوله (( الَّذِينَ اتَّقَوْا)) إشارةٌ إلى التعظيم لأمر الله تعالى . وقوله :(( وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) إشارةٌ
إلى الشّفقة على خلق الله تعالى ، وذلك يدلُّ على أنّ كمالَ السَعادة للإنسان في هذين الأمرين أعني :
التّعظيم لأمر الله والشّفقة على خلق الله تعالى ،
وعبّر عنه بعضُ المشايخ فقال : كمالُ الطَّريق صدقٌ مع الحقِّ ، وخُلُقٌ مع الخلق . فخر الرازي / سورة النحل /





-(( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )) سورة المؤمنون /51 /.
واعلم أنه سبحانه وتعالى كما قال للمرسلين فقد قال للمؤمنين :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )) البقرة 173 .
فلابدّ للإنسان من سفرين : سفرٌ في الدّنيا وسفرٌ من الدّنيا . فالسّفرُ في الدّنيا لابدَّ له من طعامٍ
وشرابٍ ومركبٍ ومالٍ ، والسفر من الدّنيا لا بد له من معرفةِ الله جل َّ جلاله ومحبَّتِه .






-قال الله تعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) سورة الأعراف /181 /.
أي : ومِنْ بعض الأمم الّتي خلقنا أمَّةٌ مستمسِكةٌ بشرع الله - قولاً وعملاً - يدعون
الناسَ إلى الحقِّ ، وبه يعملون ويقضون .
قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله تعالى : والمرادُ في الآية : هذه الأمَّةُ المحمّديّة ، لحديث
( لا تزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي ظاهِرينَ على الحقِّ لا يضُرُّهُمْ منْ خذلهم ، ولا من خالفهم
حتّى يأتيَ أمرُ الله وهم على ذلك ) والحديث في الصحيحين .







- قال الله تعالى ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ) سورة أل عمران /103 /. يُروى عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما :
أنّ حقَّ تُقاته أن يُطاعَ فلا يُعصى طرفةَ عينٍ وأن يُشكَرَ فلا يُكفر وأن يذكر فلا ينسى .







-قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) سورة يونس /57 /.
فالحاصلُ أنَّ الموعظة إشارةٌ إلى تطهير ظواهر الخلق عمَّا لا ينبغي وهو الشّريعة .
والشفاءُ إشارةٌ إلى تطهير الأرواح عن العقائد الفاسدة والأخلاق الذميمة وهو الطريقة ،
والهدى هو إشارةٌ إلى ظهور نور الحقِّ في قلوب الصِّدِّيقين وهو الحقيقة
والرحمةُ هي إشارةٌ إلى كونها بالغةً في الكمال والإشراق إلى حيثُ تصيرُ مكمِّلةً للناقصين وهي النُّبُوَّة ،
فهذه درجاتٌ عقليةٌ ومراتبُ برهانيّهٌ مدلولٌ عليها بهذه الألفاظِ القرآنيّة لا يمكن تأخيرُ
ما تقدَّم ذكرُه ولا تقديمُ ما تأخَّر ذكره . /فخر الرازي /.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-16-2011 الساعة 07:44 AM
صبا الجمال غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس