عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الـتـَّفـخـيـم:
وهو إمالة الفتحة ، قصيرة كانت أم طويلة ، نحو الضمة ، قصيرة كانت أم طويلة .
هذه هو التعريف اللغوي للإمالة وهو يقودنا إلى البحث عنه في لهجة أهل الدير .
يقول أحدهم للآخر : ( إن عَـازك يُـوُم وصّله بالآخر ) ( 1 )
ويقولون في أمثالهم : ( إذا أردت صاحبك دُوُم حاسبه كل يُوُم ) ويقول أحدهم لقريب له يحاول أن يعمل عملا سيئا ليردعه عن القيام به ويبين له أنّ عمله عار عليه وعلى أقاربه يقول : ( هذا الثُوب ما هو ثُوبنا ) ويقول لمن يذهب متأخرا للحصول على شيء : ( فاتك السّـُــُوم)0 وهكذا ينطقون كلمة ( نُوُم ) و ( قُوُم ) لا يفتحون الحرف الأول ويسكنون الثاني ( الواو ) وإنما يضمون الأول ويتبعونه بضم الثاني مبدلين حركته ( ما قبل الواو ضمة ضامين الواو لإحداث انسجام صوتي بين الواو وما قبله فتصبح الحركة للواو شبيهة بلفظ الحرفين ( ou ) و( aw ) في كلمة ( SAW) و ( O ) و (ow )
في كلمة ( show ) في اللغة الإنجليزية .
وقد لاحظ علماءُ اللغةِ المُحدَ ثون هذه الظاهرة في اللهجات العربية المعاصرة ورصد وها لنا يقول الدكتور رمضان عبد التواب في كتابه ( لحن العامة والتطور اللغوي ) ص 45 : " 000أمّا إمالة الفتحة قصيرة كانت أم طويلة فيما نسمعه اليوم في لهجاتنا الحديثة من نحو : ( نُوُع ) و ( ثُـُوُب ) وغيرهما مما يهدف إلى تحقيق الانسجام الصوتي . ويعبر بعض اللغويين المحدثين عن هذه الظاهرة بانكماش الأصوات المركبة , فالصوت المركب
( au ) أو ( OW ) تحوّل إلى ضمّة طويلة ممالة ( o ) في المثالين السابقين 0 تقول الدكتورة صالحة راشد آل غنيم في كتابها ( اللهجات في كتاب سيبويه ص 93 ) في حديثها عن التفخيم : " وهو كما - ذكرنا – إمالة الفتحة ، قصيرة كانت أم طويلة ، نحو
الضمَّة، قصيرة كانت أو طويلة 0
وقد عزي هذا النوع من الإمالة إلى ( أهل الحجاز ) 0 ومثـَّل سيبويه لإمالة الفتحة الطويلة بقوله : " وألف التفخيم ، يعني بلغة ( أهل الحجاز )، في قولهم : الصلاة والزكاة والحياة "0 ( 2 )
وقد كتبت هذه الكلمات في المصحف بالواو000فلشدَّة تفخيمهم للألف كتبوها واوا 0
وتابعت قولها ً( ص 94 ) في الكتاب المذكور موردة ما ذكرناه سابقا من قول للدكتور
- 34

رمضان عبد التواب 0
وهذا ما لحظـناه في لهجة الدير ممـا جاء في أمثالهم :
( من رافق القُـوُم أربعيـن يُـوُم صَار منهــم ) لبيان أنّ استمرار المعاشرة يـؤثـر في أخلاق الإنسان 0
و( إذا ردت صـاحبك دُوُم حـاسبه كلّ يُـوُم ) لبيان أنّ العلاقـات المـادية قد تؤدي إلى القطيعة بين الأصحاب إذا لم يعرف كلّ ما له وما عليه خاصة في النواحي المادية فالمال يؤدي إلى المخاصمة إن حاول أحد من الصديقين أكل حقّ الآخر أو الانتقاص منه 0
و ( مـا يحمـل الجُـوُر إلا الثـُـوُر ) لبيان أنّ الأبـِـيَّ لا يتحمَّلُ الظلم 0
وجاء التفخيم في الغناء الشعبي في قولهم :
يـا يُـوُم شِـتريـدين يا يُـوُم شِـتريدين آه لُـوُ صار الفـراق
والظـَعَــن شـال بـليـل والظـَعَن شال بليل آه مصَـبـِح بالعراق ( تلفظ القاف كلفظ المصريين للجيم )0( 2 )
------------
# - يتطابق تعريفا الإمالة والتفخيم عند بعض العلماء ، كما لاحظنا عند د0 رمضان عبد التواب ، فالإمالة لللألف تكون نحو الكسرة وكذلك الفتحة طويلة كانت أم قصيرة ، أما في التفخيم فيهدفون إلى تحقيق الانسجام الصوتي 0
1 – كتاب أمثال دير الزور – عبد القادر عياش سلسلة تحقيقات فلكلورية 33 0
2 - الكتاب – لسيبويه 4 / 432 - ط – عالم الكتب بيروت 0
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 08-10-2008 الساعة 12:55 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس