عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2009
  #1
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي سلو قلبي غداة سلا وثابا

سلو قلبي غداة سلا وثابا =لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب = فهل ترك الجمال له صوابا
وكنت إذا سألت القلب يوما = تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم =هما الواهي الذي ثكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت:ولى =وصفق في الضلوع فقلت: ثابا
ولو خلقت قلوب من حديد = لما حملت كما حمل العذابا
وأحباب سقيت بهم سلافا =وكان الوصل من قصر حبابا
ونادمنا الشباب على بساط =من اللذات مختلف شرابا
وكل بساط عيش سوف يطوى = وإن طال الزمان به وطابا
كأن القلب بعدهم غريب = إذا عادته ذكرى الأهل ذابا
ولا ينبيك عن خلق الليالي =كمن فقد الأحبة والصحابا
أخا الدنيا أرى دنياك أفعى =تبدل كل آونة إهابا
وأن الرقط أيقظ هاجعات = وأترع في ظلال السلم نابا
ومن عجب تشيب عاشقيها =وتفنيهم وما برحت كعابا
فمن يغتر بالدنيا فإني = لبست بها فأبليت الثيابا
لها ضحك القيان إلى غبي = ولي ضحك اللبيب إذا تغابى
جنيت بروضها وردا وشوكا = وذقت بكأسها شهدا وصابا
فلم أر غير حكم الله حكما = ولم أر دون باب الله بابا
ولا عظمت في الأشياء إلا =صحيح العلم والأدب اللبابا
ولا كرمت إلا وجه حر = يقلد قومه المنن الرغابا
ولم أر مثل جمع المال داء = ولا مثل البخيل به مصابا
فلا تقتلك شهوته وزنها = كما تزن الطعام أو الشرابا
وخذ لبنيك والأيام ذخرا =وأعط الله حصته احتسابا
فلو طالعت أحداث الليالي = وجدت الفقر أقربها انتيابا
وأن البر خير في حياة =وأبقى بعد صاحبه ثوابا
وأن الشر يصدع فاعليه =ولم أر خيرا بالشر آبا
فرفقا بالبنين إذا الليالي =على الأعقاب أوقعت العقابا
ولم يتقلدوا شكر اليتامى =ولا ادرعوا الدعاء المستجابا
عجبت لمعشر صلوا وصاموا = عواهر خشية وتقى كذابا
وتلفيهم حيال المال صما =إذا داعي الزكاة بهم أهابا
لقد كتموا نصيب الله منه = كأن الله لم يحص النصابا
ومن يعدل بحب الله شيئا =كحب المال ضل هوى وخابا
أراد الله بالفقراء برا =وبالأيتام حبا وارتبابا
فرب صغير قوم علموه = سما وحمى المسومة العرابا
وكان لقومه نفعا وفخرا =ولو تركوه كان أذى وعابا
فعلم ما استطعت لعل جيلا = سيأتي يحدث العجب العجابا
ولا ترهق شباب الحي يأسا = فإن اليأس يخترم الشبابا
يريد الخالق الرزق اشتراكا = وإن يك خص أقواما وحابى
فما حرم المجد جنى يديه =ولا نسي الشقي ولا المصابا
ولولا البخل لم يهلك فريق = على الأقدار تلقاهم غضابا
تعبت بأهله لوما وقبلي =دعاة البر قد سئموا الخطابا
ولو أني خطبت على جماد =فجرت به الينابيع العذابا
ألم تر للهواء جرى فأفضى =إلى الأكواخ واخترق القبابا
وأن الشمس في الآفاق تغشى = حمى كسرى كما تغشى اليبابا
وأن الماء تروى الأسد منه = ويشفي من تلعلعها الكلابا
وسوى الله بينكم المنايا == ووسدكم مع الرسل الترابا
وأرسل عائلا منكم يتيما = دنا من ذي الجلال فكان قابا
نبي البر بينه سبيلا =وسن خلاله وهدى الشعابا
تفرق بعد عيسى الناس فيه =فلما جاء كان لهم متابا
وشافي النفس من نزعات شر = كشاف من طبائعها الذئابا
وكان بيانه للهدي سبلا = وكانت خيله للحق غابا
وعلمنا بناء المجد حتى = أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني = ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال =إذا الإقدام كان لهم ركابا
تجلى مولد الهادي وعمت =بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب = يدا بيضاء طوقت الرقابا
لقد وضعته وهاجا منيرا = كما تلد السماوات الشهابا
فقام على سماء البيت نورا = يضيء جبال مكة والنقابا
وضاعت يثرب الفيحاء مسكا =وفاح القاع أرجاء وطابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري = بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان = إذا لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزدت قدرا = فحين مدحتك اقتدت السحابا
سألت الله في أبناء ديني =فإن تكن الوسيلة لي أجابا
وما للمسلمين سواك حصن =إذا ما الضر مسهم ونابا
كأن النحس حين جرى عليهم = أطار بكل مملكة غرابا
ولو حفظوا سبيلك كان نورا = وكان من النحوس لهم حجابا
بنيت لهم من الأخلاق ركنا =فخانوا الركن فانهدم اضطرابا
وكان جنابهم فيها مهيبا = وللأخلاق أجدر أن تهابا
فلولاها لساوى الليث ذئبا = وساوى الصارم الماضي قرابا
فإن قرنت مكارمها بعلم = تذللت العلا بهما صعابا
وفي هذا الزمان مسيح علم = يرد على بني الأمم الشبابا

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنور ; 05-03-2009 الساعة 05:22 PM
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس