عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2009
  #1
بنت الاسلام
بنت الاسلام
 الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,350
معدل تقييم المستوى: 17
بنت الاسلام is on a distinguished road
افتراضي اشتقت إليك إيها القلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اشتقت إليك أيّها القلم



مرّت الأيام و قلمي جافّ فلم أعد أستطيع الكتابة به سوى كلمات جافة متقطّعة تتساقط كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف
وكلّما مرّت الأيام كلّما اشتقت إلى قلمي المفقود , وتتوّقت شوقاً للتعبير عمّا أكنّه بداخلي من حنين للكتابة به كما كنت من قبل.
وكلّما عجزت عن الإمساك بالقلم تطرقت بداخلي لما جعل قلمي يجفّ ويعجز عن التعبير ووسط مشاعر الحزن والأسى على ما فقدت وجدت أنّ تلك المشاعر ما هي إلا تعبير صادق عن الصمت والاستسلام للواقع الحاضر الذي أعيش فيه الآن
ربّما أيضاً للعجز عن العودة للماضي وما هو الماضي بالنسبة لي ؟
هو الدراسة فلقد عشقت الدراسة والبحث
بغض النظر عن حمل الشهادات فلقد كانت الدراسة لي في حدِّ ذاتها متعة , فيهيم فؤادي بداخل المكتبة وأنا أستنشق رائحة الكتب التي تفوح بعبق التاريخ المحمل بها نعم فلقد عشقت الكتب , وعشقت التاريخ , وعشقت الكتابة , و لا أستطيع أن أعبّرعن مدى سعادتى كلّما حصلت على معلومة كانت مجهولة
أو في طيّ النسيان فكلّ ما أجده , وكلّ ما أقرؤه يبعث بداخلي السرور , وأحصل منه على الراحة التي تجعلني أستطيع التغلب على متاعب الحياة

كان هذا هو الماضي بالنسبة لي أمّا الحاضر فلا يكون إلا سوى حياه تتضمن روتين الحياة اليومي , والفراغ الذي يدعوا دائماً إلى الملل والكآبة والحزن , فلا جديد ولا متعة ولا راحة
منشودة من وراء ما أفعله بها
تمرّ الأيّام وتتشابه , وليس من جديد , فأمس كاليوم واليوم كغدٍ , وغداً كبعد غدٍ , وهكذا أيّام تلو الأخرى تمرّ علينا ونحن نركض خلف الحياة فتأخذنا وتدور بنا في دروبها , ونحن ندور معها ولا نعرف إلى أين
سنستقرّ وعلى أيّ درب ستقف بنا الحياة

سألت نفسي ما الذي جعلني أفقد إحساسي وشعوري بالحياة فوجدت أنّ استسلامي للضعف
والحزن الذي تحوّل بداخلي لداء يحتاج لدواء , ولما كلّ هذا , ولما كلّ هذا الحزن , فوجدت أنّني استسلمت للحزن عندما وجدت أنّ
الحبّ في هذا الزمان أصبح لغرض أومرض يصيب من يتكون بداخله مشاعر صادقة
لن ينتظر مقابل لها ممّن يحبّ
استسلمت للحزن عندما وجدت
أنّ الوفاء داء يحتاج إلى دواء
استسلمت للحزن عندما وجدت
أنّ الطيبة في هذا الزمان أصبحت ضعف
استسلمت للحزن عندما وجدت
أنّ الثقة في الغير مجرد سذاجة
وفوق كلّ هذا فمن يملك تلك الصفات ما هو إلا إنسان منقرض نادر وجوده في هذا الزمان
ليس له مكان .
محكوم عليه بالفشل وعدم مواكبة الحياة فالعزلة هي خير حافظ , وهي خير دواء

ومن كلّ ما دار بداخلي من حديث قد كان هو بمثابة إجابة صادقة عن سبب جفاف القلم , فلماذا يسيل إذن , ولمن سيعبر , ومن سيقرأ له فكل ما يكتبه لن يكون سوى كلمات تنطلق وسط صحراء واسعة المدى لن يكون مردودها سوى صدى لصوت ما تمّ كتابته

ولكن هل كل ما ذكرت كان سبباً كافياً , أو مقنعاً لجفاف القلم ؟
يمكن كان هذا من قبل فحياتي
مسبقاً اختلفت كثيراً عن حياتي الآن , وعن نظرتي للحياة نعم وجدت طيلة الأيام السابقة
أنّ علم الحياة أقوى وأعمق من علم الشهادة والكتب التي غرقت فيها فأخذتني بعيداً عن الواقع
الذي أعيش فيه الآن , ولكن أهم وأصدق ما وجدت الآن هو السبب الحقيقي خلف كلّ هذا ؛ و السبب هو البعد عن الله ؛ نعم إنّ بعدي عن الله بالرغم من شدة إيماني به
نعم لقد كنت بعيدة عنه , و البعد هذا هو ما دفعني لهذا الشعور , وهو ما جعلني عاجزة وفاقدة لكلّ حواس الشعور , وهو ما جعل الحزن يتملّكني ويقتلني ولم أشعر
بالحياة , ولم أشعر بالسعادة إلا عندما اقتربت من الحبيب الذي لا يغيب ، حبيبي الذي ليس لي سواه , فوجدته هو القدير الذي يقدّر دوماً مشاعر محبّيه , وجدته هو الوحيد الذي يريدني ويبحث عني وينادي دوماً على كلّ محبّيه , وعرفت أنّني ما كان لي إلا طريق الله , وما لي غيره وكيف أستسلم للحزن وعندي ربي القدير العظيم ؛ عند ذلك علمت أنّ قلمي لم يجفّ , ولكنّه كان سجيناً ... نعم سجيناً
بداخل أخطاء الماضي وفكري القديم , فقرأت في كلّ شيء , وتعلّمت وتركت علم الدين
وعلمت الآن أنّ علم الدنيا لا يستقيم مطلقاً بدونه فالإسلام دنيا ودين
فاشتقت إلى قلم جديد , ودنيا جديدة , وعلم جديد , ووجدت أنّ هذا هو الوقت
المناسب لتحرير قلمي من ظلمات الجهل التي كان أسيراً لها طيلة الفتره الماضيه
نعم اشتقت إليك أيّها القلم , فهل سينعم علي القدر برؤيتك من جديد بنفس جديدة , وبفكر جديد



__________________

التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 05-12-2009 الساعة 10:43 AM سبب آخر: تنسيق
بنت الاسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس