عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي صورة من ريفنا الجميل

صورة من ريفنا الجميل



خليل العجيلي

بطل الحكاية أبو علي (كبك), والحكاية عمرها أربعة عقود , ومازال يمتطي الحمار الأسود , ويجوب أكثر من أربعة قرى وأكثر من ثلاثين كيلومتراً لاينزل عن الحمار من الصباح الباكر حتى تستقر الشمس في خدرها الغربي , يؤوب إلى منزله ,

تمسك أم علي ( رسن) الحمار ويترجل متكوراً رأسه أقرب إلى قدميه وظهره كمنجل حصاد أتعبته الحصى.‏

في رحلة قدرية من الثورة( سد الفرات) إلى ريف اعزاز الآسر بجمال طبيعته عينت معلماً وكيلاً في مدرسة من مدارس اعزاز الريفية وأول فرصة حصية يتراكض التلاميذ والمرج الأخضر على مد النظر وإذ برجل أربعيني ويزيد يمتطي حماره( وخرجه) مليء بأكياس الحلوى والملبس يومها لم تكن أكياس البطاطا منتشرة , تراكض الأولاد إلى بيوتهم وفي أيديهم ( بيضة) أبدلو البيضة بكيس من الملبس والحلوى من يومها منذ ثلاثين عاما عرفت( كبك) أبو علي وحماره , وعلى مدى عشر سنوات انتقل من قرية إلى قرية , وفي كل يوم مدرسي يأتي راكباً حماره, في اليمين معبء رزقه من اصناف الحلوى وعلى يساره صندوق مملوء بالتبن يخبئ البيض خشية أن ينكسر.‏

وبالأمس وبأم العين, العم كبك يمتطي حماره الأسود وفي اليمين رقائق البطاطا المغلفة وعلى اليسار صندوق البيض مملوء بالتبن خشية أن ينكسر البيض.‏

أمازلت تعمل يا عم , وهل هذا حمارك الذي ألفته منذ ثلاثين عاماً..‏

نعم أعمل , ولكن الحمار الأول والثاني والثالث ماتوا , وهذا هو رابع حمار..‏

كم بلغت من العمر ياعم..؟‏

اثنتان وسبعون عاماً , صبيان وأربعة بنات , وتزوجوا جميعاً وانجبوا الصبيان والبنات.‏

ألم يغنك أحدهم عن الحمار..؟‏

أنا ألفته وألفني , أتحدث إليه ويتحدث إلي, وأم علي تنتظرني عند مغيب الشمس فرحة بعودة اللقاء
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس