عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الفراشات: المخلوقات الخارقة

تعتمد على سرعة الرياح واتجاهها
الفراشات تهاجر بتقنيات تفوق الطائرات





في وقت احتاج الإنسان إلى أجيال عديدة حتى توصل إلى التقنيات المستخدمة في تحديد المواقع والاتجاهات، ورسمت هذه الاكتشافات التقنية شبكات من الإحداثيات حول الكرة الأرضية، وأصبحت عرفاً متداولاً بين المؤسسات التي تهتم بالجغرافيا، نجد أن للفراشات قدرات خاصة على السفر بانتظام لمدة تصل

إلى أسبوعين حول العالم هرباً من التغييرات المناخية، وتتبعاً للمناطق التي تتمتع بدرجات حرارة تنسجم وطبيعة جسمها . وليس صحيحاً أن طي المسافات البعيدة جواً حكر على طائرات تتمتع بأحدث تقنيات العصر الإلكترونية، فالفراشات تمتلك قدرات تجعلها تفوق ما صنعه الإنسان .

من أشهرها فصيلة “سيلفر واي”، وهي فراشات ذات لون بني وحجم متوط يتراوح طول الواحدة منها بين 30 - 45 ملم، أطلق عليها هذا الاسم للونها الفضي على شكل الحرف “Y”، وتوجد في معظم أوروبا وبعض مناطق شمالي إفريقيا وآسيا، وتتنقل بين هذه المناطق وفقاً للمناخ وتعاقب الفصول، ولأنها تشكل خطراً على المحاصيل الزراعية، أصبحت عناوين لبحوث عديدة هدفت إلى ضبط حركتها والتحذير منها ومكافحتها . وعند البدء في بحوث مثل هذا النوع لا بد للباحث أن يتعرف إلى الطرق التي تتبعها هذه المخلوقات في الحركة والتقنية التي تتمتع بها والتي تكفل لها صحة اتجاهاتها .

في مواسم الهجرة، تطير كل أنواع “قشريات الجناح”، إلى علو يصل إلى أكثر من كيلومتر، الشيء الذي يستبعد صحة أي دراسة تتم دون هذا المستوى من الطيران، ومن التقنيات التي اتبعت في هذا النوع من البحوث، طريقة محاصرتها بمناطيد الهيليوم الطائرة إلا أن هذه الطريقة باهظة الثمن فضلاً عن أنها صعبة باعتبار أن جميع أنواع الفراشات تهاجر ليلاً وتظل معلقة في الجو حتى تبلغ المكان الذي تريد الوصول إليه، إلا أن مجموعة من علماء الحشرات بقيادة جاسون شامبان من مركز أبحاث روثماستد التابع لجامعة هيرتفوردشير البريطانية عام ،2000 اكتشفوا طريقة اعتبرت ناجعة لحل هذه المشكلة، متمثلة في مجموعة من الاحتياطات دون أن يبرحوا الأرض واستخدموا ماسحتي رادار الأولى وضعوها في مركز روثماستد للبحوث والثانية على جانب من قرية شيلبولتون بمنطقة هامبشير على الساحل الجنوبي من الجزيرة البريطانية بغرض مسح الفضاء على مدار 24 ساعة .

وعند مرور الحشرات فوق ترددات الرادار ترسل إشارات عكسية للمحطة الأرضية، وتوفر هذه الإشارات للفريق الباحث سلسلة معلومات أكثر دقة من تلك التي يحصلون عليها عن طريق محاصرتها بالمناطيد، لأن أي صورة على شاشة الرادار تسجل السرعة والاتجاه اللذين تسير إليهما الحشرات قيد البحث، فضلاً عن تحديد ارتفاعها عن الأرض الذي قد يصل إلى 1200 متر ويرصد أحجامها وسرعة رفرفة أجنحتها، ويعتمد فريق البحث في دراساته على نظرية ترتكز بصورة أساسية على معلومات الحجم والشكل ورفرفة الأجنحة.

تحديد الاتجاهات

نشر فريق شامبان في وقت سابق المعلومات التي حصل عليها خلال سبع سنوات مضت في دراسة تضمنت ملاحظات فريقه عن أكثر من 100 ألف حشرة، وتمخضت عن الدراسة معلومات أفادت أن الفراشات تعتمد في هجرتها على سرعة واتجاه الرياح الموسمية التي تتزامن مع وقت الهجرة من مكان لآخر، وتقول الدراسة إن فراشات “سيلفر واي” تصل سرعتها أثناء هجرتها الليلية إلى أكثر من 90 كيلومتراً في الساعة وهي نفس سرعة الرياح التي تستغلها للسفر . ويقول شامبان، عندما تسافر الفراشات باتجاه الرياح تزيد سرعتها بنسبة 40% مقارنة بسرعتها العادية، فضلاً عن أنها تضمن الاتجاه الصحيح وهو نفس اتجاه الرياح .

وتوجد أنواع كثيرة للفراشات تختلف في طريقتها عن فراشات “السلفر واي”، مثل “بينتد ليديز” ذات الأحجام الكبيرة التي يتراوح عرضها عند الجناحين ما بين 5 إلى 9 سنتيمترات، ويغلب عليها اللون البني الغامق المزين باللونين الأبيض والأسود عند نهاية كل جناح، وتعتمد هذه الفراشات في هجرتها على سرعة رفرفة الأجنحة والطيران على مستويات منخفضة وبالقرب من الأرض دون الحاجة إلى الرياح .

وأوردت الدراسة الطرق التي تتبعها الفراشات في طيرانها والوسيلة التي تحفظ بها طريقها الصحيح دون أن تضل وجهتها، ويقول شامبان إن الفراشات وبحكم أنها من المخلوقات المهاجرة طول العام، لها القدرة على خلق علاقة بينها وبين الشمس تشبه البوصلة معتمدة في ذلك على اتجاه شروق وغروب الشمس وقوة سطوعها في تحديد الوقت خلال اليوم . وأضاف شامبان أنه بالرغم من أن الفراشات لها نفس الصفة الموجودة في الطيور وهي تتبعها لحركة الشمس، فإن الشمس لا تشكل الحل النهائي لهذا اللغز لأن معظم هجرة الفراشات تتم بين غروب وشروق الشمس .

وقال ستيف روبرت من جامعة ماساشوستس في وورسستر بالولايات المتحدة، نعمل حالياً على نظرية محتواها أن الفراشات تستخدم مجموعة من المبصرات تعتمد فيها على نظرية التشفير أو ما يسمى “كرايسوكرومز”، وهي الخاصية نفسها الموجودة عند الطيور والعصافير التي تعيدها إلى أوكارها مهما بعدت .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس