عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #63
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

القُدُّوسُ جَلَّ جلالُه


"هو: المنـزَّه في قُدُس عزِّه عن كل ما تحيط به العقول، أو ‏يصوره الخيال، أو تحوم حوله الأفكار (1) ‏.‏


ومعنى تسبح الله وتنـزيهه، وتقديسه: كلها ترجع إلى ‏علوِّ جناب الحق، وكلُّ ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك (2) ‏.‏


واعلم أن الواجب عليك: أن تنـزِّهه على قدرك، أما ‏تنـزيه الحق فلا يعرفه إلا الحق.


قال الإمام أبو العزائم نفعنا الله به:" إن قوماً يعشقون ‏الدُّروس، وقوماً يهيمون بملاذ النفوس، وقوماً يفرُّون إلى ‏القدُّوس، ولا يدخل حضرة القُدُّوس أرباب النفوس".‏


وقد روي إن بعض العارفين أخذ في تسبيح الحضرة ‏وتنـزيهها، فسمع الوارد الإلهي في قلبه يقول له: أنا منـزَّه ‏عن تنـزيهك، لأن التنـزيه صفتي أزلاً وأبداً، ولا يمكنك ‏تنـزيه الحضرة على ما هي عليه، ولكن طهِّر نفسك من ‏نقصها حتى تدخل في الوادي المقدَّس فيتجلَّى لك "القُدُّوس".‏


وإذا أردت أن تنال الحظوة القدسية فامح من جوهر ‏نفسك الصفات الحيوانية، والرزائل الإبليسية، والقبائح ‏الشهوانية، واجعل قلبك نقياً صفيّاً متجهاً بكليتة إلى ‏القدوس، حتى تواجه بما لا عينٌ رأت ، ولا أذن سمعت، ولا ‏خطر على قلب بشر. وذلك بأن تتذكر حضرة الأرواح، ‏حيث كانت في مواجهة الفتاح، قبل قيود الأشباح، وعند ‏ذلك تشعر بأن كل علم أخذته بحدود الكون، ووصلت إليه ‏بفكرك وخيالك وظنك مع إثبات وجودك الباطل، كان ذلك ‏العلم انتقالاً من كون إلى كون، والعبرة بالعلم المأخوذ عن ‏المكوِّن تتلقَّاه روحٌ استنارت بنور "القُدُّوس" .‏

اقتباس:====================== الحاشية ===================

(1) ‎ ‎‏: قال حجة الإسلام الغزالي: ولست أقول منـزه عن العيوب والنقائص، فإن ذكر ‏ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب، فليس من الأدب أن يقول القائل: ملك البلد ليس ‏بحائك ولا حجام، فإن نفي الوجود يكاد يوهم إمكان الوجود، وفي ذلك الإيهام نقص ‏‏. ‏‏ انظر: المقصد الأسنى 68.‏

(2) ‎ ‎‏: وأشار بعضهم إلى أن الأليق أن يقال: المنـزّه عن كل كمال لا يليق به، لأن العبارة ‏الأولى بعيدة من الأدب، كما لا يقال: الملك ليس بجزار.‏" اهـ 4/268


(يتبع إن شاء الله تعالى..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس