"وخير من نال الحظ الوافر من هذا الاسم هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه سلَّم عقولنا من الخرافات، وسلَّم أعراضنا من الدنس والدناءات، وسلَّم قلوبنا من الشرك والسجود للصنم، وأشهد أرواحنا مال ذي الجود والكرم.
والوارث لأنوار اسمه "السلام" هو من سلم قلبه من الغش والكبر، وكل العيوب الباطنة. وسلمت جوارحه الظاهرة من المنكَرات، وسلمت روحه من شهود الأغيار والركون إليها، وسلم من ضرره العباد.
وإذا لم يسلم العبد من نفسه ومعاصيها كيف يسلم منه الخلق؟، ولكن طريق السلامة أن تجعل شهوتك وحظك وهواك تحت قيادة العقل، وتجعل العقل تحت قيادة الشريعة مع التسليم الكامل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى مبيناً دعاء السيد الخليل وولده: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } (1) .
والسلامة كلها في ترك المعارضة لأحكام الله تعالى، والتسليم لقدرته، والرضا عنه.
فالسلامة أن تلقي سلاحك في حضرة مولاك، والسلاح هو التدبير، والجزع، وعدم الرضا (2) .
الدُّعـــــــاءُ
" إلهي...إن كل سلام وتسليم وسلامة من كل خطر جسيم؛ فهو من تجلِّي نور اسمك: السلام. فأشرق نور السلام في قلبي حتى أسلم من الخصام، وتجلى بالسلامة لديني بالفضل والإكرام، وواجهني بأنوار هذا الاسم حتى أتحقَّق بالتسليم والسلام والمسالمة لجنابك في أحكامك الشرعية والقدرية. وسلِّمني من الأمراض والآفات، والعاهات، والبليات، حتى تسمع آذان روحي خطابك القديم: { سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} (3) .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم". " اهـ
اقتباس:======================= الحاشية ======================
(1) : سورة البقرة – الآية 128.
(2) : وقد قال سيدي العارف بالله تعالى أبو الحسن الشاذلي: ترددت هل ألزم القفار للطاعة والأذكار أو أرجع إلى الديار لصحبة الأخيار فوصف لي شيخ برأس جبل – يقصد مولاي عبد السلام بن مشيش - فوصلت لغاره ليلاً فبت ببابه فسمعته يقول: اللّهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك ففعلت فرضوا وأنا أسألك عني اعوجاج الخلق حتى لا يكون لي ملجأ إلا أنت!. فقلت: يا نفس انظري من أي بحر يغترف هذا الشيخ؟. فأصبحت فدخلت عليه فأرهبت من هيبته فقلت: كيف حالكم، فقال إني أشكو إلى اللّه من برد الرضا والتسليم كما تشكو من حر التدبير والاختيار!. فقلت: أما شكواي من حرهما فذقته، وأما شكواي من بردهما فلماذا، قال أخاف أن تشغلني حلاوتهما عن اللّه تعالى. قلت: سمعتك الليلة تقول كذا فتبسم وقال عوض ما تقول سخر لي خلقك، قل: كن لي. تراه إذا كان لك لا يفوتك شيء فما هذه الجبانة؟!.
(3) : سورة يس – الآية 58." اهـ 4/288
( يتبع إن شاء الله تعالى مع: المـُؤْمِنُ جلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات