عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #34
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

"فالسعادة كلها لمن ألقى سلاح،وتحقَّق بالضعف لمولاه، ‏ومات على الحق لا يتحوَّل.‏


قال بعض العارفين: ذكرت الله اياماً فصحَّت لي جلالة ‏واحدة كانت سرَّ وصولي وبلاغ مأمولي".‏


فإذا قلت: " لا إله إلا الله". فتأكَّد بعين اليقين أنَّه لا قويَّ ‏إلا الله، ولا دافع إلا الله، وهكذا جميع معاني أسماء الله ‏الحسنى، فتكاشف بالأسرار، وتغرق في الأنوار.


واعلم أن الدعاء ؛ إما أن تكون طالباً به قُرباً ووصولاً ‏وتوبةً. أو تكون طالباً به معونة دنيوية لكمال جسمك، ‏وراحة قلبك من الهم.‏


فالأول: هو أشرف المطالب. ويليه الثاني ، لأنه الوسيلة ‏للأول.‏


فإذا طلبت طلباً دنيوياً لا تطلبه لحظِّك بل اطلبه لتستعين ‏به على دينك، فيتحوَّل بسبب النية من دنيا إلى أخرى.‏


واعلم أن الدعاء محقَّق الإجابة (1)‏ ‏.


قال سبحانه وتعالى:‏‎ { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ ‏لَكُمْ }‏ (2)‏ ‏. ولكن قد يؤجِّل النفاذ لوقت معلوم لحكمة عالية، ‏أو تُدَّخر الإجابةإلى الدار الآخرة، لأنه حكيم رحيم، يختار ‏لعبده الخير كله (3)‏.‏" اهـ137

اقتباس:==================== الحاشية ====================

(1) ‎ ‎‏: وقد قال سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالى عنه ونفعنا به وبالصالحين في ‏الدارين:" (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نحسن ظننا ‏في ربنا، وأنه يجيب دعاءنا ولا نترك الدعاء أبدا استنادا إلى السوابق، فإن في ذلك ‏تعطيلا للأوامر الشرعية، ولو تأمل العبد وجد نفس دعائه من الأمور السوابق، ونحن ‏نعلم من ربنا جل وعلا أنه يحب من عبده إظهار الفاقة والحاجة، ويثيب عبده على ‏ذلك سواء أعطاه أو منعه، وأكثر من يخل بهذا العمل العهد من سلك الطريق بغير ‏شيخ، فيترك الوسائل كلها ويقول: إن كان سبق لي قضاء هذه الحاجة فلا حاجة ‏للدعاء، وإن لم يقسم لي قضاء تلك الحاجة فلا فائدة في الدعاء، وقد مكثت أنا في ‏هذا المقام نحو شهر ثم أنقذني الله منه على يد شيخي الشيخ محمد الشناوي رحمه الله، ‏وفي القرآن العظيم: ‏{قُلْ مَايَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ }‏. فأخبر أن العبد من أدبه مع ‏الله أن يدعوه في كل شدة ولا يعول على السوابق، فإن العبد لا يعلمها نفيا ولا إثباتا، ‏وقد دعت الأكابر من الأنبياء والأولياء ربهم سبحانه وتعالى ولم ينظروا إلى السوابق. ‏{ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ };‏ والله يتولى هداك.‏


(2) ‎ ‎‏: سورة غافر – الآية 60.‏


(3)‎ ‎‏: وقد ورد في هذا الباب أحاديث كثيرة منها ما رواه الترمذي في الباب الثامن ‏والأربعين من سننه " أحاديث شتى من أبواب الدعوات" . الحديث رقم 3747 - ‏بسنده عَن أبي هُرَيْرَةَ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو الله ‏بِدُعَاءٍ إلاّ اسْتُجِيبَ لَهُ. فإِمّا أنْ يُعَجّلَ لَهُ في الدّنْيَا، وإِمّا أَنْ يُدّخَرَ لَهُ في الاَخِرَةِ، وَإِمّا ‏أنْ يُكَفّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا. مَا لَمْ يَدْعُ بإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أوْ يَسْتَعْجِلْ. ‏قالُوا يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قالَ يَقُولُ دَعَوْتُ رَبّي فَمَا اسْتَجَابَ لِي". ‏


‏ قال في "فتح الباري": وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن العبد عليه أن ‏يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار ‏الافتقار، حتى قال بعض السلف:" لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم ‏الإجابة"، وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه " من فتح له منكم باب الدعاء ‏فتحت له أبواب الرحمة " الحديث أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم، ‏قال الداودي: " يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم ‏الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير" انتهى.‏


‏ وقال ابن الجوزي: أعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير ‏الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب ‏من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض. والله سبحانه ‏وتعالى أعلم وأحكم.‏" اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع "الحقُّ واحد، والخلق واحد ‏.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس